ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: دعوات أميركية للتصعيد في سوريا
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً اشارت فيه، إلى أن إمكانية توجيه ضربة عسكرية لسوريا قد "ارتفعت" بعد المزاعم عن قيام الحكومة السورية بشن هجوم كيماوي في الغوطة الشرقية، على حد قول الصحيفة.
ولفت التقرير الى أن عدداً من أعضاء الكونغرس الجمهوريين المعروفين، دعوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التحرك ضد الحكومة السورية وإعادة النظر بخطته لتقليص عديد القوات الاميركية في سوريا، مضيفاً ان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام تحدث عن لحظة حاسمة في رئاسة ترامب والتي "تتطلب التنفيذ".
وتحدث التقرير حول ما قالته السيناتور الجمهورية سوزان كولينز المتعلق بضرورة تغيير ترامب موقفه فيما يخص سحب القوات من سوريا، وحول فرض المزيد من العقوبات على روسيا والنظر بتوجيه ضربات ضد منشآت سورية شبيهة بتلك التي استهدفت مطار الشعيرات قبل عام.
وتابع تقرير"واشنطن بوست" أن الأزمة في سوريا تتصعد في لحظة حاسمة في البيت الابيض، حيث يبدأ جون بولتون عمله كمستشار للأمن القومي اليوم الإثنين، بينما تعقد جلسة استماعية للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الخميس القادم حول تعيين "مايك بومبيو" وزيراً للخارجية.
الانسحاب الأميركي من سوريا سابق لأوانه
من جهته، كتب "ماكس بوت" وهو باحث في مجلس العلاقات الخارجية (وهو مركز دراسات أميركي معروف مقره نيويورك) مقالة نشرتها "واشنطن بوست"، اتهم فيها الرئيس السوري بشار الاسد باستخدام الأسلحة الكيماوية في دوما بالغوطة الشرقية، زاعماً بأن الأسد أقدم على ذلك "بعد ما رأى أن الولايات المتحدة لن ترد على انتهاكاته المستمرة للقوانين الدولية"، على حد تعبيره.
وأضاف الكاتب، الذي ينتمي إلى معسكر المحافظين الجدد، ان إدارة ترامب ليس لديها أي خطط في سوريا وأن السياسة الأميركية باتجاه سوريا تحكمها "التشنجات الرئاسية".
وقال الكاتب إن الانسحاب الاميركي من سوريا "سابق لاوانه"، ويضع "نجاح الحملة ضد "داعش" للخطر" وسيسلم شرق سوريا الى الرئيس الاسد و"رعاته"، بحسب تعبير الكاتب، معتبراً أن "افضل سياسة للولايات المتحدة" هي دعم "قوات سوريا الديمقراطية"، لكنه قال بالوقت نفسه إن هكذا سياسة تتطلب التزاماً متواصلاً والذي يتناقض مع شخصية ترامب.
على واشنطن منع الجيش السوري وحلفائه من الوصول إلى مناطق شرق الفرات في سوريا
وفي سياق متصل، رأى الكاتب الامريكي "Eli Lake" في مقالة له نشرها موقع "Bloomberg"، ان الولايات المتحدة تتحمل "مسؤولية خاصة" في هذه المرحلة الدقيقة، مشيرا إلى مزاعم تنفيذ الدولة السورية لهجوم كيماوي على دوما.
وقال الكاتب : "على الرغم من التقدم الذي يحرزه الجيش السوري وحلفائه في سوريا خلال العامين الماضيين إلا ان الحرب لم تنتهي بعد أبداً"، مشيراً الى ان منطقة شرق الفرات لم يصل الجيش السوري إليها بعد.
وأضاف أن الفرصة متاحة أمام الولايات المتحدة لتوفر لنفسها "ملاذا آمنا" في المناطق الواقعة شرق الفرات، لافتا إلى "سابقة" في هذا الإطار تتمثل بفرض إدارة جورج بوش الا بمنطقة حظر طيران من أجل حماية أكراد العراق من نظام صدام حسين خلال فترة ما بين حرب الخليج الأولى والثانية.
وتابع أن ترامب أمام فرصة من أجل تغيير موقفه وتبني خطة على غرار تلك التي تبناها بوش الأب في العراق، مضيفاً ان ترامب ليس مضطرًا إلى الالتزام بإعادة بناء سوريا لكن على الاقل يستطيع ان "يوفي بدين اميركا للاكراد السوريين الذين ساعدوا في هزيمة "داعش"، على حد تعبيره.
وشدد على ان ذلك يتطلب تبني سياسة "حماية شرق سوريا من آلة حرب الرئيس الاسد".
وقال ان بديل ذلك سيكون "الكارثة والعار"، وفي حال لم ينفذ ترامب ما قاله بشأن الانسحاب من سوريا فإنه بذلك سيترك الذين تم تحريرهم من "داعش" أما الذبح والتشرد"، واضاف ان انسحاب ترامب من سوريا سيساعد ايران على استكمال جسرها البري إلى البحر المتوسط وسيعني ان ترامب ضحى بالأرواح والموارد الاميركية من اجل تعزيز الأهداف الاستراتيجية لأعداء اميركا.
لتوسيع الاستراتيجية الاميركية في سوريا
وتحدث الباحثون في معهد "Brookings"،"Michael O’Hanlon" و"Ryan Crocker" (وهو دبلوماسي اميركي سابق عمل سفيراً لدى سوريا و فغانستان والعراق)،و"Pavel Baev"،في مقالة نشرت في صحيفة "USA Today"، حول الاستراتيجية الأميركية والدولية تجاه سوريا، معتبرين أنها تقف عند "مفترق طرق".
وأضاف الكاتب انه "على الرغم من الهزيمة شبه الكاملة لـ"داعش" في سوريا، إلا ان الانسحاب الأميركي "ليس فكرة جيدة"، وتابعوا ان ما اعتبروه "نجاحا" في الحملة ضد "داعش" يشكل هدفا انتقاليا وليس "إنجازا مستداما". وزعموا بان سحب القوات الأميركية والمساعدة الامنية والاقتصادية ووقف الانخراط الاميركي الدبلوماسي في سوريا، يحمل معه خطر توسع الحرب في سوريا لتصبح حرب اقليمية.
وأشاروا إلى ان واشنطن ستكون في موقف ضعيف "لإدارة المخاوف الإسرائيلية المتعاظمة" حيال ما اسموه "خطط ايران على المدى الطويل في سوريا"، وادعوا ان الانسحاب الاميركي قد يؤدي الى "الظروف المناسبة لنشوء داعش 2".
وشدد الباحثون على ضرورة اعادة تعريف عملية جينيف، وضرورة ان تركز محادثات جينيف على القضايا التقنية كتقديم الاغاثة واعادة احياء قطاع الزراعة، وان تركز بشكل اقل على الانتقال السياسي.
وقالوا ان الخيار"الواقعي" امام واشنطن يتمثل بمساعدة حلفائها في شمال وشرق وجنوب سوريا على إعادة بناء البنية التحتية وإعادة إعمار الاقتصاد، فضلًا عن إنشاء قوات شرطة محلية لا تشكل تهديدا للحكومة السورية.