ارشيف من :أخبار لبنانية
’المستقبل’ يلجأ لكل أنواع التجييش.. وقلق من توسّع الخروقات في بيروت الثانية
يظهر سلوك تيار "المستقبل" على مستوى المعركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية القلق من امكانية حصول خروقات ليست بالقليلة في لائحته. ليس في المقاعد الأربعة غير السنية بل أيضا حصول أكثر من خرق في المقاعد السنية في هذه الدائرة، التي يعتبرها المستقبل حكراً عليه كما كانت الأمور مع النظام الأكثري.
المعطيات لدى المعنيين بانتخابات هذه الدائرة اضافة الى دائرة الشمال الثانية، تشير الى أن حسابات حزب "المستقبل" ورئيسه للفوز بأكثرية مقاعد هاتين الدائرتين لما تمثلانه على مستوى الزعامة السنية والوطنية، لن تتطابق مع "حسابات البيدر" الانتخابي التي لن تكون كما يريدها الحزب المذكور وقيادته، خاصة على مستوى دائرة بيروت الثانية.
وتشير المصادر المعنية الى أنه "لو لم يكن هناك خشية جدية لدى "المستقبل" من حصول خروقات أكثر مما كان متوقعاً بالنسبة لقيادته، لما عمد هؤلاء الى كل أنواع التجييش والتصعيد سعياً للحد قدر الممكن من هذه الخروقات، حيث تلاحظ المصادر عودة قيادة "المستقبل" الى نفس خطابات التجييش التي لجأت اليها في الانتخابات السابقة، ولذا تتوقف المصادر عند كثير من المواقف والخطوات التي تنم عن هذا القلق أبرزها الاتي:
- لجوء وزير الداخلية نهاد المشنوق -المرشح عن احد المقاعد السنية في بيروت الثانية- الى اطلاق سلسلة من المواقف ذات البعد الطائفي والمذهبي، حتى وصل الأمر الى حدود اطلاق توصيفات غير لائقة مثل "الاوباش " بحق خصوم "المستقبل" في احدى اللوائح المنافسة، وايضا دعوته الناخبين الى الاختيار بين ما اعتبره الانتماء العربي أو المشروع الايراني وكأن نظام آل سعود بات يشكل عنوان الانتماء للعروبة.
- اضطرار الرئيس الحريري لتلبية لقاءات انتخابية عند بعض المرشحين في اللائحة التي شكلها "المستقبل" في حين لا يتعدى حضور هذه اللقاءات عشرات الاشخاص، وايضا اعتماده خطابات مذهبية غير مسبوقة وصلت الى التحذير مما وصفه "وضع اليد على بيروت من جانب خصومه" وكأن بيروت ملك لـ"المستقبل".
- ممارسة الترغيب وحتى الترهيب على بعض المرشحين لسحب ترشيحاتهم من بيروت، للحؤول دون تصويت بضعة مئات من الأصوات لغير لائحة "المستقبل".
- العودة الى محاولة اغراء البعض بمنافع شخصية وحتى استخدام المال السياسي في حين أن أكثرية أبناء بيروت يدركون أن "المستقبل" لم يهتم بهموم بيروت وأهلها الا قبل الاستحقاقات الانتخابية النيابية والبلدية، وبالتالي اطلاق الوعود التي يجري تناسيها بعد الانتخابات.
لذلك، فالسؤال الاخر، ما هي الاسباب التي تدفع تيار "المستقبل" الى هذا الكمّ من التصعيد والتجييش المذهبي لكسب بضعة مئات من الاصوات؟
وفق معطيات المصادر، فإن ما يدعو الحريري وقيادة حزبه للقلق من حصول خروقات كبيرة وغير محسوبة في لائحته جملة معطيات ووقائع:
أولاً: وجود ثمانية لوائح منافسة للائحته، حيث أن عدد اللوائح في بيروت الثانية هو الأكبر بين كل دوائر لبنان. وتقول المصادر إن أسباب وجود هذا العدد الكبير من اللوائح يعود الى وجود حالات اعتراضية على مستوى الشارع السني من آداء تيار "المستقبل" وابتعاده عن هموم أهالي بيروت وقضاياهم اليومية. وتجاهل "المستقبل" لمعظم العائلات البروتية الأساسية ليس فقط على مستوى الترشيحات النيابية بل أيضا بما يتعلق بالانماء والوظائف في الدولة.
- ثانياً: اذا كان الوزير نهاد المشنوق اعترف صراحة بأن هناك بلوكاً انتخابياً واحداً يصل الى 45 الف صوت سيعطي أصواته للائحة حزب الله وحركة أمل وجمعية "المشاريع" والمرشحين الآخرين، فإن كل اللوائح الأخرى المنافسة للائحة "المستقبل" بدءًا من لائحة فؤاد مخزومي ستأخذ معظم أصواتها أو جزءًا من الأصوات التي يفترض أن تذهب لمصلحة لائحة "المستقبل".
- وعلى هذا الأساس، تلاحظ المصادر أن هناك خشية فعلية لدى قيادة "المستقبل" من حصول اختراقات أكثر مما يتوقع، ولذلك تلجأ الى استخدام كل ما أمكن من شعارات التحريض وتحريك العصبيات المذهبية وصولاً الى كل الاغراءات المالية والشخصية.