ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الأجنبية: انتقادات مستمرة للانسحاب الأمريكي من سوريا مقابل دعوات لتطبيع العلاقات مع دمشق

الصفحة الأجنبية: انتقادات مستمرة للانسحاب الأمريكي من سوريا مقابل دعوات لتطبيع العلاقات مع دمشق

علي رزق

اعتبرت الباحثة في مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة جانين دي جيوفاني أن "انسحاب القوات الاميركية من سوريا سيشكل نصرًا كبيرًا لروسيا.

وفي مقال نُشر في صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت الكاتبة إن "انسحاب القوات الاميركية من سوريا يوجه رسالة "هلاك" للشعب السوري وخاصة الاكراد وكذلك لبقية العالم، وفق تعبيرها، إلّا أنها أضافت أن معيار النجاح بالنسبة لترامب يتمثل بهزيمة "داعش".

و حول حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرورة أن يقوم حلفاء اميركا بتكثيف دورهم في سوريا بعد انسحاب القوات الاميركية، وخاصة كيان العدو والسعودية، أشارت الكاتبة الى أن "ذلك قد يجعل الامور أسوأ"، وتابعت: ""اسرائيل" لها علاقات طويلة ومعقّدة مع سوريا" و لم تبدِ الكثير من الاستعداد لتكثيف دورها في سوريا، أما السعودية فهي منشأ الفكر الوهابي المتطرف الذي قالت انه "ألهم الجهاديين حول العالم".

وخلصت الكاتبة الى الى أنه "طالما هناك وجود للقوات الاميركية في سوريا، فهناك أمل بحل سلمي للحرب هناك"، على حدّ زعمها.

دعوات لتطبيع العلاقات الأميركية مع دمشق

بموازاة ذلك، كتب الباحثان في معهد "راند" الأمريكي جايمس دوبنس وجيفري مارتيني مقالة مشتركة نُشرت على موقع المونيتور، قالا فيها إن "إعلان ترامب قبل ايام عن الانسحاب من سوريا هو "منطقي بعض الشيء، لكن فقط اذا تمّ وفق شروط معينة".

وأوضح الكاتبان أن "الشرط الأدنى هو مساعدة حلفاء أميركا الاكراد على التوصل الى اتفاق مع الحكومة السورية وأيضًا مع تركيا يعطيهم درجة معينة من الحكم الذاتي السياسي ويسمح لهم بمواصلة تأمين سكانهم في شرق البلاد".

اما بالنسبة للشرط الثاني، فلفت الكاتبان الى أن الولايات المتحدة يمكنها ان تعرض سحب قواتها بالكامل من سوريا وتطبيع العلاقات مع الحكومة في دمشق شرط مغادرة كل "الميليشيات الاجنبية"، وفق تعبيرهما.

وأوضح الكاتبان أن "على جميع مقاتلي حزب الله العودة الى لبنان وعلى التنظيمات الأخرى العودة الى افغانستان والدول التي قدموا منهان وأردفا "عدم حصول ذلك وبقاء هذه العناصر في سوريا مع عائلاتهم سيغير تركيبة البلد وسيعني أن "إسرائيل" ستواجه وكيلًا إيرانيًا على جبهة ثانية".

وقال الكاتبات إن وجود "الميليشيات الاجنبية سيزيد من خطر استخدام "إسرائيل" للمزيد من القوة العسكرية في سوريا، وانسحابها سينطبق أيضًا على "المتطرفين السنة" الذين يحاربون النظام السوري.

الكاتبان شددا على "ضرورة عدم تجميد أيّ مساعدات للسوريين الذين ساعدتهم الولايات المتحدة على التحرر من داعش"، وعلى ان الولايات المتحدة "وشركائها الدوليين" يجب أن يقدموا مساعدات من اجل الاستقرار و اعادة الاعمار لأيّ مجموعة في  سوريا "تشكل مجلسًا محليًا مستعدًا للعمل مع المانحين، حتى في المناطق التي يسيطر عليها النظام".

وقال الكاتبان إن "الحرب في سوريا شكلت مصدرًا لعدم الاستقرار في كافة انحاء الشرق الاوسط، وبالتالي فإن كل ما كانت نهاية الحرب أسرع، كلما كان ذلك أفضل للسوريين والدول المجاورة.

وخلص جايمس دوبنس وجيفري مارتيني الى أن أفضل السيناريوهات اليوم هو بألّا تكون سوريا بعد الحرب أسوأ مما كانت عليه قبلها، وهذا يعني التوصّل الى تفاهم مع النظام السوري شرط  مغادرة "جميع الميليشيات الاجنبية"، حسب تعبيرهما.

2018-04-07