ارشيف من :أخبار لبنانية
من المسؤول عن مشاركة شرف وصادر في ورشة عمل تجمعهما بباحثين صهاينة عن الآثار؟
حسين كوراني
كشف بيان لحملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" واللقاء الوطنيّ ضدّ التطبيع في لبنان، عن ورشة عمل في ميونيخ (ألمانيا)، وهي تجمع أساتذةً جامعيين من الجامعة اللبنانيّة (حنان شرف)، والجامعة الأميركيّة في بيروت (هيلين صادر)، والجامعة العبرية وجامعة حيفا. الورشة التي تحمل عنوان "الفينيقيون في فينيقيا: اتجاهاتٌ حديثة واكتشافاتٌ جديدة"، تؤكد بوضوح عن عملية تطبيع كبرى تجري تحت ستارها بعناوين "ثقافية"، لإعادة كتابة تاريخ المنطقة، وضم الكيان الصهيوني إليه.
ومن بين منظّمي الورشة، المكوَّنة من جلستيْن يَظهر بالإضافة إلى اسم حنان شرف، اسمُ Ann E. Killebrew، وهي أستاذةٌ في جامعة ولاية بنسيلفانيا ونالت شهادة الدكتوراه في علم الآثار من الجامعة الإسرائيلية في القدس. هذا، ويشارك في الورشة أساتذةٌ من جامعاتٍ إسرائيليّة، من بينهم: الدكتورة ميشيل آرتزي (Michal Artzy) والدكتورة أياليت غيلبوا (Ayelet Gilboa) من جامعة حيفا، والدكتور إيلان شارون (Ilan Sharon) من الجامعة العبريّة في القدس.
وفي هذا السياق، أكدت حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" أنّ الجلسة الثانية من الورشة ستتناول تحديدًا "المواقعَ الفينيقيّةَ في الليفَنت الجنوبيّ (الكيان الصهيوني)"، مشيرة الى أن "الهدفَ النهائيّ من الورشة هو دمجُ العمل المتواصل القادم من كامل الساحل الفينيقيّ، من أجل إعادة بناء صورةٍ كلّيانيّةٍ عابرةٍ للإقليم، مع التبعات الآثاريّة والتاريخيّة والدينيّة على منطقة البحر المتوسّط الشرقيّة الأوسع."
وبالتاكيد هذا المصطلح " الليفينت" الذي بات متداولاً في الأيام الأخيرة لا سيما مع الصراع النفطي على الحقول بين لبنان وكيان العدو يشي بأحد أغراض تلك الورشة. ولفتت حملة المقاطعة الى أنه عند التمعّن في عناوين بعض المداخلات يتّضح أنّها تتناول الاكتشافاتِ الحفريّةَ الجديدةَ في جنوب لبنان أيضًا، وتحديدًا في صور، وفي جمجم.
وفي حديث لـ" موقع العهد الإخباري" تساءل عضو حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" الدكتور سماح إدريس عن المسؤول في مشاركة الجامعة اللبنانية وتحديداً حنان شرف (أستاذة في قسم الفنون والآثار في كلّيّة الآداب وتدرِّس بالساعة في الفرع الرابع في زحلة والفرع الثاني في الفنار وفرع العمادة)، وهيلين صادر في هكذا ورش تطبيعية، ولمصلحة من كشف تاريخنا الأثري المكتشف حديثاً في مثل هكذا ورش أمام العدو الصهيوني، كما تساءل عن الهدف من وضع بنك معلومات الاكتشافات الحديثة بين يدي الصهاينة.
وشدّد إدريس على أن مشاركة شرف وصادر يتعارض مع قانون مقاطعة "إسرائيل" الصادر سنة 1955، متسائلاً باستغراب عمّا إذا كانت الأبحاث العلميّة والآثاريّة فوق القانون وفوق تاريخ التهجير والظلم والعنصريّة الإسرائيليّة.
وطالب إدريسُ الجامعة اللبنانيّة والجامعة الأميركيّة في بيروت اللتين تخضعان للقانون اللبنانيّ بتبيان موقفهما من هكذا ورشة عمل، كون الجامعتين تظهران إلى جانب جامعة حيفا والجامعة الاسرائيلية في القدس (المقامتيْن على أراضٍ "طُهّرتْ" عرقيًّا من سكّانها الفلسطينيين الأصليين).
وأضاف عضو حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" لـ"العهد" أنه يجب معرفة موقف مديريّة الآثار في وزارة الثقافة اللبنانية من الورشة المذكورة، لافتًا الى أنّ مناقشةَ جامعيين لبنانيين لجامعيين إسرائيليين في أمور الآثار قد تكون أخطرَ من مناقشة أمورٍ أخرى، لِما في ذلك من احتمال إسباغ "الشرعيّة" على مزاعمَ وخرافاتٍ صهيونيّةٍ معروفة.