أحمد شكر
لم تكن مسيرة نادي العهد نحو الاحتفاظ بلقبه بطلاً للدوري اللبناني لكرة القدم مفروشة بالورود.
فالأصفر الذي يضم كوكبة من النجوم واللاعبين الدوليين رشحه النقاد للمنافسة بجدية على لقب الدوري إلى جانب ناديي النجمة والأنصار اللذان دعما صفوفهما بترسانة من اللاعبين.
غير أن العهد أتى إلى الدوري هذا العام متوّجًا بكأس السوبر، ومن مشاركة مشرفة في كأس العالم العربي للأندية في مصر، بعدما ودّع المسابقة دون هزيمة مع انتصار على الزمالك المصري، بقيادة مدربه الوطني موسى حجيج، وبعدما دعّم تشكيلته بالثلاث الإفريقي عيسى يعقوبو وادريسا كوياتي وإبراهيما ديوب، إضافة للدولي سمير أياس، أتى ساعيًا للقب والكأس المحليان وطامحًا لمشاركة مميزة في كأس الإتحاد الآسيوي.

كانت البداية صعبة ومتعثرة لحامل اللقب الذي أخفق في تحقيق الفوز في مبارياته الخمس الافتتاحية، واكتفى بحصد خمس نقاط جراء خمس تعادلات ما دفع المدير الفني موسى حجيج لتقديم استقالته من منصبه سعيًا لإحداث الصدمة والتغيير المطلوب.

فلم تجد إدارة النادي سوى الابن البار باسم مرمر الذي سبق له الإشراف على الفريق الأول الموسم المنصرم وقاد سفينة الأصفر نحو لقب الدوري لتولي المهمة الصعبة، في ظل تراجع في مستوى اللاعبين ما انعكس على الفريق الذي صنّفه مراقبون بأنه يملك فريقان أحدهما أساسي وآخر على دكة الاحتياط إضافة لكم المواهب التي تلعب على سبيل الإعارة في عدد من الأندية.
استهل مرمر مسيرته بمواكبة إدارية حثيثة، لينجح بحصد الانتصارات واحدًا تلو الآخر وينهي مرحلة الذهاب في القمة بعدما حصد 23 نقطة متفوقًا على غريميه النجمة والأنصار.
الإبقاء على الأجانب
وعلى عكس غالبية أندية الدرجة الأولى، أبقى الجهاز الفني للأصفر على لاعبيه الأجانب بعد انتهاء مرحلة الذهاب، وتابع مسلسل الانتصارات في ظل اشتداد المنافسة مع النجمة والانخراط بمسابقة كأس الإتحاد الآسيوي، إضافة لكأس لبنان ليبدأ الفريق رحلة الصراع على عدة جبهات، حيث نجح بحسم لقب الدوري قبل جولة واحدة من ختامه بفوز قاتل على الأنصار في الدقائق الأخيرة متجنبًا خوض مباراة فاصلة مع النجمة في الجولة الأخيرة.
ليحرز لقبه السادس في الدوري خلال عشر سنوات في إنجاز كبير تضافرت عدة عناصر لتحقيقه فعملت الإدارة على متابعة الجهاز الفني واللاعبين وتأمين متطلباتهم إلى المواكبة الجماهيرية غير المسبوقة للأصفر في الدوري، وتجسدت بالحشد الكبير في مواجهة الأنصار إلى جانب الروح القتالية العالية للاعبين وارتفاع مستواهم وشعورهم بالمسؤولية ما منح لقب الدوري لكتيبة باسم مرمر عن جدارة واستحقاق، بعدما حقق الفريق 15 فوزًا في مسيرته إضافة لست تعادلات وسجل لاعبوه 47 هدفًا ليكون أقوى خط هجوم في الدوري، في حين تلقت شباكه ثمانية أهداف خلال 21 مباراة.
العهد إلى نهائي الكأس
على صعيد مسابقة الكأس، بلغ العهد بطل المسابقة أربع مرات والساعي للقب خامس وحصد الثنائية هذا الموسم نهائي الكأس بعد تخطيه للمبرة وطرابلس الرياضي والأخاء الأهلي في نصف النهائي.
وآسياويًا اقترب بطل لبنان من بلوغ الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الإتحاد الآسيوي بعدما تصدر مجموعته بعد أربع جولات حاصدًا ثماني نقاط من انتصارين وتعادلين بعد تعادله مع الزوراء العراقي والجيش السوري قبل أن يكتسح المنامة البحريني والجيش السوري في مسيرته نحو الذهاب لأبعد مدى في الحدث القاري.