ارشيف من :أخبار عالمية

نشطاء تونسيون لـ’العهد’: قرار منع التطبيع الرياضي عملٌ نضالي

نشطاء تونسيون لـ’العهد’: قرار منع التطبيع الرياضي عملٌ نضالي

مثل القرار القضائي التونسي الإستباقي الصادر عن المحكمة الإبتدائية بالعاصمة والقاضي استعجالياً بمنع رئيس الإتحاد التونسي للتايكواندو ورئيس لجنة تنظيم بطولة العالم للتايكواندو توجيه دعوة أو استقبال أو إيواء اللاعبين من حملة الجنسية الصهيونية الذين كان من المفروض أن يشاركوا في هذه الدورة العالمية، سابقة تحسب للقضاء التونسي وتدخل في إطار حملات تجريم ومنع التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي تشهدها تونس. ومن المفروض أن تنظم تونس البطولة الدولية للأواسط لرياضة التايكواندو في مدينة الحمامات من 6 إلى 13 من هذا الشهر وعلى المنظمين الإمتثال للقرار القضائي وإلا سيجدون أنفسهم عرضة للتتبعات العدلية على أساس جريمة عدم الإمتثال للقرارات القضائية التي يعاقب عليها القانون التونسي بالسجن.

ويأتي هذا القرار القضائي التونسي الهام في وقت استقبلت فيه المغرب وفداً رياضياً صهيونيا شارك في دورة رياضية وفاز بميداليات وهو ما جعل النشيد الصهيوني يعزف على الأراضي المغربية. و لقي الأمر استنكارا شديدا من عديد الأحرار في المغرب وشتى بلدان العالمين العربي والإسلامي.

رغبة شعبية

وفي هذا الإطار يعتبر الباحث في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق مروان السراي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن قرار المحكمة الإبتدائية بتونس بمنع منظمي بطولة العالم للتايكواندو من توجيه الدعوة لرياضيين صهاينة هو خطوة في الإتجاه الصحيح في مجال رفض التطبيع مع هذا الكيان العنصري الذي يعتدي على أرض فلسطين ومحيطها. فغالبية الشعب التونسي، وبحسب السراي، رافضة للتطبيع مع كيان تؤكد نتائج انتخاباته في السنوات الأخيرة و التي يختار من خلالها اليمين المتطرف العنصري، أنه رافض لأي شكل من أشكال التسوية مع العرب، ناهيك عن جرائمه التي لا يمكن أن تمحى من الذاكرة.

ويضيف "لن ينسى الشعب التونسي أن الكيان الصهيوني قصف أرضه سنة 1985 في عملية ملاحقته لمنظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت باتجاه تونس سنة 1982. لقد أدى القصف للأراضي التونسية يومها إلى اختلاط دماء التونسيين والفلسطينيين وإلى ولادة جيل جديد أكثر نقمة على الكيان الصهيوني من سابقه، وبالتالي فقد كذبت توقعات غولدا مائير التي تصورت أنه ستولد أجيال عربية جديدة تقبل بكيانها الغاصب، وأعتقد جازما أن القاضي الذي أصدر الحكم بمنع الصهاينة من دخول تونس ينتمي إلى الجيل الذي عاش طفولته أو شبابه في فترة قصف العدو الاسرائيلي لمدينة حمام الشط التونسية".

وسام شرف

من جهته، اعتبر المحامي والناشط السياسي في حزب "المبادرة الوطنية الدستورية" محمد درغام أن قرار المحكمة الإبتدائية التونسية بمنع لاعبي الكيان الغاصب من دخول الأراضي التونسية هو وسام شرف يوشح القضاء التونسي، وهو أيضاً عمل نضالي هام وجب أن يلقى صداه إعلامياً ليأخذ منه العبرة بعض المطبعين. فالرياضة، بحسب محدثنا، هي وسيلة للتقارب والتحابب بين الشعوب فكيف للمرء أن يتقارب مع من يعتدي على مقدساته وينتهك حرماته ويرغب في الإستحواذ على مدينته المقدسة وجعلها عاصمة له.

ويضيف الناشط السياسي التونسي قائلا: "النضال يكون بوسائل مختلفة و كل من موقعه وجب أن يناضل، والقاضي الذي أصدر الحكم الإستعجالي هو قاض مناضل يستحق كل الإحترام والتقدير والثناء. فمع هذا القاضي يمكن الحديث عن ميلاد شكل جديد من أشكال النضال، هو النضال القضائي، وأتشرف شخصياً أن أنتمي إلى البلد الذي أصدر قضاؤه هذا القرار".

2018-04-06