ارشيف من :أخبار العدو
ابن سلمان يُبهج ’تل أبيب’: يستحقّ التعامل معه
بترحيبٍ كبير وحفاوةٍ شديدة، عبّرت الصحف والمواقع الصهيونية وكتابها عن سعادتها وارتياحها لكلام وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان لمجلة "أتلانتيك" الأمريكية التي أعلن فيه صراحة اعترافه بالكيان الغاصب وبمهادنته للعدو.
جيروزاليم بوست"
وبعنوان "هل أصبح ولي العهد السعودي صديقاً لـ"إسرائيل"؟"، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قام بشيء استثنائي وتاريخي. في مقابلة مع جيفري غولدبرغ من مجلة "أتلانتيك"، وهو اعترف بـ"إسرائيل".
وأضاف "قد تبدو الكلمات واضحة، لكنها تاريخية. المملكة العربية السعودية هي غوريلا 600 رطل من العالم العربي. الحاكم السعودي الذي يتحدث عن حق "إسرائيل" بالوجود هو مُغيّر للعبة. الآن يوجد ولي عهد سعودي يتحدث بصراحة عن حق "إسرائيل" في الوجود، واليهود الذين يعيشون في المملكة العربية السعودية"، وتابع "الآن يوجد زعيم المملكة جعل القضية أكثر قوة ضد إيران من رئيس الحكومة "الإسرائيلية".. هل أصبح محمد بن سلمان صديقاً لـ"إسرائيل" والشعب اليهودي؟ قد يقول الكثيرون لا إن قراراته هي مجرد معاملة تجارية، ولم يكن هدفه أكثر من وقف إيران، واقترابه من "إسرائيل" من باب "عدوّ عدوي صديقي"".
وأردف "هل محمد بن سلمان يكره إيران أو يحب "إسرائيل"؟ هو فقط يمكنه الإجابة على هذا السؤال، وهناك بالتأكيد سبب للاعتقاد بأن الأول مقنع له أكثر من الأخير. لكن في التحليل النهائي، ملك السعودية المستقبلي الذي يتحدث عن حق "إسرائيل" بالوجود، وبدأ السماح برحلات جوية إلى "إسرائيل" فوق أراضيه، ويدين تمويل الجماعات الإرهابية مثل "حماس" والإخوان المسلمين، ويتحدث بانفتاح عن اليهود الذين يعيشون في بلده، يستحقّ أن يؤخذ على محمل الجدّ ويستحقّ التعامل معه".
"هآرتس"
صحيفة "هآرتس" بقلم محلّلها أمير تيفون اعتبرت أن "كلام ولي العهد السعودي هو إعتراف سعودي بحق "إسرائيل" في الوجود كدولة قومية"، حسب تعبيرها.
كذلك نشرت مقالًا موسّعًا للكاتب لديها تسفي برئيل حمل عنوان "أقوال ولي العهد السعودي تثير الحماسة، لكن علم "اسرائيل" لن يُرفرف قريبًا في الرياض"، قال فيه إن "الانفعال الشديد من تصريحات ابن سلمان مفهوم.. أخيرًا، بعد مئة عام على تصريح بلفور جاء ملك سعودي وصاغ حقّ اليهود في دولة تقريبًا باللغة نفسها، لكن يجدر الانتباه الى أن أقواله، كما جاءت باللغة الانجليزية، ما زالت لا تتضمن الاعتراف بدولة موجودة منذ سبعين سنة، بل بحق الاسرائيليين في أن تكون لهم دولة مثلما هو حق الفلسطينيين.والأدق، أن الامير لم يستخدم ولو مرة واحدة مفهوم "دولة" بل كلمة "بلاد" أو "أمة"".
وأضاف برئيل إن "طبيعة التعاون بين "اسرائيل" والسعودية تستحق الفحص أيضًا على خلفية عداء الجانبين المشترك لإيران. في الوقت الذي يتم فيه نشر تقارير عن التعاون الأمني بين الطرفين بشكل علني، عندما تلتقي شخصيات إسرائيلية رفيعة مع ممثلين سعوديين، وعندما تكون مصالح مشتركة بين الجانبين (كما اعترف ولي العهد بذلك) فيبدو أنه ليس للسعودية أيّة مشكلة في التعاون مع "تل أبيب" حتى بدون وجود اتفاق "سلام" معها".
وتابع "مع ذلك، ليس من نافل سؤال ما هي أهمية المصالح الإسرائيلية – السعودية في كل ما يتعلق بإيران. هل هذه المصالح ستجعل "اسرائيل" توافق على أن تقوم السعودية بتطوير برنامج نووي خاص بها، هل ستشجع الكونغرس على المصادقة على بيع تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية للسعودية أو ستستمر في العمل على إحباط صفقة المفاعلات التي تتمّ بلورتها بين واشنطن والرياض؟".
وإذ يسخر برئيل قائلًا "يبدو أنه اذا كنت ملك أو إبن ملك، فأنت لستَ بحاجة الى تعليم أساسي، يكفي التوقيع على اتفاق شراء بمبلغ 35 مليار دولار مع الولايات المتحدة والسماح للنساء بسياقة السيارات كي تعتبر ليبراليًا"، يخلص الى أنه "يجب علينا أن نتمنى له النجاح لأنه ما زال للسعودية دور كبير في تشكيل السياسات الموالية للغرب في الشرق الأوسط، وعند الحاجة، يمكنها ليّ أذرعًا عربية وغربية كثيرة، لكن من يعتبر أن قوال إبن سلمان إشارة الى أن علم "اسرائيل" سيُرفرف قريبًا في الرياض يجب عليه أيضًا أن يفحص هل يوجد للسعودية شريك في "اسرائيل"، على حدّ تعبيره.
"اسرائيل اليوم"
بدورها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "ابن سلمان مستمرّ في تصريحاته المُدهشة"، ونشرت كامل محتوى المقابلة دون اختصارها.
"غلوبس"
من ناحيته، قال موقع "غلوبس" الصهيوني إنها "المرة الأولى التي يُطلق فيها مسؤول سعودي تصريحًا كهذا"، وأضاف "هو حتى أنه قال أن "السلام" بين "إسرائيل" والفلسطينيين سيعطي دعماً لمصالح مشتركة بين"تل أبيب" ودول الخليج".
"تايمز أوف يسرائيل"
كما أشار موقع "تايمز أوف يسرائيل" الى أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اعترف خلال مقابلته بحق "اسرائيل" بالوجود وأشاد بإمكانية العلاقات الدبلوماسية المستقبلية بين مملكته والدولة اليهودية".
وتابع الموقع في "مقابلة واسعة النطاق مع جيفري غولدبيرغ من صحيفة "ذا اتلانتيك"، قدم الأمير محمد رؤيته لمستقبل الشرق الأوسط، بما يشمل إمكانية التعاون مع "اسرائيل"".
وفي مقال آخر على الموقع نفسه للكاتب الصهيوني رفائيل أهرين، وصف الأخير تصريح ابن سلمان بـ"المدهش"، وقال "إذا كان تعليق الملك الشاب يقف بدون مؤهلات، فسوف يمثّل أحد أهم التصريحات التي أدلى بها زعيم في الشرق الأوسط حول الصراع العربي الإسرائيلي منذ أنور السادات"، على حدّ تعبيره.
وتابع نقلًا عن الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني يوئيل غوزانسكي "يجب علينا كإسرائيليين ألّا نتغاضى عن وجود رياح جديدة تهبّ منالرياض، وهي تهب باتجاه القدس، لكن مع الاعتراف بذلك، يجب ألا ننسى أنه يتحدث إلى آذان أمريكية".
وبحسب الكاتب، يرى غوزانسكي أن "امتناع ابن سلمان عن انتقاد "إسرائيل" وقول أشياء لطيفة عن اليهود هو طريقة ولي العهد لتقديم مملكته في ضوء جديد"، ويردف "يريد أن يقدم المملكة الجديدة النابضة بالحياة.. إن إحدى الطرق للقيام بذلك بطريقة واقعية تظهر موقفًا مختلفًا تجاه اليهود و"إسرائيل"".
السفير الأميركي السابق في الأراضي المحتلة دان شابيرو علّق أيضًا على تصريحات ابن سلمان، فقال إن "ولي العهد مستعد بشكل واضح للتصريح بالمحظورات المتعلقة بـ"إسرائيل" والتي لم يقم بها أسلاف ه"، مشيرًا إلى أن الرياض قد سمحت لأول مرة لطائرة مدنية بالمرور عبر المجال الجوي السعودي في طريقها إلى "تل أبيب".
وقال جوزيف مان، وهو الخبير في الشؤون السعودية في جامعة "بار إيلان" إن أكثر ما أثار الدهشة بشأن مقابلة ولي العهد هو رفضه معاداة "السامية" صراحة، وفق ادّعائه، مضيفًا "كان من المنعش أن نرى كيف رفض محمد بن سلمان كراهية اليهودالتي هيمنت على المجتمع السعودي لأجيال بهذه السهولة.. تعليقاته حول أن "الإسرائيليين" لهم حق في دولتهم، من ناحية أخرى،لم تكن في الحقيقة جديدة. “كان السعوديون ينظرون إلى الفلسطينيين دائمًا على أنهم الجانب الإشكالي".