ارشيف من :آراء وتحليلات

يوم الأرض وتجريم التطبيع في تونس

يوم الأرض وتجريم التطبيع في تونس

استغلت أحزاب ومنظمات المجتمع المدني في تونس يوم الأرض للتعبير عن رغبتها في أن تسارع السلطات الرسمية في أرض الخضراء لسنّ القانون الذي يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

التونسيون خرجوا في مسيرة انتظمت بشارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة بالتزامن مع الأحداث الدامية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة. الدافع لهذا التحرك هو أيضا ما تقوم به بعض البلدان العربية من خطوات تطبيعية باتجاه الكيان الصهيوني. ومن الأمثلة فتح السعودية مجالها الجوي للطائرات العابرة باتجاه فلسطين المحتلة واستقبال المغرب لوفد رياضي صهيوني وسماحه بعزف نشيد الكيان الغاصب على أراضيه في خطوة استفزازية لمشاعر مئات الملايين من المسلمين بمن فيهم المغاربة.

مفهوم التطبيع

ومن المصاعب التي يواجهها مشروع قانون تجريم التطبيع التونسي، إضافة إلى عرقلته من قبل بعض الكتل النيابية، هي مسألة وضع تعريف دقيق للتطبيع والأفعال التي تدخل تحت طائلته، حتى لا يبقى الباب مفتوحًا لإضافة أفعال بغاية الإنتقام والتشفي أو حذف بعض الأفعال خدمة للمصلحه الخاصة.

ولعلّ من الأمثلة عن الإختلاف الحاصل في وجهات النظر حول مفهوم التطبيع، هو الخلاف الذي نشأ مؤخرًا بين أطراف عديدة والمتعلق بزيارة القدس في ظل الإحتلال الصهيوني. البعض يعتبر ذلك تطبيعًا مادامت سلطات الإحتلال لا زالت تشرف على المعابر مع المملكة الأردنية، فيما لا يعتبر البعض الآخر ذلك تطبيعًا ويعتبره فكًا لحصار القدس.

زيارة السجين

أصحاب الطرح المؤيّد للزيارة يتساءلون هل يجوز أن نمتنع عن زيارة السجين في سجنه بحجة أن السجان مجرم ومغتصب؟ هل امتنع التونسيون عن زيارة الجزائر مثلا خلال فترة الإستعمار الفرنسي بحجة أنها مستعمرة وفيها مغتصبون فرنسيون أصروا على البقاء فيها رغم استقلال الجيران؟

في المقابل، يعتبر الطرف الآخر أن وضعية الجزائر في الماضي تختلف عن وضعية الأراضي الفلسطينية اليوم، فالمستعمر في حالة الجزائر هو دولة معترف بها عالميًا وهي فرنسا في حين أننا في حالة فلسطين أمام كيان غير شرعي ينشد اعتراف المحيط.

كذلك قد يُعدّ اجتياز المعابر التي يُشرف عليها هذا العدو اعترافًا ضمنيًا به وتطبيعًا مجانيًا معه في وقت يتجه هذا الكيان إلى مزيد التطرف، وهو ما تجلى في خياراته الإنتخابية التي تذهب باتجاه اليمين الموغل في التطرف والعنصرية.

2018-04-02