ارشيف من :أخبار لبنانية

انتخابات عكار لن تكون كسابقاتها: تراجع كبير في شعبية ’المستقبل’

 انتخابات عكار لن تكون كسابقاتها: تراجع كبير في شعبية ’المستقبل’

رغم اكتمال المشهد الانتخابي في دائرة الشمال الأولى (عكار)، وإعلان كل فريق لأسماء مرشحيه وشكل التحالفات واللوائح، إلا أن الغموض لا يزال سيد الموقف في المحافظة التي خصص لها سبعة مقاعد نيابية (3 سنّة، 2 روم أرثوذكس، 1 ماروني، 1 علوي).

تعيش محافظة عكار، شمال لبنان، حالة من الغليان الانتخابي، في ظل المعلومات عن معركة قاسية ينتظر أن تشهدها الساحة العكارية بين 6 لوائح تمثل مختلف الشرائح العكارية.

بالأرقام: كيف يبدو المشهد الانتخابي في عكار؟

من المعروف، أن تيار "المستقبل" تمكن من الاستئثار بقرار عكار النيابي لدورتين متتاليتين (2005 و 2009) والفوز بسبعة نواب عكاريين (في ظل النظام الأكثري)، إلا أنه لم ينجح في إحداث أي نقلة نوعية أو خدماتية للمحافظة الأكثر فقراً في لبنان.

اليوم وبعد مرور قرابة 15 عاماً على تواجد تيار "المستقبل" في عكار، تغيرت الكثير من الظروف والقناعات، في ظل تغير القانون الإنتخابي وتحوله الى قانون نسبي على مبدأ الصوت التفضيلي، وما رافقه من نقمة وتغير في المزاج الشعبي العكاري، وهو ما تثبته الأرقام المتداولة من الانتخابات الماضية، والتي ستوضح وتكشف تراجعاً واضحاً وكبيراً للتيار الأزرق في المشهد الانتخابي العكاري.

في انتخابات 2009، اقترع نحو 120 ألف ناخب عكاري، من أصل نحو 223 ألف ناخب مسجلين (أي ما نسبته 54%)، حينها نجح تيار "المستقبل" في الحصول على نحو 60 % من أصوات المقترعين (قرابة 72 ألف صوت)، بينما حصلت لائحة (8 آذار) على نحو 30 % من الأصوات (أي حوالي  36 ألف صوت)، فيما تمكن رئيس اللائحة حينها النائب وجيه البعريني من تأمين 36% من الأصوات (نحو 43 ألف صوت).

 انتخابات عكار لن تكون كسابقاتها: تراجع كبير في شعبية ’المستقبل’

ويبلغ عدد ناخبي دائرة عكار لانتخابات 2018 نحو 280 ألف ناخب مسجلين على لوائح الشطب. وفيما يتوقع أن تكون نسبة الاقتراع شبيهة لسابقاتها، أي 54%، فإن التوقعات تشير الى أن عدد المقترعين لن يتخطى الـ 150 ألف مقترع، ما يعني أن الحاصل الانتخابي سيبلغ 21 ألف صوت، والمرجح أن ينخفض إلى نحو 18 ألف صوت، بعد اجتزاء أصوات اللوائح التي لم تبلغ الحاصل.

كيف ستتوزع المقاعد على اللوائح في عكار؟

لا شك أن تراجع الحالة الشعبية لتيار "المستقبل"، يعود لعوامل كثيرة، أبرزها الأداء السياسي والخدماتي السيئ الذي مارسه نوابه في عكار، بالإضافة الى غياب المال الانتخابي، والتركيز على مساهمة المرشحين لدعم لوائحهم، فيما تشهد صفوف "المستقبل" انقسامات كبيرة بين كوادره، والذين فضل عدد منهم التزام منازلهم وعدم السير بالمعركة الإنتخابية.

أمام هذه المشهد المتضعضع لـ"المستقبل"، تشير المعطيات إلى أن تيار "الخرزة الزرقا" لن يستطيع الحصول على أكثر من 50 الف صوتا للائحته (50 ألف مقسومة على الحاصل المتوقع 18000=2.7 اي الفوز بـ3 مقاعد) وفي أحسن الأحوال، أي إذا ما استطاع "الأزرق" استعادة وهجه السابق، وتمكن من تأمين حجم أصوات يوازي انتخابات 2009، أي نحو 72 الف صوت، سيتمكن حينها من الفوز بالمقعد الـ4، وهو أمر صعب، ومستبعد في ظل الظروف الحالية.

في المقابل، لم تجتمع القوى المحسوبة على "8 آذار" ضمن لائحة واحدة، لعدة أسباب، أبرزها: وليد البعريني الذي ترشح على لائحة "المستقبل"، في مواجهة والده النائب السابق وجيه البعريني، الذي يرأس لائحة "القرار لعكار" والتي تضم الى جانب البعريني (الحزب القومي السوري، وكريم الراسي ومخاييل الضاهر)، فيما فضل "التيار الوطني الحر" التحالف مع "الجماعة الإسلامية" والنائب السابق محمد يحيى.

بحسب المعطيات، والإحصاءات الإنتخابية، يتوقع أن تحوز "لائحة القرار لعكار" على نحو 35 ألف صوت، أي ما يمنحها مقعدين، على الأقل، واحد للسنّة، والثاني يتأرجح بين المقعد العلوي والمقعد الأرثوذكسي.

أما "لائحة عكار القوية" والتي تضم تحالف "التيار الوطني الحر" و"الجماعة الإسلامية"، فإنها لا تزال تعاني من صعوبات لوجستية ومعنوية، في ظل ما يعرف عن تحالف بين "النقيضين" في كل شيء. الا أن التقديرات تشير الى توافر مقدرات لهذه اللائحة،  لتأمين حاصل يبلغ أكثر من 20 ألف، وبالتالي الفوز بمقعد واحد.

أما اللوائح الثلاث الأخرى في عكار، فيستبعد أن تتمكن من تأمين حاصل انتخابي، يمكنها من المنافسة للفوز بأي من المقاعد الستة. وابرز تلك اللوائح "لائحة لبنان السيادة" المدعومة من الوزير أشرف ريفي، والتي تعرضت لضربة قاسية بعد انسحاب النائب خالد الضاهر لصالح تيار "المستقبل"، بالإضافة الى الوجوه الجديدة وغير المعروفة، وهو ما يمنع تحديد معالم قدراتها وحجمها.

في حين تتشكل نواة "لائحة قرار عكار"من كبار الضباط السابقين في الجيش اللبناني، أبرزهم "العميد المتقاعد باسم الخالد والعميد المتقاعد جورج نادر" والتي تراهن على رصيد كل منهما، بالإضافة الى اتكالها على تصويت أهالي العسكريين الحاليين والمتقاعدين، والذين يشكلون خزاناً كبيراً للجيش اللبناني.

فيما تمتاز انتخابات عكار، بتجربة فريدة من نوعها، تتمثل في "لائحة نساء عكار"، الا انها تبقى ضمن نطاق المغامرة، في ظل غياب الدعم المالي والاعلامي اللازم لهذه اللائحة.
 
في المطلق، لن تكون انتخابات عكار كسابقاتها، وهي ستحمل مفاجآت انتخابية وسياسية، خصوصاً لدى تيار "المستقبل"، وستكشف عن الحجم الحقيقي لكل فريق سياسي موجود على الساحة العكارية.

2018-04-10