افتتح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان عند التاسعة من قبل ظهر اليوم في باريس، أعمال مؤتمر "سيدر" الذي تستضيفه فرنسا من اجل دعم عملية النهوض الاقتصادي في لبنان، بمشاركة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على رأس وفد وزاري ورسمي، وشارك عن الجانب الفرنسي السفير بيار دوكان المكلف التحضير ومتابعة اعمال مؤتمر "سيدر" والسفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه وممثلون عن 51 دولة والبنك وصندوق النقد الدوليين ومنظمات وهيئات مالية عربية وعالمية وممثلون عن القطاع الخاص، حيث بلغ مجموع القروض للبنان في مؤتمر "سيدر واحد"، 11 مليارا و800 مليون دولار.

وفي كلمة له في افتتاح المؤتمر  قال لودريان "ان لبنان يبقى مثالا للتنوع والانفتاح والتسامح وهو ما نحن بحاجة اليه. ولان لبنان ليس جزيرة، فانه يتلقى العديد من الضربات من جراء التشنجات التي تشهدها المنطقة وخصوصا بسبب الازمة السورية. وهو يواجه الارهاب على حدوده، وفي الداخل".

وأضاف أن "لبنان بحاجة إلى استثمارات مهمة لإعادة بناء بناه التحتية، والتي لم تعد بامكانها التوفير لجميع سكانه الاعمال والخدمات العامة الضرورية بظروف جيدة."

بعد ذلك قال الرئيس الحريري في كلمته :"لقد تكلمنا كثيرا عن الاصلاحات خلال هذا المؤتمر، ونعتقد ان هذه الاصلاحات جيدة للبنان ونريد ان ننفذها لاننا نؤمن بانها جيدة"، مشيراً إلى أن الحكومة اللبناية تبنت قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتمكنت من تبني قانون جديد للانتخابات،كما اقرت موازنة عامي 2017 و2018".

وتابع الحريري :"لبنان بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي، ونرى ذلك الدعم بمنح القروض الميسرة، الذي سيعطي الأمل في إمكانية تنفيذ رؤية الحكومة ويعزز الثقة مما سيقود البلاد نحو الاستقرار والنمو وخلق الوظائف".

ومن ثم تحولت الجلسة الى مغلقة، تحدث خلالها عدد من ممثلي الدول والهيئات كما عرض الجانب اللبناني برنامج خطة النهوض الاقتصادي وتفاصيلها.

وعقدت عند الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت باريس، الجلسة الثانية برئاسة وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير تحت عنوان "التطور والنمو والعمالة" الذي استهلها بالحديث عن العلاقات الوثيقة التي تربط فرنسا بلبنان وقال "ان استقرار لبنان بالنسبة الى فرنسا امر حيوي، وان هذا الحشد الدولي هو لمساعدة لبنان على مواجهة التحديات الكبيرة".

وفي الختام، عقدت جلسة بين الحريري والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي قال في كلمة له إن " مؤتمر سيدر انطلاقة جديدة للبنان"، مؤكداً أن خيار لبنان في السنوات الأخيرة كان متابعة المسار المنفرد في المنطقة من خلال الحفاظ على الاستقرار وتعزيز المؤسسات الرسمية والحفاظ على الاطار الديمقراطي والمتعدد"، واضاف أنه :"مسرور بانعقاد مؤتمر "سيدر" وهو كان بنّاءً ومثمراً وأشكر كل الدول لدعمها ومساهمتها".

وشدد ماكرون على انه "سيكون من المناسب بعد الانتخابات النيابية متابعة الاصلاحات وهذا ما سيسمح للبنان بالنجاح في المستقبل"، آملاً "تشكيل حكومة جديدة سريعاً بعد الانتخابات النيابية".