ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: ضربة أمريكية محتملة على سوريا تفوق الهجوم على مطار ’الشعيرات’
علي رزق
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا أشارت فيه الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاريه يدرسون توجيه ضربة الى سوريا أكبر حجماً من الاعتداء الذي استهدف مطار "الشعيرات" قبل عام.
ونقل التقرير عن مسؤولين في الادارة الاميركية بأنهم يتوقعون بأن أي ضربة جديدة ضد سوريا ستكون على نطاق أوسع من تلك التي استهدفت مطار "الشعيرات"، مضيفا إن من بين الخيارات التي ينظر بها ضرب أكثر من هدف واحد واستمرار الضربات لأكثر من مجرد يوم واحد.
وأشار التقرير الى أن ترامب يبقى معارضاً لتكثيف الدور الاميركي في سوريا على الامد الطويل، لافتاً الى أن المسؤولين الاميركيين أعربوا عن ثقتهم بأن دولاً مثل فرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر ستكون داعمة لأي اعتداء على سوريا.
وتابع تقرير "نيويورك تايمز" أن الحكومة السورية تملك قدرات جوية وصاروخية تجعلها قادرة على إسقاط طائرات عسكرية أجنبية، مضيفاً إن ارسال طائرات حربية مع طيارين اميركيين أو فرنسيين من أجل ضرب الحقول الجوية السورية أو منشآت آخرى يعتبر عملاً يحمل معه المخاطر؛ اذ أن اسقاط طيار قد يؤدي الى تصعيد الازمة.
وأردف التقرير إن بعض أعضاء الكونغرس أصدروا بياناً دعوا فيه ترامب الى تكثيف المساعي من أجل "الانخراط مع الحلفاء وتطبيق الحظر الدولي على استخدام الاسلحة الكيماوية دبلوماسياً"، وليس من خلال استخدام القوة العسكرية.
ولفت التقرير الى أن عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي السيناتور "تيم كين" شدد على أن ترامب يحتاج الى اذن من الكونغرس قبل القيام بأي عمل، مشيرا الى أن ترامب "رئيس وليس ملك" وعلى الكونغرس أن يتوقف عن اعطائه "شيكاً على بياض" لشن الحروب "ضد أي طرف في اي مكان".
*شراكة أميركية "إسرائيلية" لاحتواء القوات الإيرانية في سوريا
في سياق متصل، كتب "مايكل دوران" الذي كان مسؤولًا بمجلس الامن القومي الأميركي خلال حقبة جورج بوش الابن مقالة نشرت ايضًا بصحيفة "نيويورك تايمز" شدد فيها على أهمية الدور "الإسرائيلي" في سوريا.
وقال الكاتب إن اللافت في الاعتداء الصهيوني الأخير الذي حصل في مطار "تيفور" بمحافظة حمص، ليس فقط "القدرات العسكرية والاستخباراتية" لدى كيان العدو، وفقًا لقول الكاتب، بل أيضاً بأن الضربة أظهرت ما اسماه الكاتب "تحديًا" للرئيس الروسي فلادمير بوتين، مضيفاً إن على ترامب أن يستفيد مما وصفه الكاتب "جرأة وقدرة" الكيان الصهيوني.
وعليه، طرح الكاتب إعداد خطة عسكرية مشتركة أميركية - "إسرائيلية" من أجل "احتواء والحد من قدرات القوات الايرانية في سوريا"، وفق تعبير الكاتب.
وأردف إنه "حتى الالتزام العسكري الاميركي المحدود" تجاه "استراتيجية اميركية - "إسرائيلية" مشتركة" سيغير على الفور ميزان القوى على الارض، وفق تعبير الكاتب.
وعلى حد زعمه، من شأن هذه المقاربة أن تجعل الرئيس الروسي فلادمير بوتين متعاونا ودبلوماسيا أكثر، وستوجه رسالة قوية الى طهران حول ضرورة "احترام المطالب الاميركية فيما يتعلق ببرنامجها النووي"، وفق تعبير الكاتب.
ودعا الكاتب ترامب الى إعادة النظر بنيته الانسحاب من سوريا.
*دعوات لضرب القدرات التقليدية للجيش السوري
من جهته، كتب مدير برنامج الدراسات العسكرية والامنية بمعهد "واشنطن لشؤون الشرق الادنى" "مايكل آيزينشتات" -وهو معهد صهيوني معروف-، مقالة نشرت على موقع المعهد، قال فيها إن الولايات المتحدة لو اختارت العمل العسكري ضد سوريا، فإن سياستها يجب أن تأخذ بالحسبان عدد من "الاعتبارات".
وبحسب الكاتب من بين هذه الاعتبارات أن تسعى واشنطن الى خلق انقسامات في تحالف الرئيس السوري بشار الأسد مع ايران وروسيا، موضحاً أن ذلك يعني الامتناع عن أي خطوات قد تقوي هذا التحالف.
واعتبر أن على واشنطن أن تمتنع عن اجراءات تعزز امكانية التصعيد، وتعمل في المقابل على خفض تصعيد الوضع من خلال ما اسماه "اعادة الردع حيال حكومة الرئيس بشار الأسد.
وتابع الكاتب أن أي ضربة أميركية يجب أن تركز على مواقع تابعة للحكومة السورية، وتتجنب ضرب أهداف قد تؤدي الى وقوع ضحايا روس. كما تطرق الى ضرورة أن تدعم واشنطن "الضربات الصهيونية ضد اهداف ايرانية في سوريا" وعن توزيع الادوار بهذا الاطار، وذلك بهدف فرض أثمان على طهران، وفق تعبيره.
وأضاف "مايكل آيزينشتات" إن المسألة قد تتطلب أكثر من مجرد ضربة عسكرية واحدة، والضربات يجب أن لا تركز فقط على ما أسماه "البنية التحتية للاسلحة الكيماوية" بل يجب أن تركز وبشكل أكبر حتى على "القدرات التقليدية" للجيش السوري، داعياً الى استهداف قوات مثل تلك التابعة للفرقة المدرعة الرابعة بالجيش السوري، والحرس الجمهوري، وقوات النمر، اضافة الى الوحدات الجوية.
ولفت الى أن تبني هذه الاستراتيجية العسكرية يحمل معه مكسب التأثير على "رعاة النظام"، وفق تعبير الكاتب، مضيفاً إن الضربات الاميركية ضد الوحدات البرية والجوية الاساسية التابعة للحكومة السورية ستزيد من العبء على روسيا وايران وعلى ما اسماه "الفيلق الشيعي".
كذلك تابع بانه ومن أجل تحقيق هذا الهدف، على القوات الاميركية أن تستهدف أهم المراكز القيادية وتدمر القدرات الاساسية.
واردف إن على ادارة ترامب أن تنظر في امكانية توجيه ضربة ضد "اهداف رمزية" مثل القصر الرئاسي في جبل قاسيون.
وختم بالحديث عن استفادة واشنطن من التلويح بالضربة العسكرية من أجل اختبار احمالات الدبلوماسية "المتعددة الاطراف"، معتبراً أن هذا التهديد أو التلويح قد يساهم بخلق فجوة بين دمشق وموسكو.