ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: إحباط صهيوني بعد العدوان المحدود على سوريا

الصفحة الأجنبية: إحباط صهيوني بعد العدوان المحدود على سوريا

إحباط صهيوني بعد العدوان الغربي المحدود على سوريا

أشار الصحفي الصهيوني بن كسبيت في مقالة نشرها موقع "Al-Monitor"، تحت عنوان ""إسرائيل" محبطة من الضربة التي قادتها الولايات المتحدة على سوريا"، إلى ان العدوان الثلاثي الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا لا يعزز "قدرة الردع الأميركية في المنطقة بشكل ملحوظ".

ونقل الكاتب عن مسؤول رفيع في حكومة العدو، قوله إن "الهجوم الثلاثي" لا يشير إلى أن ما يخطط له ترامب هو ما يريده الكيان الصهيوني في سوريا.

وأضاف المصدر أنه "سيتضح فيما بعد ان ترامب فعل الحد الأدنى، وهو أقل بكثير مما يتطلبه الأمر من أجل السيطرة على الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلادمير بوتين والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله"، على حد تعبيره.

ورأى أن ترامب لا يختلف كثيراً عن الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما لجهة تعامله مع ما أسماه "التحالف الشيعي"، وقال إن "هذا التحالف أنشئ بالفعل، إذ تقوم ايران ببناء جسر بري يمتد من طهران إلى مدينة طرطوس"، على حدِّ قول الكاتب.

وتابع الكاتب أن كيان العدو يدرك تماماً بأن ترامب عازم على مغادرة سوريا "عاجلاً وليس آجلاً"، وأن كل المساعي لإقناعه بالبقاء قد فشلت.

ونقل عن مصدر عسكري صهيوني أن "الاميركيين لن يبقوا هنا في النهاية، لان ترامب يعتقد ان "اميركا يجب ان تكون في اميركا"، مضيفا ان من يريد مشاركة اميركية في المنطقة سيكون عليه دفع مقابل مادي.

ولفت الكاتب إلى ان كيان العدو يسعى إلى إقناع ترامب بانه من مصلحة اميركا إبعاد ايران عن السياج الحدودي الفاصل بين سوريا والاراضي المحتلة وعن البحر المتوسط والقواعد الجوية السورية.

في المقابل، قال الكاتب ان "اليمين الصهيوني تخلى عن أحلامه التي تتعلق بالجبهة الشمالية، مضيفا ان سياسة ترامب في سوريا لا تحقق الرغبات الصهيونية، على عكس قرارات الإدارة الأميركية المتعلقة بنقل السفارة الاميركية إلى القدس المحتلة وامكانية الانسحاب من الإتفاق النووي مع ايران.

كما قال الكاتب ان الاستخبارات الصهيونية ترى ان العدوان الثلاثي الاميركي البريطاني الفرنسي على سوريا، لم يلحق اذى ملحوظا بنظام الرئيس الاسد".

الكاتب أشار إلى ان كيان العدو لا ينوي تغيير تقييمه الاستراتيجي، وتابع ان هذا التقييم يعتمد على قدرة جيش الاحتلال على الردع، واعتبار ان نظام الرئيس الأسد ليس بوضعية مستقرة بعد"، على حدّ قوله.

وتابع ان "الحيلة" الصهيوني تتمثل في "تخريب" خطط بوتين و"تهديد استقرار الرئيس الأسد ومنع إيران من التواجد في سوريا، ودفع القوى الكبرى إلى الإدراك ان مسؤولية ابقاء ايران بعيدة عن أسوار الأراضي المحتلة الحدودية تقع على عاتقهم"، واضاف ان كيان العدو يأمل تحقيق كل ذلك من دون ان يتدهور الوضع ويوصلها إلى حرب شاملة في المنطقة.

تفاقم الخلافات الاميركية التركية

من جهة اخرى، كتب مارك بيري مقالة نشرتها مجلة "The American Conservative”، اشار فيها إلى الصراع الحاصل بين القيادة الاوروبية في الجيش الأميركي (المسؤولة عن القوات الاميركية في اوروبا) والقيادة الوسطى في الجيش الاميركي (المسؤولة عن القوات الاميركية بمنطقة الشرق الاوسط)، حول تحالف الثانية مع "وحدات حماية الشعب الكردية" في سوريا.

وقال الكاتب ان "تركيا كانت مستعدة للتسامح مع الشراكة الاميركية الكردية في شمال سوريا على اساس ضمانات اميركية، بان هذه الشراكة هي بمثابة "زواج مصلحة" فقط وبالتالي مؤقتة وتكتيكية، إلا ان المسألة لم تعد كذلك.

ونقل الكاتب عن مسؤولين كبار في وزارة الحرب الاميركية وعن ضباط عسكريين اميركيين ان سيطرة "وحدات حماية الشعب الكردية" على مدينة منبج بدعم من الجيش الاميركي، غيَّر الموقف التركي "المتسامح"، مضيفا ان وجود المقاتلين الاكراد على مسافة قريبة جداً من الجيش التركي بمدينة عفرين كان وراء هذا التغير.

الكاتب نقل عن مسؤول تركي رفيع، ان التحالف الاميركي الكردي في سوريا أدى إلى "تسميم العلاقات الاميركية التركية"، وتابع ان الغضب التركي حيال الموضوع وصل إلى درجة دفعت بعدد من المسؤولين في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى تحذير وزير الحرب الاميركي "James Mattis" من ان الدعم الاميركي للوحدات الكردية يعرض الحلف إلى الخطر، في وقت يواجه الحلف ما اسماه "روسيا الصاعدة".

واضاف الكاتب ان "من بين المنتقدين لتدهور العلاقات الاميركية التركية على خلفية الدعم الاميركي للوحدات الكردية، قائد القيادة الاوروبية بالجيش الاميركي والقائد الأعلى للحلف في اوروبا الجنرال "Curtis Scaparrotti".

وأشار إلى أن  Scaparrott اجتمع مع "Mattis" خلال زيارة إلى واشنطن في 4 آذار/مارس الماضي، وأعرب عن قلقه ازاء التوتر المتزايد في العلاقات الاميركية التركية، مضيفاً ان "Scaparrotti" ابدى مخاوفه من ذلك خلال لقاءات مع قائد القيادة الوسطى بالجيش الاميركي الجنرال "Joseph Votel".

وتابع ان مسؤولين في حلف "الناتو" يعتقدون ان "Scaparroti" قد ابلغ "Mattis" و "Votel" ان تركيا ابرمت اتفاقا مع اوروبا عام 2016، ينص على ان تستقبل تركيا نحو 3 ملايين لاجئ سوري مقابل تعزيز العلاقات بين انقرة وعدد من دول غرب اوروبا، ويشير إلى ان اللاجئين قد يصلون الى شوراع بعض المدن الاوروبية في حال شعرت تركيا بتجاهل لها.

كما نقل الكاتب عن مصدر مؤيد لحلف "الناتو" ان "روسيا ستكون المستفيدة الأكبر من الخلاف الاميركي التركي، وان هذا الخلاف قد يشكل التهديد السياسي الاكبر لـ"الناتو" منذ الستينيات.

واضاف ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعرب عن استيائه من العلاقات الاميركية الكردية في سوريا، وقد وجه رسالة واضحة بان بعض المسؤولين الاميركيين غير مرحب بهم في انقرة، بمن فيهم "Brett McGurk"، موفد الرئيس الاميركي الخاص لما يسمى "التحالف الدولي ضد داعش".

الكاتب قال ان ترامب اجرى مكالمتين هاتفيتين مطولتين مع اردوغان خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ونقل عن مسؤول تركي بانه "في كلا المكالمتين، شدد أردوغان على مخاوفه من إمكانية تحوّل الدعم الاميركي لوحدات حماية الشعب الكردية يتحول إلى دعم "دائم".
 

2018-04-17