ارشيف من :أخبار العدو
محلّل صهيوني: الهجمات على سوريا لن توقف التمركز الإيراني
موقع والاه – آفي يسسخاروف
بعد عدة ساعات على مهاجمة القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية أهدافًا مختلفة في سوريا، يبدو أن الإدارة الامريكية في واشنطن نجحت في خلق إجماع نادر حول المسألة السورية. لكن النظام في سوريا وبعض منظمات المعارضة، ومعلّقين عربًا وغربيين وحتى من البيت الأبيض يتفقون على أمر واحد: الهجوم كان محدودًا ومقلّصًا.
من جانبه، أعلن حزب الله أن أيًّا من مراكزه لم يهاجم، ويبدو أيضًا أن القوات الإيرانية في سوريا سالمة، أي أن الرسالة التي نُقلت من البيت الأبيض الى دمشق متواضعة بل وحتى ساذجة: أنتم يمكنكم مواصلة القتل، من دون تردد، باستثناء عدم استخدام الأسلحة الكيميائية.
من الواضح أن هجمات محدودة كهذه تهدف بشكل خاص الى إثبات أن هناك غطاءً للخطوط الحمراء التابعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكن ليس الى حدّ تغيير الواقع في سوريا. (الرئيس السوري) بشار الأسد سيواصل بمساعدة وغطاء من روسيا في تطهير سوريا من نقاط المعارضة التي لا تزال موجودة حتى الآن، والولايات المتحدة لن تفعل شيئًا في هذا الموضوع طالما أن الأسد لم يستخدم الأسلحة الكيميائية.
النظام السوري وروسيا سيسمحان بمواصلة التمركز الإيراني في أنحاء سوريا، فيما لا تنوي واشنطن رفع إصبع حتى لو كان سيؤدي الى تصعيد بين "اسرائيل" وإيران وسوريا. إذًا من الممكن أن نبارك ترامب على قرار الهجوم، لأن القليل الذي حصل قد يجعل الاسد يفكّر جيدًا قبل المصادقة على استخدام اضافي للاسلحة الكيميائية.
في الخلاصة الهجمات تخدم شخصًا واحدًا: ترامب نفسه. الهجوم في سوريا سيخدمه شعبًيا، وبالنسبة للسوريين الأمر لن يغيّر الواقع. ترامب سبق أن أعلن أن في نيّته سحب القوات الامريكية من سوريا في القريب، وجعل "الآخرين" يعالجون الموضوع. هذا الإعلان يثبت الى أيّ حدّ الأسد ورجاله يمكنهم استيعاب هجوم هذه الليلة ومواصلة مخططاتهم بالسيطرة على سوريا، والى أيّ حدّ يمكن للإيرانيين التقدم الى الامام في نشاطاتهم.
أهمية ذلك بالنسبة الى "تل أبيب"، أنه طالما أنها تتمسّك بسياسات "لن نسمح بالتمركز الايراني في سوريا"، فإن التصعيد العسكري مقابل سوريا وإيران هو مسألة وقت. أما بغياب الجانب الأمريكي عن الحلبة السورية، يمكن القول بشكل مؤكد أن الانفجار في الطريق.