ارشيف من :أخبار عالمية

كفريا والفوعة.. ضحيتا حصار الإرهابيين وصمت العالم

كفريا والفوعة.. ضحيتا حصار الإرهابيين وصمت العالم

ما يزال أهالي بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب يعانون من ألم الحصار. الجزيرتان معزولتان عن العالم كله منذ أربع سنوات وسط محيط إرهابي ظنّ أنهما ستكونان لقمةً سهلةً له، فتفاجأ بصمودٍ أسطوري سطّره أهلهما إلى جانب مقاتلي اللجان الشعبية الذين يسطّرون ملاحمَ بطولية لحماية البلدتين من هجمات الإرهابيين المتكررة عليهما.

"لا يوجد ما يسُد رمق سكان البلدتين من طعام وشراب"، هذا ما قاله محمد زنوبة وهو شابٌ من أهالي بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين خلال اتصال هاتفي مع موقع "العهد" الإخباري. يصف زنوبة معاناة أهالي البلدتين، وهو الذي لا يزال أيضاً تحت الحصار قائلاً " الواقع الحالي سيئ جداً ومعاناة الأهالي كبيرة ولا يمكن وصفها، فالمساعدات الإنسانية لم تدخل إليهما منذ أيلول /سبتمبر من العام الماضي، والتي كانت مؤلّفة من أربع سيارات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية لم تدُم طويلاً حتى استُهلكت"، مضيفاً إنّ "الأهالي يعيشون في ظل قلة من الطعام والشراب حتى أنّ مياه الشرب لم تعُد متوفرة ويستعيضون عنها بمياه الأمطار، إلّا أنّ فصل الصيف على الأبواب شهر رمضان يأتي في بدايته، وإن لم تدخل المساعدات الإنسانية والغذائية سيكون الأهالي في مأزق كبير".

الواقع الأمني في البلدتين صعبٌ جداً أيضاً حسب حديث زنوبة، فالقصف الصاروخي على المدنيين مستمر وبشكل عنيف ويومي، بالإضافة إلى حالات القنص الكثيفة أيضاً من قبل الإرهابيين. يشر زنوبة إلى أنّ "اللجان الشعبية المدافعة عن البلدتين في وجه الهجمات الإرهابية مرابطة على مدار الساعة وتدافع بكل ما بوسعها عن المدنيين المحاصرين، ولم تسمح لأي إرهابي بالاقتراب بعد أن أفشلت أيضاً الهجمات الأخيرة التي شنّوها في حملة الغضب لأقرانهم في الغوطة الشرقية، والتي راح ضحية القصف الصاروخي المترافق معها طفلتان شهيدتان وأكثر من خمسة عشر جريحاً".

وأشار زنوبة إلى أنّه "حتى الآن لا يعرف شيء عن المخطوفين الذين فُقدوا قبل عام في التفجير الإرهابي الذي استهدف قافلة أهالي البلدتين الخارجين خلال الاتفاق الذي كان مبرماً حينها عند معبر الراشدين في حلب، إلّا أنّ المعلومات المتوافرة حتى الآن والتوقعات تشير إلى وجودهم في تركيا".

* فك الحصار عن كفريا والفوعة أولوية لدى الجيش السوري

من جهته، قال الباحث السياسي مهند الضاهر خلال حديثه لموقع "العهد" الإخباري إنّ "بلدتي كفريا والفوعة من أكثر المناطق التي عانت من الحصار ومن القصف الصاروخي من قبل الإرهابيين فضلاً عن الجوع والعطش"، آملاً من أهالي البلدتين الصمود والصبر لأن الجيش السوري سيفُك الحصار عنهما مهما طال الوقت ومن واجب الدولة السورية اليوم إدخال المساعدات الإنسانية والطبية بطريقة أو بأخرى".

الجيش السوري كان يهدف إلى فك الحصار عن البلدتين المحاصرتين خلال عملياته العسكرية التي استعاد بها مطار أبو الضهور العسكري قبل فترة، إلّا أن التنظيمات الإرهابية المتواجدة في محيط العاصمة كانت تُعد خططها حينها بأمر من مشغليها لاقتحام العاصمة من عدة محاور أولها الغوطة الشرقية وثانيها من منطقتي الرحيبة وجيرود، الأمر الذي اضطر الدولة السورية لإيقاف عمليات الجيش في إدلب و تركيز الجهد العسكري نحو الغوطة الشرقية التي أُخليَت من الوجود الإرهابي حسب حديث الضاهر، الذي أشار إلى أنّ "ترحيل الجماعات الإرهابية إلى ادلب فيه حكمة كبيرة لجهة جعل المحافظة بقعة لتقتيل الإرهابيين حين استئناف العمل العسكري عليها وبقعة لاقتتالهم أيضاً فيما بينهم".

ولفت الخبير إلى أنّ "أهالي كفريا والفوعة قادرون على الصبر لقليل من الوقت أيضاً لأن المرحلة القادمة ستكون سريعة وخاطفة وأسرع مما حصل في الغوطة الشرقية وبالتالي باتت مسألة فك الحصار عن البلدتين مسألة وقت لا أكثر والعمل العسكري سيُستأنف قريباً جداً في ادلب وأي قوات للجيش السوري ستتقدم في المحافظة هي في طريقها لهدفها الأول المتمثل بإنهاء معاناة أهالي كفريا والفوعة المحاصرتين"، مؤكداً أنّ "الوجهة القادمة للجيش السوري ستكون نحو تحرير ادلب".

 

2018-04-11