ارشيف من :أخبار لبنانية

بالأرقام: تيار المستقبل الخاسر الأكبر في دوائر الشمال الإنتخابية

بالأرقام: تيار المستقبل الخاسر الأكبر في دوائر الشمال الإنتخابية

يدرك تيار المستقبل، انه يخوض معركة انتخابية غير كل المعارك السابقة، حيث لم يعد هو المتحكم الاول في تسمية النواب وتعيينهم حتى ما قبل إجراء الإنتخابات النيابية، وخصوصاً في محافظة الشمال، التي كان ينعم فيها ، بـ 6 نواب في طرابلس، و3 في المنية الضنية، و7 في عكار أي ما مجموعه 16 نائبا.  
في السابق، لم يكن تيار المستقبل يكلف نفسه عناء ومجهود البقاء على تواصل شبه يومي مع ابناء عكار والشمال، وما كان بحاجة لعشرات الزيارات التي يقم بها نوابه  ووزراءه، أو ان يضطر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، أن يبيت 15 يوماً في عكار متنقلاً في شوارعها وزواريبها، مطلقاً مئات الوعود ومعلناً عن عشرات الخدمات والتسهيلات، كذلك لم تعد  تكفي زيارة واحدة للرئيس سعد الحريري، الى ربوع الشمال، ولا خطاب واحد يشد به العصب الطائفي لجمهوره، لحين انتهاء الانتخابات وفوز التيار الازرق بأكثرية ساحقة، دون أي منة او مكافآت أو مشاريع أعطيت لأبناء المحافظتين الأفقر في لبنان.
لكن ما الذي تغير اليوم ؟
الجميع في محافظتي الشمال وعكار، يدرك جيداً، أن الأمور تغيرت كثيراً، لسببين أولهما ان القانون الإنتخابي الجديد، الذي يراعي مبدأ النسبية، سيعطي كل فريق حسب حجمه وقوته الشعبية، ما يعني أن تيار المستقبل لم يعد هو الحاكم بأمره على الساحة السنية عموماً والشمالية خصوصاً، ولم يعد المتحكم الوحيد بمصير النواب وصاحب الفضل الأول بإيصالهم الى الندوة البرلمانية، فيما أن السبب الثاني، هو التراجع  الواضح في شعبية المستقبل، بمقابل ارتفاع حظوظ خصومه السياسيين الذين باتوا يظهرون بمظهر الأقوياء والقادرين على مجابهة الخصم الأزرق، وما زاد الطين بلة، هو انقلاب الحليف الى خصم انتخابي، يهدد عقر دارهم ويسرق من أصواتهم ومقترعيهم، كما يفعل الوزير السابق اشرف ريفي.
نتائج الإحصاءات: الحريري الخاسر الاكبر
في المقابل، يحرص كل فريق سياسي على  اثبات قدراته الانتخابية والتجييرية قبيل المعركة الإنتخابية في 6 ايار، وتكثر أعمال  مكاتب الإحصاء والتوثيق،  التي تعطي صورة أولية عن  حجم شعبية كل مرشح على أرض الواقع.
 اخر تلك الإحصاءات في محافظة الشمال الدائرة الثانية (طرابلس ـ المنية ـ الضنية) وتشير الى تراجع كبير في شعبية تيار المستقبل وتقدم لافت لشخصيات سياسية تعد من ألد الخصوم للتيار الأزرق وفيما يلي نستعرض احصاء أجرته المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء ، حيث تبين فيه عن مزاحمة قوية من تيار الرئيس نجيب ميقاتي لتيار المستقبل، بالإضافة الى بروز رئيس مركز الوطني في الشمال المرشح كمال الخير كاحد أبرز الاقطاب المؤثرة على المعركة الانتخابية، وتشير الإحصاءات الى:
-  تقدم كبير لتيار الرئيس نجيب ميقاتي، على صعيد الدائرة الثانية، بنسبة 23,53% (وتعتبر هذه النسبة هيي "نسبة صافية" لشعبية الرئيس ميقاتي، دون أي تحالفات مع أي فريق سياسي اخر).
- في المقابل، لم تتخطى قدرة تيار المستقبل التجييرية الـ 20,59%( ويشار هنا، الى أن هذه النسبة هي بالتضامن مع وزير العمل محمد كبارة، وهو المعروف بقدرته التجييرية الكبيرة في طرابلس، ما يطرح علامات استفهام عن الحجم الحقيقي  المستقبل منفرداً من دون الوزير كبارة) .
- في حين بلغ  عدد الأصوات غير القابلة للتجيير نسبة 17,65% ( وهو رقم يعد كبيراً، ومؤثراً على سير المعركة الانتخابية، وهي ستعد الكتلة الاكثر تأثيراُ اذا تمكنت احدى اللوائح من تجيير واستمالة هذه الاصوات.
أمام هذا الواقع الإنتخابي، يمكن الخروج بخلاصة، باتت شبه مؤكدة للعديد من أبناء طرابلس والمين الضنية، أن تيار المستقبل سيتعرض لنكسة انتخابية كبيرة، لن تمكنه من العودة الى المجلس النيابي بكتلة وازنة كالتي كانت بحوزته طوال عشر سنوات مضت ..!!!

2018-04-03