ارشيف من :أخبار لبنانية

الموسوي: نقدم التضحيات حتى نرى بلدنا عزيزاً محرراً سيداً مستقلاً

 الموسوي: نقدم التضحيات حتى نرى بلدنا عزيزاً محرراً سيداً مستقلاً

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي "أنه لطالما كان سعينا منذ انطلاقتنا هو أن نصنع زمناً جديداً ينفض عنّا غبار الاضطهاد والسيطرة والاحتلال والحرمان، سعينا وبالاستناد لإرث التشيّع الكبير، إلى بناء إنسان جديد من جهة مواكبته لظروف العصر، ولكنه أصيل بانتمائه إلى درب الأجداد والآباء، فهذا الانسان المميز الذي صنعناه في المسجد والنادي الحسيني، واختبرناه في ميادين القتال، تمكن بتضحياته ووفائه، أن يقدم لوطنه وشعبه ودولته الانتصار تلو الانتصار".

كلام الموسوي جاء خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة زبقين الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات والأهالي.

ولفت الموسوي الى "أننا منذ أن انطلقنا ونحن نقدم التضحيات من أجل أن نرى بلدنا عزيزاً محرراً سيداً مستقلاً ينعم بشروط الحياة الكريمة التي لا يعاني فيها من استبداد المسيطرين أكانوا بالمال أم بالقوة، وإلى حد بعيد نجح الإنسان المقاوم وهذا النموذج المتمثل بالمجاهد في حزب الله هو وإخوانه في حركة "أمل" وغيرها من الأحزاب والقوى التي سارت في طريق المقاومة، بأن يحرر معظم الأراضي اللبنانية، وأن يدحر العدوان الصهيوني، وعلى الرغم من النقاش الذي لم ولن يتوقف بشأن المقاومة، إلاّ أن الوقائع تدحض أي مقولة يمكن أن تزعم أنه كان إلى تحرير الأرض سبيلٌ غير سبيلِ المقاومة، وبالتالي يمكن لأي أحد في هذا البلد أن يختلف معنا حول المقاومة، ولكن هناك وقائع ملموسة تؤكد أنه لولا هذه المقاومة، لكان لبنان لا زال محتلاً إن لم يكن قد أصبح محمية إسرائيلية أو حديقة خلفية للكيان الصهيوني".

وتابع "إننا نجحنا في تحرير أرضنا، ولكن في هذا الوقت ومنذ مطلع التسعينيات، أخذ فريق على عاتقه أن يعيد بناء وإعمار لبنان، وكان برنامجه يكمن في إعادة البناء والإعمار، وحكم هذا الفريق سياسات الدولة الاقتصادية وغير الاقتصادية من التسعينيات حتى الآن، ولا زال هذا الفريق السياسي هو نفسه الذي حكم البلد ووجه مسيرته الاقتصادية".

وأشار الموسوي الى أن "الأماكن التي صار فيها جسور وطرقات قد بنيت بأغلى الأثمان، ونحن جربنا مع الشهيد حسام خوشنويس القيام ببعض المشاريع مثل الطرقات ودور للعبادة، فكانت الفاتورة التي دفعها الشهيد حسام، ونوعية الانتاج الذي قدمه، مختلفة جداً عن فاتورة الأشغال ونوعية الأعمال التي نفذتها المجموعة الحاكمة والمتحكمة بالاقتصاد اللبناني منذ عام 1992، واليوم لا زالت هذه المجموعة في الحكم، وبالتالي يجب أن تتحمل مسؤولياتها عن الأضرار الفادحة التي أصابت لبنان، ويكفي القول إن على لبنان دين بقيمة 80 مليار دولار بحسب ما قال وزير المالية، وعليه فإن أكثر من ثلث الموازنة يذهب ليس إلى سداد الدين، وإنما إلى خدمة الدين، أي تسديد فوائد الدين".

وقال "هناك خيار قدم التضحيات وحمى لبنان من الأطماع الإسرائيلية والتكفيرية وساهم في إنجاز العديد من المشاريع الإنمائية وغيرها، وخيار أورث لبنان 80 مليار دولار من دون تأمين الحاجات الأساسية من المياه والكهرباء والتعليم والاستشفاء والطبابة"، موضحاً "اننا  اليوم ندفع ثمن أن شريحة في لبنان تعود مرة أخرى لتختار من أورث لبنان كل هذه الأعباء، ومن هنا فإننا نسأل، ما هي مشكلتهم معنا، هل مشكلتهم أننا مقاومة، فإن ما قامت به المقاومة هو تحرير وصيانة لبنان من العدوان الصهيوني".

عضو كتلة الوفاء للمقاومة لفت الى "اننا لا نذيع سراً إذا قلنا إن الجهات المعنية في لبنان وخارجه تترقب بانتباه موعد بدء التنقيب في البلوك رقم تسعة، وتخشى هذه الجهات من أن تعمد بحرية العدو الصهيوني إلى منع الشركات التي التزمت التنقيب من الوصول إلى البلوك رقم تسعة والتنقيب فيه، ولأن ما وصلنا إليه هو بسياستكم ومساركم وخياراتكم، فهل تستطيعون وأنتم حلفاء الولايات المتحدة أن تقنعوها بإعادة الحق اللبناني إليه، وأنت الذي كنت تذهب إلى واشنطن بمناسبة أو غير مناسبة وهم أصدقاؤك الذين كنت تقبل وجناتهم السوداء (من غير عنصرية في ذلك) بأسوأ أوقات اعتدائهم على لبنان، فهل يساعدوك بأن تعيد هذه المنطقة التي أنت اعترفت بأنها من حق لبنان؟ بل إن الأمريكي سيقول لك بأن عليك أن تتقاسمها مع الصهيوني، وهي منطقة من حقنا، فهل يجوز أن نتنازل عن جزء من منطقتنا للعدو حتى نستطيع الوصول إليها، مع العلم أن هذا الجزء يزخر بالموارد الطبيعية التي من شأنها ليس فقط أن تساهم في إطفاء الدين الباهظ على لبنان، ولكن من شأنها أن تفتح أفقاً للتنمية والنمو في لبنان".

وأشار الموسوي الى أن "سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أخذ على عاتقه مواجهة الفساد مثلما مسك ملف مقاومة الاحتلال الصهيوني، وهو كان قد قال من قبل، إن مقاومة الفساد أصعب بمئة مرة من مقاومة الاحتلال، وهذه المسيرة هي مسيرة صعبة حقاً، ولكننا سنمشيها معاً وسنقدم فيها التضحيات، ولكن يجب علينا بالدرجة الاولى أن نتمكن من الإمساك بأدوات مكافحة الفساد وفي طليعتها أن يستعيد المجلس النيابي دوره الرقابي، فليس صحيحاً أن يكون دور النائب هو السعي وراء الوزارات لتأمين الخدمات، وعليه فإننا سنعمل من خلال هذه الانتخابات النيابية وبعدها على استعادة دور الرقابة، وسنحرر هذا الدور، وينبغي أن نعمل أيضاً على تفعيل دور الهيئات الرقابية التي أعرف أن دورها يلاحق من أجل أن يشل، وفي هذا المجال، فإننا لا نعرف من الذي لم يسمح لرئيس إدارة المناقصات العمومية من الظهور على الإعلام للقول ما في جعبته حول قضايا وملفات حساسة يضربها الفساد، ومن الذي يمنع رئيس هيئة رقابية أساسية من أن يطل على الإعلام ليخبر اللبنانيين بخطط فساد يجري، ومن الذي يحول بينه وبين أن يعلن ما لديه من حقائق، ولكننا نعرف أن من يسعى إلى تقييد أيدي الهيئات الرقابية وإدراجها في مسلسل الفساد لمنعها من القيام بدورها، ستكون مشكلته معنا من الآن فصاعداً، وكل محاولة لغلّ أيدي الهيئات الرقابية ومنع رئيس هيئة رقابية من أن يطل على اللبنانيين ليصارحهم بالوقائع، سنعتبرها اعتداء على الدولة اللبنانية، وينبغي أن يواجه هذا الاعتداء".

2018-03-27