ارشيف من :تدوينات سياسية
الحراك الجنوبي في دائرة الاستهداف الاماراتي
بقلم سليم المغلس (*)
بعد ثلاث سنوات من الزج بهم في عداء صراعات مع كل المكونات الجنوبية والوطنية قررت الإمارات إنهاء صلاحيات الحراك الجنوبي ـ جناح البيض بعد أن استخدمتهم كورقة، وهي في الحقيقة لا تثق فيهم كونهم يحملون طموح ورؤية سياسية، وإن كانت في اطار الجنوب وان المشروع الامريكي التي تنفذه الإمارات يتجاوز انفصال الجنوب إلى تفتيت وتمزيق البلد كله لكانتونات صغيرة أصغر من الجنوب وانها لا تخدم القضية الجنوبية بقدر ما تتآمر عليها وتحرفها عن مسارها وتفرغها من مضمونها.
وبعد محاولة عزل الحراكيين عن جماهيرهم وعن محيطهم من المكونات الأخرى الجنوبية والوطنية وكذا عن الاحزاب السياسية ها هو الوقت الذي استكملت فيه الإمارات استخدامهم كواجهات وبوابات للنفاذ الى الشارع الجنوبي وفتح المجال وشرعنة لكل المشاريع والادوات بما فيهم القاعدة وداعش والاحزمة الامنية والنخب العسكرية وتعبئة الشارع بثقافة طائفية وهابية تكفيرية ومناطقية لا تمت بصلة للقضية الجنوبية بل يسحب البساط على الحراك وينتج قوى جديدة كادوات تنفيذية تكن الولاء المطلق لها حيث لا افق سياسي لديها ولا قضية ولا رؤى او مشاريع او انفعالات خاصة بها كالسلفيين وغيرهم ممن ليس لديهم عداءات او أحقاد ضد الشق الإماراتي الآخر المتمثل بمن عندهم من أسرة الراحل علي عبد صالح.
اتجاه الإمارات نحو رمي هذه الورقة المحروقة بدأ يظهر من خلال توجهها لإزاحة واقصاء الحراك الجنوبي من القرار في مايسمى بالمجلس الانتقالي والذي بدأ بإبعاد عيدروس الزبيدي إلى أبوظبي وتمكين السلفي هاني بن بريك من القرار حيث صار صاحب الكلمة الأولى في المجلس والذي عين القيادي "العفاشي" السابق احمد حامد لملس أحد الأدوات الطيعة للامارات أمينا عاما للمجلس وظهر بشكل أكبر من خلال ازاحة ناصر الخبجي من موقع رئيس الدائرة السياسية.
وما حصل من اجتماع لقيادات الحزب الاشتراكي في الجنوب مؤخرا إلا من باب تبادل أدوار بينهم وبين الحراك كون الاشتراكي بعيد عن الالتزامات والارتباطات مع الإمارات حيث يسعى الحراك للعودة إلى النشاط المضاد تحت مسمى الحزب الاشتراكي، وإبراز صوت يتحدث بما لم يجرؤ قوله قيادات الحراك المحروقة التي باعت نفسها للامارات ولا تستطيع مجابهتها، حيث ومن خلال كلمة أمينه العام الذي قرأها فضل الجعدي الذي تحدث بصفته الحزبية (رغم انه بهيئة رئاسة الانتقالي) لحوار جنوبي لتشكيل حامل موحد للقضية الجنوبية مما يعني أن الدعوة تهدف الى تقليص دور المجلس الانتقالي الذي أصبح مختطف بيد أدواتها التنفيذية وعلى راسهم سلفيي هاني بن بريك بما يشير الى بداية تحول جنوبي باتجاه الطعن في شرعية الانتقالي التي كانوا يدعوها كحامل وممثل وحيد للجنوب وقضيته
فهل مازال للحراكيين والاشتراكيين من حضور شعبي واوراق عدة يستطيعوا ان يخرجوا من مأزقهم وورطتهم الحالية ؟
وهل يمتلكون الجرأه للتوضيح والحفاظ لما تبقى من جماهيرهم وتماسكهم من التماهي مع الامارات وادواتها ؟
وهل لديهم من الجرأة والشجاعة للقيام بخطوة سياسية ذكية في اطار اعادة تموضع في خارطة التحالفات السياسية في البلد ؟
أم أن الإمارات ستتمكن من اسكاتهم وتخديرهم إلى أن تسحب البساط منهم شعبيا بشكل نهائي بتغيير الراي العام الجنوبي وتغيير ثقافتهم بثقافة الكراهية الطائفية والمناطقية وربطها بها وأدواتها وافقادهم كل الأوراق السياسية ؟
هذا ما سنعرفه خلال الايام القادمة!!
(*) إعلامي يمني