ارشيف من :أخبار لبنانية

أحمد الحريري يستوطن في عكار لشد العصب الأزرق: هجومات سياسية ومشاريع وهمية

أحمد  الحريري يستوطن في عكار لشد العصب الأزرق: هجومات سياسية ومشاريع وهمية

بعد ثلاثة أيام،  قضاها رئيس الحكومة سعد الحريري، متنقلاً بين عكار وطرابلس،  لإعلان أسماء مرشحي  تيار المستقبل في  دائرتي الشمال  الأولى والثانية، ومتوعدأً أبناء طرابلس وعكار ، بمشاريع إنمائية واقتصادية متطورة، ومغدقاً عشرات الوعود الإنتخابية على المواطنين. 

يعود اليوم، أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري لاستكمال المسرحية الإنتخابية التي بدأها الرئيس الحريري  والذي لم ينجح عبرها  بالإتيان بأي جديد، بالرغم من الجهود التي بذلت لحشد أكبر عدد ممكن من المناصرين إن كان في طرابلس أو عكار ، فكانت خطاباته مجرد نسخة عن خطابات انتخابية قيلت  في 2005 و 2009، وتضمنت مشاريع ووعودا  وإنماء، لم تترجم على ارض الواقع حتى اليوم،  وما تقرر تنفيذه بقي ضمن حفلات وضع حجر الاساس.

اربعة أيام، مرت على إقامة احمد الحريري في عكار، ويتوقع ان تمدد الزيارة الى أكثر من ذلك، كونه يحرص على زيارة عكار "بيت بيت وحارة حارة"، حتى وصل به الأمر الى زيارات فردية لكل عكاري، لعله ينجح في  تعويض الضعف الذي أصاب تياره شعبياً  في المحافظة الاكثر حرماناً في لبنان. ويتوقع  أن ينتقل الحريري  إلى المنية والضنية وطرابلس، حيث سيمضي أياماً مقيماً في ربوع هذه المناطق متبعاً الأسلوب نفسه، من أجل شدّ عصب جمهوره وحثّه على انتخاب أعضاء لوائحه.

أحمد الحريري يستكمل ما بدأه الرئيس الحريري 

لم يكتف الرئيس سعد  الحريري، في زيارته الاخيرة،  بإغداق المشاريع الوهمية على أبناء الشمال وعكار، بل قرر فتح باب الهجومات السياسية على مصراعيه، ضد  خصومه، ناعتاً إياهم بأبشع التوصيفات وكاسراً  كل الحواجز الأخلاقية في سبيل  تحقيق مآرب المعركة الإنتخابية، فلم يسلم الرئيس نجيب ميقاتي، او الوزير أشرف ريفي، ولا فيصل كرامي من  الكلام الكيدي من قبل الحريري، الذي كان يصر في معظم جولاته وخطاباته، على توجيه سهامه ضد منافسيه، لعله ينجح  في إعادة  شد العصب الأزرق  كما كان يفعل  قبيل أي انتخابات نيابية.

خطابات الحريري في طرابلس وعكار، كشفت الكثير من الخبايا الإنتخابية، التي دفعت بالرئيس الحريري الى الإصرار  على الحضور شخصياً، لإعلان لوائحه في دوائر الشمال،  إذ تشير المعلومات: "الى ان ما دفع الحريري للتوجه الى دوائر الشمال،  هو الإحصاءات الانتخابية  التي وصلت اليه،  وكشفت عن  تراجع كبير في  الشعبية الزرقاء،  ما جعل الحريري غير مطمئن لنتائج الإنتخابات النيابية المرتقبة في 6 أيار المقبل".

وتتابع المعلومات:" أن الحريري طلب من ابن عمته أحمد، أن يبقى على تواصل دائم  مع  ابناء الشمال، ولو كلفه ذلك البقاء حتى انتهاء  الانتخابات النيابية، متنقلاً من عكار الى طرابلس والمنية والضنية،  لاعادة شد العصب الأزرق، وان الرئيس الحريري مستعد  للعودة مجدداً الى زيارة الشمال، وهو ما سيحصل ،  قبيل فترة الصمت الإنتخابي،  والامر الذي سيدفعه الى اللجوء لمزيد من خطابات  التحريض السياسي والطائفي والمذهبي، ويتوقع   ان تكون بسقف أعلى.

واستكمل أحمد الحريري خطة المستقبل الإنتخابية، حيث أشار في أحدى لقاءاته: "إلى أن الرئيس الحريري سيذهب للمشاركة في مؤتمر باريس ـ 4، حاملاً معه 251 مشروعاً تنموياً لعكار والشمال وكل لبنان"، إلا أن ما فات الحريري، هو ان  يكشف حصة عكار والشمال من المشاريع الـ 251، ولم يكشف ما مدى اهميتها بالنسبة لابناء عكار وطرابلس، أهي مشاريع رئيسية، أم ثانوية وهامشية، وهل تم تأمين التمويل لها، أم أنها ستبقى حبراً على ورق، كما جرى مع وعود إنتخابات عام 2009 التي لم ترَ النور حتى الآن بحجّة أن الأموال غير مؤمّنة لها؟

في مجمل الاحوال، سيستكمل تيار المستقبل ضغوطه وجولاته الانتخابية في الشمال وعكار لعله ينجح في اعادة وصل ما انقطع طوال السنوات العشر الماضية، فيما لن يتوانى  عن  السعي لإعادة لملمة شارعه الأزرق العاتب على قيادته، والطامح الى تلقين المستقبل  درسا  انتخابيا  يعيده الى حجمه السابق؟

 

2018-03-30