ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: معارضة أمريكية للانسحاب من سوريا.. وأصواتٌ أخرى تحذّر من ’كارثة’ البقاء
علي رزق
نشر موقع "سايفر بريف" تقريرًا تناول التصريحات التي ادلى بها مدير عام وزارة الاستخبارات الصهيونية شاغاي تسوريل خلال منتدى "جيرمان مارشال" الذي انعقد في بروكسل، حيث أشار الى أن الأخير أعرب عن رغبة كيانه ببقاء الولايات المتحدة في سوريا، ولو بعدد محدود من القوات على الارض.
وبحسب التقرير، فقد أمل تسوريل في أن تبقى الولايات المتحدة منخرطة وقال "تبقى أميركا تمثل مخاوفنا".
وأضاف التقرير أن الوزير الصهيوني شدد على أن التصدي لايران يجب أن "يتم في سوريا أولًا"، والوجود الأميركي يعني أن الولايات المتحدة ستكون جالسة على الطاولة وتلعب دورًا في رسم مستقبل سوريا، على حد قول التقرير.
ووفق التقرير، أكد "تسوريل" على أن هدف كيان العدو الاساس الآن هو منع ايران من التمركز عسكرياً في سوريا، والوجود الأميركي على الارض والمشاركة الأميركية في العملية السياسية حول مستقبل سوريا، سيمكنا الولايات المتحدة من أن يكون لها دور مؤثر.
وتابع التقرير أن "تسوريل" لفت الى أن روسيا تلعب دورا أكبر في سوريا مقارنة مع أميركا، وأن موسكو رأت الفرصة الناتجة عن "التراخي الأميركي" سابقا في سوريا.
ووصف المسؤول الصهيوني أميركا بالحليف الاستراتيجي، بينما وصف روسيا بأنها "امر واقع".
* معارضة في واشنطن من سحب القوات الأميركية من سوريا بالوقت الراهن
من جهته، نشر مجلس تحرير "صحيفة نيويورك تايمز" مقالة جاء فيها أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ومن خلال اعلانه قبل أيام الانسحاب من سوريا "قريبًا جدًا"، تكلم انطلاقًا من اندفاعته وعواطفه من دون أن تكون لديه صورة جيدة حول الوضع على الارض.
وأشارت الصحيفة الى أن دعوة ترامب لسحب القوات تتناقض وتحذيرات القادة العسكريين الاميركيين الذين "يحذرون" من أن أي انسحاب أميركي قد يؤدي الى عودة "داعش" كما حصل في العراق بعد ما قام الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما بسحب القوات من هناك، وفق تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن هذا يمثل نمطا معتادا لترامب حيث لا يقوم بالعمل الصعب المطلوب منه بل يسعى الى تحقيق مكسب سياسي سريع بينما يحمل الجنرالات مسؤولية القرارات العسكرية الصعبة، مضيفةً إنه و"لحسن الحظ" فإن الجنرالات قد اقنعوا ترامب بعدم المضي بالانسحاب وتبني مقاربة مدروسة اكثر.
وتابعت الصحيفة أن ترامب منزعج لأن السعودية ودولاً آخرى لم تساهم بما يكفي من الموارد في سوريا، وأردفت: "يبدو بأن ترامب لا يستوعب بأن اي انسحاب اميركي يتطلب دراسة معمقة من أجل ضمان "عدم تسليم المكاسب التي تحققت"، وعدم تعريض القوات على الارض للخطر، وكذلك عدم اغضاب الحلفاء.
البقاء الأميركي في سوريا كارثة
في سياق متصل، كتب "غوردون آدامز" مقالة نشرت على موقع "ديفنس وان" قال فيها إن رغبة ترامب بالانسحاب من سوريا هي في محلها، وإن نيته في تقييد أيّ التزام أميركي عسكري طويل الامد في سوريا هو الطريق السليم.
وفيما يخص ردود الفعل السلبية في واشنطن على كلام ترامب عن الانسحاب من سوريا، وصف الكاتب ذلك بانه يأتي في اطار تاريخ طويل من "الغطرسة الاميركية" لجهة قدرة أميركا على التحكم بالامور في الشرق الاوسط، وخاصة من خلال استخدام القوة العسكرية.
وشدد الكاتب -الذي عمل مسؤولًا في البيت الابيض بين عامي 1993 و1997 - على أن هذه الايام قد ولّت، واعتبر أن "الغطرسة الاميركية في الشرق الاوسط" انتهت عندما قام جورج بوش الابن باجتياح العراق.
وتابع الكاتب أن الاجتياح هذا ادى الى الاضطراب في المنطقة، والغطرسة حول القوة العسكرية تمثل "العدو الاكبر" لاميركا، واصفًا استمرار هذا النهج الاميركي بأنه الجنون بحد ذاته.
وأكد الكاتب "غوردون آدامز" على أن ما تسمى مؤسسة الامن القومي الاميركي التي تحذر من أن الانسحاب من سوريا سيشكل كارثة هم مخطئون، لافتًا الى أن البقاء في سوريا هو الذي سيشكل كارثة.
وأوضح أن البقاء في سوريا هو وصفة لتعميق الدور الاميركي أكثر فأكثر، وسيجر الولايات المتحدة الى تفاصيل الحكم في سوريا والى مواجهات عسكرية محتملة مع روسيا وتركيا وحزب الله وأطراف اخرى، وأضاف إن البقاء لن يخرج الروس من سوريا ولن يضمن عدم بقاء الرئيس السوري بشار الاسد.
وتابع الكاتب: "الاعتقاد بأن القوات الاميركية ستوفر الاستقرار وتوجه مسار الاحداث وتكسب النفوذ هو وهم"، مشيرًا الى أن "ترامب يبقى يفكر بصوت عال من دون رؤية استراتيجية"، مشدداً على ضرورة رسم استراتيجية متكاملة حيال سوريا".
*مواجهة قادمة بين ترامب ومؤيدي البقاء الاميركي في سوريا
بدوره، كتب "باتريك بوكانان" وهو شخصية أميركية معروفة عمل مستشارًا لثلاث رؤساء اميركيين سابقين وهم "ريتشارد نيكسون" و"جيرالد فورد" و"رونالد ريغان"، مقالة نشرت بمجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف" حملت عنوان "المواجهة الحاسمة حول سوريا: ترامب ضد الجنرالات".
واشار الكاتب الى أن الرئيس السوري بشار الاسد و بدعم من ايران وروسيا قد انتصر بالحرب في سوريا، واستعاد الغوطة الشرقية قرب دمشق وأصبح يسيطر على اغلب مناطق البلاد التي لا تسطير عليها الولايات المتحدة والاكراد.
ولفت الكاتب الى أن كل من لي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يريدان بقاء القوات الاميركية في سوريا، مشيراً الى أن ترامب وافق على طلب جنرالاته بقاء القوات الاميركية في سوريا حتى يتم القضاء على "داعش" بالكامل.
وحذر الكاتب من أن العديد من الحلفاء الأكراد للولايات المتحدة سيعودون الى المناطق الشمالية الحدودية للمشاركة بالمعارك ضد تركيا، مؤكداً أنه بسبب ذلك فان القضاء على "داعش" بالكامل قد يستغرق وقتاً طويلاً.
وأكد أن هناك "مواجهة حاسمة قادمة"، اذ أن ترامب يعتبر أن "القاعدة" و"داعش" يمثلان العدو الحقيقي وهو مستعد لسحب القوات الاميركية من سوريا عندما يتم القضاء عليهما.
وتابع أنه اذا كان يعني ذلك بان الرئيس الاسد سيكون بالسلطة بدعم من روسيا و ايران "فاليكن"، بنظر ترامب.
وأضاف الكاتب إن ترامب لا يعتبر سوريا تحت حكم عائلة الاسد بانها تشكل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة، وترامب غير مستعد لسفك المزيد من دماء الاميركيين من اجل قلب مسار الحرب "التي انتصرت فيها سوريا وايران وروسيا"، بحسب تعبير الكاتب نفسه.
وقال إن ترامب غير مستعد لتحمل تكلفة اعادة اعمار سوريا او لاحتلال طويل الامد في سوريا، مشدداً على أن "ترامب يريد الخروج من الحرب ومن سوريا".
الكاتب أشار من جهة أخرى الى أن الصهاينة والسعوديين ونخب السياسة الخارجية في الولايات المتحدة يختلفون بشدة مع موقف ترامب هذا، وخلص الى أن هذه الاطراف تريد للولايات المتحدة أن تبقى في المنطقة الواقعة شرق الفرات والاستفادة من وجود القوات الاميركية هناك من أجل ازاحة الرئيس الاسد و "طرد الايرانيين".