ارشيف من :أخبار لبنانية
القرض الحسن: أكثر من 350 ألف مساهم ومشترك
ستة وثلاثون عامًا من العطاءِ المستمر، يسّرت فيها جمعية مؤسسة "القرض الحسن" أمور الكثير من العائلات بأفضل الأعمال وأحبها إلى اللّه، وهي قضاء حوائج الناس عبر إقراضهم. فعقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان وخلال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، سطع نور الجمعية عام 1982 لينير مستقبل اللبنانيين آنذاك الذين عانوا من الفقر والوجع الذي خلّفه العدو. فكانت سندًا مقاومًا للمجتمع حينها. ولأنها اهتمت بإنماء هذا المجتمع بكل اخلاص، تطورت رغم التحديات، ووسعت نطاق تقديماتها ملبيةً زيادة الطلب على المستوى الخدماتي.
القرض الحسن لمجتمع متكافل
تعدّ مساعدة الناس لحل بعض مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية هدفًا أساسيًا ترنو إليه المؤسسة، ولا يقف هدفها عند ذلك وحسب بل يتعدّاه إلى تعزيز روح التعاون والتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع. وهذا ما تؤكّده مديرة العلاقات العامة والاعلام في الجمعية السيدة بتول طحيني "للعهد". ويتجلّى ذلك في الآلية التي تتبعها الجمعية التي تبادر إلى "تشجيع الأقارب، الجيران أو زملاء العمل على تأسيس صندوق تكافل فيما بينهم للحصول على قروض ميسرة، كذلك تشجع على إنشاء صناديق خاصة بالقرى، الجمعيات والمؤسسات." وبذلك تكون حققت هدفها من خلال تظافر جهود من تجمعهم هذه الروابط للاستفادة من القروض الميسرة بشكل دوري. ويخضع القيام بهذه الصناديق لعدّة شروط "منها بما يخص عدد المشتركين، قيمة الحد الأدنى والاقصى للاشتراك الشهري، ومدة التسديد القصوى وغيرها."
القرض الحسن الذي يُعدّ قيمة اسلامية منها استوحت المؤسسة اسمها، يقدم للمقترض المال دون تحميله أي أعباء إضافية كالفوائد والربا المحرم في الشريعة الاسلاميّة. ويسعى بشكل أساس لتطبيق الآية الكريمة "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم."
القروض برهن الذهب أو بكفالة المشتركين والمساهمين
ويمكن الاستفادة من خدمات القرض الحسن من خلال رهن الذهب، أو بكفالة مساهمين ومشتركين. ورهن الذهب يتطلب رهن كمية تفوق كمية القرض المطلوب الذي لا يتعدّى قيمته 5000$ وعلى مدّة لا تتجاوز 30 شهرًا. وعلى المقترض أن يكون مشتركًا يدفع مرسومًا اداريًا بقيمة 3$ عن كل تسديدة بغض النظر عن مبلغ القرض، ويسدد القرض على أقساط شهرية متساوية ومتتالية. كما يتوجب عليه دفع رسوم التخمين والتخزين وحراسة الذهب المرهون، الذي يقدر بحسب وزن الذهب ومدة تخزينه.
أمّا القروض المتخذة بكفالة مساهمين أو مشتركين فهي تعتمد على ما يقدمه المساهم ضمن "مشروع المساهمة" أو المشترك الذي يكفل المقترض من "حساب اشتراكه الشهري". والقرض يجب أن لا تتجاوز قيمته عن مبلغ الكفالة. ويتم تسديد القرض على أقساط شهرية متساوية ومتتالية أيضًا وعلى مدة زمنية تصل الى 60 شهرا كحد اقصى. ويبدأ تسديده بعد شهر واحد على صرفه.
وتشير طحيني إلى أنّ مصادر تمويل جمعية مؤسسة "القرض الحسن" تعتمد بشكل أساسي على "التبرعات، المساهمات والاشتراكات، كذلك تعتمد على الحقوق الشرعية، الهبات، والرسوم الادارية."
ويصل عدد المساهمين والمشتركين إلى نحو 350,403 مساهم ومشترك. وتشير الاحصاءات بحسب طحيني إلى أنّ "عدد القروض التي قدمتها الجمعية منذ بداية وحتى نهاية العام 2017 وصلت إلى نحو 175 ألف قرض، في حين أن القروض المصروفة سجّلت قيمة 416 مليون دولار." وتضيف "كما ويصل عدد القروض المصروفة من تاريخ التأسيس ولغاية العام 2017 حوالي 1.3 مليون قرض بقيمة 2.5 مليار دولار."
ثبات واستمرار
لقد مرّت جمعية مؤسسة "القرض الحسن" بتحديات عدّة، أثبتت فيها قدرتها على التطور والاستمرار. منذُ نشأتها مع ظروف الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة وحتى عدوان حرب تموز 2006، والتي أدّت إلى انهيار حوالي ستة مبانٍ تابعة للجمعية من أصل عشرة فروع آنذاك، بما فيها الادارة المركزية في بئر العبد. ولم يثنِ ذلك كله الجمعية عن متابعة مشاريعها، والحفاظ على حقوق المشتركين والمساهمين والمقترضين وإرجاع كل ذي حق حقه فيما أودعه في الجمعية كضمانة للتسديد. فسارعت الجمعية للنهوض من تحت الركام بكل ارادة وعزيمة. لتستكمل بعد اثنا عشر عامًا مسيرتها بـ 30 فرعا موزعين على بيروت والبقاع والجنوب، آخرها سيفتتح قريبا في السانت تيريز الحدث.