ارشيف من :ترجمات ودراسات

تلاسن حاد بين والد شاليط و باراك و تصريحات نارية بعد تصريح الأخير :

تلاسن حاد بين والد شاليط و باراك و تصريحات نارية بعد تصريح الأخير :
العالم لا ينظر سوى بعين واحدة : تسارع المبادرات من قبل الوسطاء الدوليين لاطلاق الجندي الاسير لدى حماس "جلعاد شاليط" دونما تحريك ساكن تجاه آلاف الاسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال .
بات من المؤكد أن لا شيئ مؤكد بخصوص تبادل الأسرى ، فبعد ثلاث سنوات من المفاوضات، ما من جديد على الارض.. فهي ليست المرة الأولى التي يجري فيها التداول إعلامياً عن إقتراب موعد هذا التبادل ، فمنذ فترة طويلة والموضوع يطفو على السطح ثم يعود ليغرق من جديد وهكذا دواليك . حتى بات الأمر أقرب بسلسة من التوقعات أو التكهنات أو التمنتيات .

فكم من مسؤول أعلن أن "الصفقة قريبة " و آخر "إستبعد إقتراب موعدها " و كان آخر هذه التنبؤات ، التوقع بإتمام الصفقة قبل حلول عيد الفطر المبارك و الأعياد اليهودية .


ولان العالم كله لا ينظر سوى بعين واحدة ، تتسارع المبادرات من قبل الوسطاء الدوليين لاطلاق الجندي الاسير لدى حماس "جلعاد شاليط" ولا تحرك ساكنا تجاه آلاف الاسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال ، والتي بدأت تتسرب معلومات من داخل السجون عن احوالهم المزرية وعن تدهور حالة بعضهم جراء الحالات المرضية الخطيرة و المزمنة وعلى رأسها مرض السرطان الخبيث ، في وقت تقطع سلطات العدو عنهم العلاج و الدواء وتضعهم في حالة انتظار الموت القادم..

وفي هذا الإطار كشف تقرير أصدرته جمعية الأسرى والمحررين "حسام" امس عن وجود 980 حالة مرضية من الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي نتيجة الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج المناسب لها ، كما تحدث التقرير عن عشرات الأسرى المعاقين بسبب تنكيل الجيش الصهيوني بهم ، و منها 12 حالة مصابة بشلل نصفي اضافة الى أكثر من 40 حالة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وصرع بسبب التعذيب داخل مراكز التحقيق.

و بالمقابل ، واصلت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم التركيز على التلاسن المتصاعد اللهجة بين وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، ووالد الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، حول حدود التزام الكيان الغاصب تجاه جنوده من جهة وحول المخاطر التي يعرف الجندي أنه عرضة لها عند إرساله للحرب وميادين القتال.

و قد اختارت صحيفة" يسرائيل بوست" الصهيونية اليوم أن تركز في عنوانها الرئيسي على هذا الموضوع و ذلك بعد أن صرح باراك أمس ان "لا مجال لنمط التباكي على مصير الجنود أو نمط التساؤل الدائم عما ستفعله الدولة من أجلي إذا وقعت في الأسر".

وجاء تصعيد باراك هذا ردا على تصريحات والد شاليط الذي كان قال أمس "على باراك أن يعمل بدل أن يتحدث، وأنه كان من المفروض أن يكون ولده شاليط عاد إلى حضن العائلة منذ وقت طويل".

ورد باراك على تصريحات شاليط بقوله " إن الدولة تفعل وستفعل كل ما هو ممكن للإفراج عن شاليط لكن ذلك لن يكون بكل ثمن" ، وعاد باراك وكرر موقفه القائل بأنه " لا مكان في الشرق الأوسط للضعيف، وأن الضعفاء لن يحظى بفرصة ثانية".

من جهة اخرى اعلن قصر الاليزيه منذ أيام ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعث مؤخرا برسالة الى والدي الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً والمحتجز منذ ثلاث سنوات في قطاع غزة، طمأنهم فيها ان فرنسا لم تنس ابنهم وستواصل السعي لاطلاق سراحه.

وجاء في الرسالة التي ارسلها ساركوزي في 28 آب الى والدي جلعاد شاليط انه "في هذا اليوم، في 28 آب ، الذكرى ال23 لميلاد جلعاد، افكر خصوصا بكما وبابنكما، فاعتقاله غير المقبول يحرمه الحرية منذ اكثر من ثلاث سنوات واخباره منقطعة عنكما بشكل شبه تام".
واضاف الرئيس الفرنسي في رسالته الى والدي الجندي "كونا على ثقة بان فرنسا والفرنسيين لا ينسون جلعاد وباننا سنواصل العمل بلا كلل وبتنسيق وثيق مع السلطات الاسرائيلية من اجل تحريره".

واوضح ساركوزي انه طلب من سفير فرنسا الجديد في " اسرائيل" كريستوف بيغو ان يتصل فور تسلمه مهامه باسرة شاليط "من اجل المحافظة على العلاقة الدائمة" التي اقامها سلفه مع هذه الاسرة منذ اسر ابنها الجندي في صفوف الاحتلال .

وفي هذا السياق أجرى الكاتب الفلسطيني رياض خالد الأشقر مفارقة بين حال الأسير الصهيوني جلعاد شاليط و حال الأسرى الفلسطينيين ، فقال الاشقر : "العالم بأسره يحتفي به ( شاليط) ، ويتألم من اجله (...) و في خضم هذه "المعمعة الشاليطية "ضاع أسرانا، ولم يعد احد في هذا العالم الظالم يتذكرهم أو يتحدث عن معاناتهم فهم من جنس أخر يختلف عن الجنس الذي ينتمي إليه شاليط، ويعيشون في كوكب أخر ليس له وجود في هذا العالم المتحضر المتقدم..." و ختم الكاتب بالقول " وكل عام ولدينا شاليط " .

و فيما يتعلق بالصفقة المعهودة ، ذكرت مصادر مقرّبة من حركة "حماس" قولها إن مصر تكثف جهودها من أجل إنجاز صفقة تبادل أسرى فلسطينيين بالجندي الصهيوني جلعاد شاليط في أقرب وقت ممكن .

و أوضحت المصادر نفسها أن الوساطة الألمانية التي انضمت للجهود المصرية "أظهرت فعالية كبيرة في التغلب على عقبات كانت تعترض طريق إنجاز الصفقة التي تعثر الوصول إليها على امتداد السنوات الثلاث الماضية".

وأضافت المصادر أن "صفقة التبادل شهدت تقدماً بعدما وافقت "حماس" على إبعاد نحو 100 من الأسرى الذين سيفرج عنهم الى الخارج، إضافة الى عدد لم يحدد بعد سيبعدون من الضفة الغربية الى قطاع غزة"، وأن "المفاوضات تجري حالياً ليس على مبدأ الإبعاد، بل على أن يكون الإبعاد موقتاً وليس دائماً، وهو ما لم تعطِ إسرائيل حتى الآن موافقتها عليه، كما تبحث الأماكن والدول التي سيبعدون اليها ووضعهم القانوني في هذه البلدان".

وأشارت المصادر نفسها الى أن "مصر ترغب في التوقيع على اتفاق نهائي بشأن صفقة التبادل قبل بلوغ اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الشهر الجاري، وقبل حلول عيد رأس السنة العبرية الذي يصادف منتصف هذا الشهر، وكذلك حلول عيد الفطر".

و بالمقابل ، كان موقع " يديعوت أحرونوت " " الإسرائيلي " قد نقل عن مصادر أوروبية مطّلعة على الملف قولها إنه " لا يزال هناك الكثير من العمل في الطريق ، وإن التقارير المتفائلة التي ترد من الشرق الأوسط مبالغ فيها بعض الشيء".

ويبدو أن ما دفع نتنياهو إلى الخروج عن صمته حيال ملف شاليط كان التقرير الذي أوردته مجلة " دير شبيغل" الألمانية على موقعها الإلكتروني السبت الماضي ، والذي جاء فيه أن وسطاء ألماناً تلقّوا الضوء الأخضر من " إسرائيل " ليقترحوا على حركة " حماس " الإفراج عن الجندي شاليط مقابل إفراج دولة الكيان الغاصب عن 450 أسيراً فلسطينياً.

وكتبت " در شبيغل" تقول أن " أجهزة الاستخبارات الألمانية تجري منذ بعض الوقت مباحثات مع الحكومة الإسرائيلية وحماس. والهدف منها هو التوصل إلى مبادلة شاليط بمئات المعتقلين الفلسطينيين " .
وأوضحت الأسبوعية الألمانية أن حكومة العدو سلّمت الوسيط الألماني قائمة جديدة بـ450 أسيراً فلسطينياً تعرض إطلاق سراحهم في مقابل الأسير " الإسرائيلي ".

و في سياق متصل ، أطلقت سلطات العدو الإسرائيلي أمس عن تسعة نواب من حركة «حماس» بعدما أنهوا محكومياتهم.
وكانت "إسرائيل" قد اعتقلت نواب من حماس بعد أن نجحت الحركة في الانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة الفلسطينية بقيادة إسماعيل هنية ، الا انها اقدمت امس على الإفراج عن تسعة منهم ، وبذلك يبقى في سجون العدو 24 نائباً من حركة «حماس» بالإضافة إلى النائبين من «فتح» مروان البرغوثي وجمال الطيراوي، والنائب أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية.

يذكر أن التضارب الذي تشهده صفقة التبادل ينطبق أيضاً على أعداد الأسرى في سجون الإحتلال ، فعلى ما يبدو لا يوجد إحصائيات دقيقة لأعداد الأسرى والمعتقلين في غياهب السجون الصهيونية ، ففيما هناك تصريحات تفيد بأن أعداد الأسرى تتجاوز 11000 ألف أسير ، تشير تصريحات اخرى الى أن العدد الحقيقي هو 9500 وهناك تصريحات تفيد أن العدد هو 10500 ألف أسير ..في وقت لا تزال فيه الإعتقالات الصهيونية مستمرة بشكل يومي ...

بتول زين الدين

2009-09-03