ارشيف من :أخبار لبنانية
خطاب الامين العام يتصدر العناوين و إرهاب ’المستقبل الانتخابي’
سجل خطاب الأمين العام لحزب الله مساحة واسعة في عناوين وافتتاحيات الصحف اللبنانية، وعلى النقيض من الطمأنينة التي بثها كلام سماحته، مفنداً معارك "طواحين الهواء" التي يبثها "تيار المستقبل" في العاصمة بيروت، انفضحت الخبايا واكتشف اللبنانيون أمس من يستخدم سلاحه لإرهاب خصومه في الانتخابات في العاصمة التي استغل اسمها لافتعال نعرات قومية لشد العصب من قبل تيار المستقبل ومحازبيه، وفي هذا الإطار علقت صحيفة اللواء على اطلاق الرصاص في قصقص واصفة أياه بـ "أشكال خطير في قصقص" وهي وإن حاولت اللعب على وتر نشر البيانات للطرفين "موضوع الأشكال بالرصاص" لم تستطع إخفاء آثاره.
في الشأن الانتخابي كتبت صحيفة النهار:
الحملات الانتخابية "تتوغَّل" فوق الخطوط الحمر !
أظهرت الحركات الانتخابية الكثيفة التي شهدتها مناطق عدة أمس مفارقة بدا معها لبنان غارقاً في الاستعدادات الجارية للانتخابات النيابية من دون أي خشية لارتدادات سلبية محتملة عليه من الأجواء الحربية التي تظلل سوريا والمنطقة. ولعل أبلغ التحركات والمواقف التي كرست الانطباعات ان الاستحقاق الانتخابي لا يزال "في مأمن " من الحسابات المتشائمة، أقله حتى الآن، تمثلت في تزامن ظاهرة لافتة ونادرة حملت اثنين من زعماء الصراع التقليدي بين تحالفي 14 آذار و8 آذار على تجاوز العمق المناطقي التقليدي لنفوذ كل منهما و"العبور" بالتعبئة والحملات الانتخابية فوق "الخطوط الحمر" واطلاق نفير السباق الانتخابي في عمق هذه المناطق. وبرز ذلك مع الجولة التي قام بها رئيس الوزراء زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري على مناطق مرجعيون وحاصبيا وشبعا وكفرشوبا وكفرحمام وراشيا الفخار والهبارية، في حين كان الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله يطلق نفير التعبئة امام جمهوره الحاشد في الضاحية الجنوبية انما لمعركة بيروت في دائرتها الثانية ودائرة بعبدا.
واتخذت هذه المفارقة بعداً مهماً ودلالات بارزة لجهة ما شكلته من عامل اندفاع نحو استكمال الاستعدادات الجارية للاستحقاق بما يقلل المخاوف التي سادت في الايام الاخيرة سواء من امكان اطاحة موعد الانتخابات في حال حصول ضربة غربية لسوريا، أو من تعرض لبنان لاخطار مواجهة اقليمية يصعب التكهن بطبيعتها. فمع ان مواقف السيد نصرالله التي تناولت التطورات الاخيرة في سوريا أبرزت خطورة تصاعد التوتر الايراني - الاسرائيلي جراء الغارة الاسرائيلية الاخيرة على مطار التيفور، فان انصراف الأمين العام لـ"حزب الله" الى تخصيص خطب شبه يومية في الايام المقبلة للدوائر الانتخابية المختلفة عكس معطيات واضحة لدى الحزب تستبعد ما يطيح موعد الانتخابات اللبنانية.
كما ان الرئيس الحريري بدا واثقا من ان الانتخابات ستجرى في موعدها واطلق مواقف من شبعا اكتسبت دلالات لجهة التشديد على حضور الدولة ودورها عند الحدود الجنوبية، اذ أكد "أن زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية منطقة الشريط الحدودي والدفاع عنها هو زمن انتهى. وزمن الشعور بأن هذه المنطقة خارج حدود الشرعية اللبنانية هو زمن انتهى"، وقال: "استرداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، لا شيء يمكن أن يلغي حق لبنان بأرضه، وكل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثروتنا النفطية.ربما غابت الدولة عن هذه المنطقة، ولكني أتيت لأقول لكم إنني لست هنا فقط من أجل الانتخابات، بل سنبقى معاً، لأنها منطقة عزيزة علينا. ربما كانت هذه المنطقة متروكة في مرحلة من المراحل، لكنها حافظت على العيش المشترك والاعتدال، فبذلك يقوم البلد وليس بالخطابات العالية". ولاحظ "ان البعض يمكن أن يرى في زيارتي اليوم نوعا من تخطي الخطوط الحمراء، أو نوعاً من التحدي. وأنا لا أعترف بأي خط أحمر، أمام أي مواطن لبناني يريد أن يزور الجنوب أو أي منطقة في لبنان. إضافة إلى ذلك، أنا لا آتي إلى الجنوب برسالة تحد لأحد. الكل في الجنوب أهلنا، وأنا في النهاية ابن الجنوب أباً عن جد، ولو كان الوقت يسمح لي، لكنتم رأيتموني في كل قرية في الجنوب".
من جهتها كتبت صحيفة اللواء:
13 نيسان الإنتخابي: امتعاض جنبلاطي من تقارب الحريري - إرسلان
تطويق «إشكال خطير» في قصقص...
22 يوماً، ويتوجه اللبنانيون بعد ان يسبقهم المغتربون إلى صناديق الاقتراع، على وقع شبح الإشكالات المتنقلة في الشوارع والمربعات، في المدن الكبرى والارياف البعيدة، والناس، وهي تتوجس من أجواء التهديدات الأميركية والغربية بضربات جوية ضد أهداف في سوريا، على خلفية اتهام النظام باستعمال الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، ما يزال جيل منهم يتذكر وجع الحرب الأهلية (1975 - 1976) وآلامها وحرائقها، مع احتفال في المتحف الوطني (نقطة التقاطع بين خطوط التماس خلال الحرب بين غربي العاصمة وشرقها)، يدعو للحفاظ على السلم الأهلي والتعايش المشترك، في «لحظة حقيقية» بعد 43 عاماً على مجزرة عين الرمانة التي فجرت حرب السنتين في لبنان.
أزمة حساسية
ومع انه ما يزال يفصلنا عن موعد الاستحقاق الانتخابي سوى ثلاثة أسابيع فقط، فإن التنافس الانتخابي، بين القوى السياسية، واللوائح ذات التحالفات الهجينة، بلغ ذروته في اليومين الماضيين، علماً ان التوتر مرشّح لأن يتصاعد مع ارتفاع وتيرة الاحتكاكات المسلحة بين أنصار المرشحين، ولا سيما في بيروت الثانية، على خلفية نزع وتعليق صور المرشحين، مثلما حدث مساء أمس في قصقص حيث حوصر المرشح على المقعد الدرزي رجا الزهيري في منزل زميله في لائحة «كرامة بيروت» الدكتور محمّد خير القاضي، على اثر حصول اشكال بين مرافقيه وانصار تيّار «المستقبل» في المحلة المذكورة، تطوّر إلى اطلاق نار في الهواء، وتدخلت قوى الجيش والأمن الداخلي لمعالجة الوضع.
وحصل هذا الحادث، فيما كان الرئيس سعد الحريري يجول في قرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون في زيارة انتخابية لشد عصب المرشح على المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة عماد الخطيب، ضمن لائحة تحالف الوزير طلال أرسلان التيار الوطني الحر، لكن الجولة التي شملت 8 محطات، لم تنته من دون إثارة «ازمة حساسية» مع الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما بعد الاستقبال الذي أقامه الوزير أرسلان في السرايا الشهابية في حاصبيا وإصراره على ان يزور الحريري خلوات البياضة للموحدين الدورز، حيث استقبله هناك الشيخ غالب الشوفي، من اتباع الشيخ نصر الدين الغريب شيخ عقل للطائفة.
وعبر عن هذه الأزمة، عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور الذي اعتبر ان «للبيوت ابوابها»، وان باب حاصبيا هو النائب وليد جنبلاط، اما النوافذ الأخرى أو المداخل الضيقة، فلا تعبر عن حاصبيا، في إشارة إلى أرسلان، موضحا ان الحزب التقدمي الاشتراكي «آثر ان يبقى بعيدا عن هذه الزيارة التي تهدف لاعلان تحالف سياسي»، معتبرا انه «تحالف هجين سينقضي في السادس من أيّار ليلا».
اما النائب جنبلاط، فقال تعليقا على هذا الموضوع لـ «اللواء» انا لن انجر الى هذا السجال ولم اهتم كثيرا بالموضوع، وان كنت اشارك الوزير ابو فاعور شعوره، لكني كنت منشغلا بحفل تكريم رئيس «مؤسسة العرفان التوحيدية» الشيخ علي زين الدين بتقليده وساما فرنسيا تقديرا لانجازته، وكنت اتمنى استقبال الرئيس الحريري بطريقة اوسع وارحب في منطقة حاصبيا.
وقالت مصادر قيادية في الحزب الديموقراطي ان سبب التحالف في دائرة الجنوب الثالثة مع «المستقبل والتيار الحر» يعود الى عدم اخذ الحلفاء في «حزب الله وامل» والحزب القومي بالاعتبار وجود حيثية كبيرة سياسية وشعبية وانتخابية للوزير ارسلان في حاصبيا ومرجعيون، ورفض ترشيح مرشح الحزب الديموقراطي الدكتور وسام شروف في الدائرة، اضافة الى رفض ترشيح مرشح الحزب في بيروت الثانية عن المقعد الدرزي نسيب الجوهري، وترك المقعد فارغا على اللائحة لمرشح الحزب الاشتراكي فيصل الصايغ، فاضطر ارسلان الى نسج تحالف انتخابي مع المستقبل والتيار لاثبات حيثيته في المنطقة.
لكن المصادر اكدت ثبات الحزب الديموقراطي على مواقفه الاستراتيجية بالعلاقة مع المقاومة ومع الرئيس نبيه بري، وان التحالف الانتخابي لا يلغي هذا الموقف الاستراتيجي والخيار الوطني الكبير.
صحيفة الجمهورية: المنطقة في دائرة الغليان… ولبنان يتقلّب بين ارتكابات السلطة
باق من الزمن 22 يوماً على موعد الانتخابات النيابية في السادس من أيار المقبل. وعلى طريق هذا الاستحقاق، تنصرف القوى السياسية الى حشد عدتها وعديدها، وكل يوم يتكشّف أكثر فأكثر السقوط المدوي لقانون انتخابي أريد له ان يشكّل فرصة إصلاحية وتصحيحية للتمثيل، وكذلك سقوط قوى السلطة في ادارة الدولة، ونجاحها لا بل تفوّقها في التأسيس لدولة مزرعة مشوّهة، فاقدة لكل معانيها. كل هذا التأسيس، يجري فيما المنطقة، ولبنان جزء منها، ترقص على حافة هاوية وتوشك على السقوط فيها، وها هي الصواريخ الاميركية التي تنتظر ساعة الصفر لإطلاقها على الميدان السوري، وسط سيناريوهات خطيرة وتهديدات من الجانب الاميركي والغربي، ومن الجانب الروسي وحلفائه، تنذر بتحويل هذه المنطقة برمّتها ملعباً لاختبارات مصيرية وكارثية.
تكاد السلطة تتباهى بإعدامها قانون الانتخاب، من دون ان يرفّ لها جفن، وامام القاصي والداني أكدت بجشعها وفجعها كم هي مستميتة لإلقاء القبض على القانون والسطو على الانتخابات والانصياع لمحرّماته ومصادرة إرادة الناخبين بالترغيب والترهيب ودجل الوعود.
ولم يعد خافياً انّ السلطة تراكم يوماً بعد يوم، وبلا خجل او رادع، ارتكاباتها أكثر فأكثر حتى صارت اعلى من جبال نفايات اهلها، وبات سيل شعاراتهم الفارغة وطوفان وعودهم الكاذبة أعجز من ان يحجب هذه النفايات التي يفرزها أداؤهم، وروائحها الكريهة التي لوّثت أجواء البلد بالمزاد المفضوحة للرشاوى وشراء الاصوات، والتي يقدم من خلالها المتسلّطون على الدولة والناس شهادة لا لبس فيها على عزمهم وسعيهم الدؤوب للتأسيس لمستقبل مشوّه للبنان، مستقبل على مقاسهم، يتأتّى عنه واقع سياسي مريض وعاجز ومهترىء، ونيابي هَشّ او أخف من وزن الريشة السياسية والتمثيلية، وحكومي مصادر من فئات نافذة ومتحكمة يأكلها فجعها على السلطة وامتيازاتها وعلى الصفقات وبَلع اموال الخزينة وإفقار الناس.