ارشيف من :مقاومة

"ميركافا" حرب تموز: "خيال ظل"

"ميركافا" حرب تموز: "خيال ظل"

خاص ـ "الانتقاد. نت"
بحلول شهر آب 2006 كانت ثمانية ألوية اسرائيلية تحاول التوغل في جنوب لبنان، حيث عمل اللواء (401) في بلدة مركبا، ولواء "ناحال" في بلدة الطيبة، ولواء "غولاني" في ميس الجبل، واللواء (7) في مارون الراس، ولواء المظليين في عيتا الشعب، فضلا عن ثلاثة ألوية من الاحتياط انتشرت عند محور القطاع الغربي.
وقد اعتمد سلاح البر لدى محاولته دخول البلدات اللبنانية على زج جرافات مدرعة في مقدمة التشكيلات، بحيث تقوم هذه الجرافات بفتح الطرق أمام المشاة والدبابات. وقد تحولت هذه الأخيرة الى أهداف ـ رماية للمقاومين ما أفقدها دورها كآلة حربية قادرة على الموازنة بين المناورة والعمل الهجومي.

الميركافا
"ميركافا" حرب تموز: "خيال ظل"كلمة "ميركافا" تعني "المركبة الحربية"، وقد تم اختيار هذا الاسم للدلالة على جمعها عدة خصائص.
صُممت الدبابة من واقع الدروس المستقاة من حرب تشرين 1973، حين أشرف رئيس العمليات في قيادة الأركان الاسرائيلية يسرائيل طال على وضع التصميم، استنادا الى عقيدة القتال الاسرائيلية. علما أن مجموعة من المشاة تواكب الدبابة، اضافة الى طاقمها، حتى لا تنفصل قوات المدرعات عن المشاة الميكانيكية في قتال الثنائي مشاة ـ مدرعات.
بدأ انتاج "ميركافا - 1" استناداً الى الأبحاث التي أجرتها لجان عديدة في الصناعة الحربية الاسرائيلية (IMI)، والتي استهدفت زيادة فاعلية العناصر الثلاثة المكونة لقوة الصدم، وذلك من خلال زيادة قوة نيران الدبابة وتعزيز درعها ليقاوم الصواريخ المضادة للدروع (من الجيل الأول) وزيادة سرعتها وقدرتها على المناورة.
يستطيع الجيل الأول من الدبابة الاسرائيلية حمل ما بين  (8) الى (10) أفراد، يتوزعون داخلها بطريقة تسمح لهم بالترجل منها عند اصطدامها بموقع معادٍ.
تم استخدام الجيل الأول من الميركافا للمرة الأولى في الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982.
وجُهزت "ميركافا - 1" بمحرك ديزل ألماني تستخدمه الدبابة الألمانية "ليوبارد - 2" قوته 900 حصان، ومدفع عيار 105 ميلليمتر، ومدى عمل 400 كيلومتر.

"ميركافا ـ 2"
على ضوء تجربة الجيل الأول في بيروت عام 82, تم تطوير "ميركافا ـ 2" بإضافة المزيد من الدروع، وذلك لمواكبة التطوير الذي استحدث في الجيل الثاني من الصواريخ المضادة للدبابات. كما تم تعديل علبة السرعة بزيادة نسبتها 25 في المئة، إضافة الى تطوير نظام إدارة النيران، ولكن المدفع بقي على حاله، أي من عيار 105 ميلليمتر.

"ميركافا ـ 3"
مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ظهر الجيل الثالث من الدبابة "ميركافا ـ 3" التي تميزت بنقلة نوعية كبيرة تمثلت في مدفع أملس من عيار 120 ميلليمترا مزود بغطاء حراري يزيد من حمايتها ضد الحرارة والصدمات، وخمسين قذيفة.
وتم تزويد الدبابة ببرج جديد معزز من حيث صفائح التدريع، وحُصّن بسلاسل منيعة تتحطم عليها الصواريخ. وخضع التدريع لثورة تقنية، اذ صار بالإمكان استبدال صفحات الدروع عند الاصابة.
وتم تبديل النظام الهيدروليكي في "ميركافا ـ 3" بنظام إلكتروني وكهربائي متكامل زيادة في الحماية والأمان. كما جُهزت بنظام تحذير دقيق يعمل بالليزر، ويُظهر أي خطر قادم لآمر الدبابة في البرج.
وزُودت حجرة المدفعية بقناة تلفزيونية وبمتعقب آلي للهدف يعمل في الليل والنهار.
وطُور المحرك ليصبح بقوة 1200 حصان، ما رفع سرعة الدبابة الى 55 كيلومترا في الساعة، وزاد مدى عملها من 400 الى 500 كيلومتر. كذلك ارتفع نسق النيران من 8 الى 10 طلقات في الدقيقة.

"ميركافا ـ 4"‏
"ميركافا" حرب تموز: "خيال ظل"دخلت دبابة "ميركافا ـ 4" التي يبلغ وزنها 65 طنا، طور الانتاج الكامل عام 2001، ودخلت أول كتيبة "ميركافا ـ 4" الخدمة عام 2004.
هي أضخم بقليل من "ميركافا ـ 3"، قادرة على حمل ثمانية جنود من المشاة ومجموعة قيادة وثلاثة جنود مصابين، إضافة إلى طاقم الدبابة المكون من آمر وملقم ورامٍ وسائق. تستطيع الرمي أثناء التحرك على أهداف متحركة، كما تم تجهيزها للرمي على الطوافات المهاجمة مستعملة الذخيرة التقليدية المضادة للدبابات.‏
برجها يعمل بالكهرباء، وفيه فتحة واحدة للآمر، وهو مزود بمدفع أملس من عيار 120 ميلليمترا مغلف بغلاف حراري لتخفيف التقوّس نتيجة الحرارة.
يمكن لهذا المدفع أن يرمي ذخيرة عالية الطاقة بما فيها القذائف الموجهة، ويمكن للملقم أن يختار نوع القذائف بطريقة نصف آلية.
تحمل الدبابة (48) قذيفة محفوظة كل واحدة منها في حاوية حامية. ويحوي مخزن دوار يعمل كهربائياً عشر قذائف جاهزة للرمي. أما أنواع القذائف المصنوعة في "اسرائيل" فهي:‏
ـ الفائقة التفجير المضادة للدبابات (Heat-MP-TM325 (CL3105.‏
- القذائف (APFSDS-T M711(CL3254.‏
- القذائف (TPCSDS-T M324(CL3139.‏
ويمكن للمدفع أن يرمي القذائف الفرنسية والألمانية والأميركية عيار 120 ميلليمترا. وزودت الدبابة كذلك برشاشات عيار 7.62 ميلليمتر وهاون عيار 60 ميلليمترا يمكنه أن يرمي قذائف منفجرة ومضيئة يصل مداها الى 2700 متر. وتتضمن مجموعة الحماية نظام إنذار وتحديد الخطر كهرومغناطيسياً.
أما نظام التحكم بالنيران فيتضمن أجهزة فائقة التطور، بما فيها القدرة على كشف الأهداف المتحركة والتسديد عليها، وحتى الطوافات، فيما الدبابة نفسها تتحرك. ويشتمل نظام الحاسب الآلي المتحكم بإدارة الرمي على استقرار خط الرؤية على محورين ومنظار تلفزيون من الجيل الثاني ومتعقب هدف حراري آلي، ومقياس بعدي ليزري ونظام رؤية ليلية حراري مطور، ومؤشر دينامي لزاوية الميل. أما قمرة الآمر فمجهزة بمنظار بانورامي مستقر ليل نهار. ويتضمن نظام العمليات المدمج وصلات اتصال متقدمة وإدارة المعركة.
جُهزت "ميركافا ـ 4" بمحرك ديزل على شكل (7) باثنتي عشرة اسطوانة بقوة 1500 حصان بخاري، وقد ثبت مع خزان وقود في مقدم الدبابة، فيما ثُبت خزانا وقود آخران في المؤخرة. وقد زاد هذا المحرك الجديد قوة الدبابة بنسبة 25 في المئة اكثر من "ميركافا – 3"، علما أن علبة السرعة تتألف من خمس سرعات.‏
أما الهيكل فقد عرف زيادة في حماية التصفيح الأمامي وتحسيناً في حقل رؤية السائق الذي يستعمل كاميرا للقيادة الى الوراء. كذلك غطي البرج بتدريع خاص تراكبي ما يوجد تباعداً بين التدريعين (المضاف والمضاف اليه). وباتت الدبابة محمية ضد سلسلة كبيرة من الأخطار، بما فيها الصواريخ الموجهة بدقة من الجو والأسلحة المطورة المضادة للدبابات. أما الجانب السفلي للهيكل فجُهز بحماية مدرعة إضافية ضد الألغام. كما تحتوي حجرة الطاقم على نظام تكييف.
..وتبقى تعديلات ما بعد حرب تموز/ يوليو 2006، في الاختبار لأن فشل الميركافا في تلك الحرب أثبت أنها "خيال ظل" في معركة لا يصمد فيها إلا الرجال الرجال بوجه أكثر التكنولوجيات حداثة وتفوق.
الانتقاد/ العدد1298 ـ 12 أيلول/ سبتمبر 2008

2008-09-12