بعد التدخل السعودي في الانتخابات النيابية اللبنانية من تحت الطاولة، ومع اقتراب موعد التصويت في 6 أيار، رفعت السعودية من مستوى تدخلها الى المستوى المباشر، وتحديداً في دائرة بعلبك - الهرمل. وقد نالت زيارة القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري وسفير الإمارات حمد الشامسي لمدينة بعلبك، استنكاراً شعبياً واسعاً لما تحمله في طياتها من دعم لمرشح "تيار المستقبل" في دائرة بعلبك الهرمل. خصوصاً أن "الزوار الجدد" الطارئين على مدينة الشمس من باب الانتخابات النيابية، التقوا اضافة الى مرشح "المستقبل" بعض مشايخ المدينة.

أهالي بعلبك الهرمل الذين لطالما خبروا السعودية من خلال رسلها من "جبهة النصرة" وصولاً الى "داعش"، والذين عاثوا قتلاً وتدميراً وارهاباً وتهديداً في جرودهم، استنكروا الزيارة "المشبوهة". وتداول الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الحدث بوصفه خرقاً فاضحاً للسيادة وتدخلاً بالانتخابات النيابية، مطالبين وزارة الخارجية اللبنانية بموقف حازم بوجه تدخل السفارات الأجنبية المتصاعد.

وتأتي زيارة القائم بأعمال السفارة السعودية والسفير الاماراتي الى بعلبك - الهرمل، بعد تصريحات أطلقها رموز من تبقّى من "14 آذار"، حول أهمية معركة بعلبك الهرمل وسعيهم الدؤوب لحقن النفوس في المنطقة من باب "كشف ظهر المقاومة".

وكان أمين عام تيار "المستقبل" ​أحمد الحريري​ قد أكّد في وقت سابق أن "إسقاط مرشح شيعي في دائرة ​بعلبك الهرمل​ يساوي 127 نائباً"، مستخدماً بذلك لغة طائفية بغيضة.

أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" فقال إن "ما يحصل اليوم في بعلبك الهرمل ليس مجرّد عمليّة إنتخابيّة وإنما إنقلاب تاريخي فالقضيّة ليست مجرّد إنتخاب نائب أو عدمه وإنما هي أكبر من ذلك بكثير".