ارشيف من :أخبار لبنانية
تجاوزات ’المستقبل’ وخطابه المذهبي
يلاحظ معظم المتابعين للحراك الانتخابي في لبنان كمّاً هائلاً من التوتر والانفعال في تعاطي تيار "المستقبل" مع خصومه في اللوائح الانتخابية على مستوى كل الدوائر التي يخوض فيها "التيار الازرق" معاركة الانتخابية، حتى وصلت في كثير منها الى اطلاق التهديدات والتعديات وما الى ذلك من توصيفات غير لائقة أو اتهامات تجاوزها الزمن.
وبدا هذا الأداء لتيار "المستقبل" الخارج عن المألوف - بحسب أوساط سياسية متابعة - على مستوى كل الدوائر، من بيروت الثانية الى طرابلس - المنية - الضنية، مروراً بعكار والبقاع الغربي والجنوب. وتشير الأوساط الى ان "المستقبل" لم يتوانى عن فعل كل الارتكابات والتجاوزات على أمل أن يكسبه ذلك بضعة مئات من الأصوات أو التأثير على القواعد الشعبية التي ستصوت لخصومه، ولهذا تسجل الاوساط المذكورة سلسلة فاضحة من التجاوزات، تضاف الى سياسة التوتر والانفعال التي لم توفر التجييش الطائفي، بحيث يمكن التوقف عند الآتي:
1- لم يترك "المستقبل" وقيادته من رئيسه الى وزير الداخلية نهاد المشنوق وآخرين، أي توصيف غير مألوف، الا ونعتوا به الخصوم بدءا من اطلاق توصيفات غير لائقة على خصومهم في بيروت الثانية مثل "الأوباش"، الى محاولة وضع أبناء بيروت بين اختيار العروبة التي يدعون الدفاع عنها وبين ما يسمى المشروع الايراني، مع أن كل أبناء بيروت يدركون من هو فعلاً المدافع عن العروبة ومن الذي يستخدمها شماعة لغايات حزبية وفئوية، وانتهاءا بتوصيف احدهم للائحة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس بـ "لائحة الشيطان".
2- استغلال غير موصوف للسلطة من خلال الضغط على مناصري اللوائح المنافسة في بيروت الثانية ودوائر أخرى لاستخدام كل أنواع الترهيب والترغيب للناخبين لثنيهم عن التصويت للوائح المنافسة.
3- حصول عشرات التعديات على بعض المرشحين ومناصريهم، من الطريق الجديدة الى كراكاس ومناطق اخرى، الى تمزيق صور المرشحين وغير ذلك من تجاوزات للقانون.
لذلك، فالسؤال الآخر، ماهي الخلفيات التي دفعت وتدفع تيار "المستقبل" الى هذه الأساليب واثارة العصبيات الطائفية وما الى ذلك؟
وفق معطيات الأوساط فإن أي فريق سياسي، ليس بحاجة الى كل هذه التجاوزات للقانون، لو أنه يشعر أن وضعه الانتخابي غير مهدد من حيث حصول اختراقات واسعة في لوائحه، بل يبدو واضحاً أن تيار "المستقبل" يشعر ان حسابات البيدر الانتخابي لن تتطابق مع حصاد النتائج في السادس من أيار، وبهذا المعنى يشعر "المستقبل" بكثير من القلق والتوجس لما ستنتهي اليه نتائج الانتخابات، على مستوى الدوائر التي يخوض فيها هذا الاستحقاق، وان كان الهاجس الأكبر بالنسبة لـ "التيار الازرق" يبقى بما ستنتهي اليه النتائج في بيروت الثانية ودائرة طرابلس - المنية الضنية، على اعتبار أن هاتين الدائرتين تشكلان "بيضة القبان" بالنسبة له، ليس فقط على صعيد المقاعد التي قد يفوز بها، بل ايضا بما تمثله العاصمة ومعها عاصمة الشمال من حيث اعطاء "الشرعية " للزعامة السنية في لبنان واستطرادا للدور الذي يطمح الحريري وحزبه لكي يلعبانه في المرحلة المقبلة.
ولذلك تشير الأوساط الى أن أكثر ما يقلق "المستقبل" وقيادته اتساع دائرة الاعتراض على سياساته طوال السنوات الماضية التي كان فيها في معظم الاوقات في رئاسة الحكومة وفي احتكار التمثيل للطائفة السنية دون أن يقدم شيئا للمناطق التي كانت تعتبر الخزان الاساسي لحاضنته الشعبية والامثلة على ذلك بالمئات في كل هذه المناطق .