ارشيف من :أخبار عالمية
خاص العهد: القلمون الشرقي على خطى الغوطة.. مسلحو ’الضمير’ نحو الشمال السوري
إنتهت ليل السبت - الأحد جولة نهائية من المفاوضات في مدينة "الضمير" في القلمون الشرقي بريف دمشق، بين وفد من فعاليات المدينة بحضور عناصر عن "القيادة الموحدة" في القلمون الشرقي والتي تضم ممثلين عن الفصائل المسلحة هناك من جهة، ووفد عسكري روسي من جهة ثانية، تم فيه الاتفاق على خروج المسلحين من مدينة "الضمير" الى الشمال السوري. وسوف يتم تحديد جهة التوجه اليوم أو غداً حيث ترفض قوات أحمد العبدو الذهاب الى إدلب بسبب صراعها الطويل مع "هيئة تحرير الشام" - "النصرة"، وتفضل الذهاب الى منطقة درع الفرات. في وقت أشار فيه فصيل "أسود الشرقية" الى نيته التوجه الى مناطق سيطرة "أحرار الشام" في الشمال السوري.
مصادر في القلمون الشرقي أكّدت في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن بنود الاتفاق مع الجانب الروسي هي التالية:
1 - دخول الشرطة العسكرية الروسية وتحديداً من الشيشان الى مدينة الضمير وفتح مركز دائم لها في المدينة يتولى متابعة تطبيق الاتفاق.
2 - عدم ملاحقة المطلوبين من جانب الدولة السورية.
3 - تسوية أوضاع من يريد البقاء من عسكريين منشقين ومسلحين داخل المدينة.
المصادر أشارت إلى اجتماع سوف يعقد يوم غد الثلاثاء سيتم خلاله تحديد الوجهة النهائية لخروج المسلحين.
وكانت لجنة المفاوضات في الضمير قد عقدت إجتماعاً مع الوفد العسكري الروسي يوم الأربعاء الماضي في المطار العسكري لمدينة الضمير، أبلغهم خلاله الروس أن انتهاء المعركة في الغوطة الشرقية يجعل مسألة بقاء المسلحين في القلمون الشرقي منتهية. وهدد الوفد الروسي بشن حملة عسكرية سريعة لطرد الفصائل المسلحة من القلمون الشرقي في حال عدم القبول بالانسحاب. وقالت المصادر إن فصيل احمد العبدو وفصيل "أسود الشرقية" - وهما الفصيلين الوحيدين في الضمير - وافقا على الانسحاب من المدينة وتم الاتفاق على تشكيل لجنة من وجهاء وأهالي المدينة مهمته تسجيل أسماء الراغبين بالخروج من المنطقة، فضلاً عن الراغبين بتسوية أوضاعهم مع الدولة السورية بضمانة الجانب الروسي.
وتشكل الضمير المركز الأقوى والأساس لتواجد الفصائل المسلحة في القلمون الشرقي، والعقدة الأهم في الإمداد والتسلح والتواصل مع العاصمة السورية دمشق، ومع المنطقة الوسطى في بادية حمص حتى جبال القلمون والحدود السورية اللبنانية. وبتحريرها تصبح المناطق الباقية من القلمون الشرقي التي يتواجد فيها المسلحون ساقطة عسكرياً، وفي حالة حصار قاس. وتسيطر جبهة "النصرة" الإرهابية عبر فصيلها "جيش تحرير سوريا" على بلدة الرحيبة فيما يتواجد "جيش الإسلام" في الناصرية وجيرود حيث تشير المصادر الى اتصالات تجري بين الروس وممثلين عن البلدات الثلاث للتوصل إلى اتفاق لخروج المسلحين منها بعد الانتهاء من تطبيق اتفاق الضمير.
وتعتبر منطقة القلمون الشرقي آخر معاقل المسلحين القوية والمفتوحة على الإمداد الخارجي في محيطً العاصمة السورية دمشق. وكانت الضمير تشكل النقطة الأساس في عمليات تهريب السلاح والمسلحين من الجنوب السوري الى دمشق وريف حمص وصولاً الى تدمر، فيما تبقى بعض الجيوب المحاصرة في جنوب دمشق وتمتد من القدم مروراً بالحجر الأسود ومخيم اليرموك وبلدة يلدا وصولا الى بابيلا بالقرب من طريق مطار دمشق الدولي. وهذه البلدات يتواجد في بعضها تنظيم "داعش" الإرهابي وفصائل محلية متعددة الولاءات. وتشترط الدولة السورية على الفصائل محاربة إرهابيي "داعش" قبل الدخول في أية تسوية مع الجيش السوري. وتطالب الفصائل المسلحة عبر لجان محلية مؤلفة من وجهاء البلدات المذكورة أعلاه بتسوية مع الدولة السورية، في وقت يسيطر فيه "داعش" على معظم احياء مخيم اليرموك وكل حي القدم بعد انسحاب "النصرة" منه. ويبلغ عدد مسلحيه حوالي ٦٠٠ مسلح غالبيتهم من الأجانب - خصوصاً أردنيين وتوانسيين وبعض من سكان مخيم اليرموك - كما يتولى أمرتهم سوري عمل مع تنظيم ما يسمى "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" تحت أمرة الأردني أبو مصعب الزرقاوي، وكان من الدفعة الأولى لسجناء بوكا الذين أطلقت سراحهم القوات الأمريكية عام ٢٠١١ في العراق.