ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

رأي الوطن: سوريا.. تضافر الأدلة على كذبة الكيماوي

رأي الوطن: سوريا.. تضافر الأدلة على كذبة الكيماوي

لم يكن العدوان الثلاثي على سوريا مستبقًا نتائج تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة سوى فاتحة الأدلة التي أخذت تتضافر تباعًا على كذبة استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجيش العربي السوري ضد المدنيين في مدينة دوما، حيث يدرك المعتدون أن لا سند قانونيًّا لهم على الأرض لترجمة ما أضمروه من شر وعدوان ضد الشعب السوري ودولته، خصوصًا وأنهم ومن معهم هم من يدير الإرهاب ويحركه ليس في الغوطة الشرقية ومدينة دوما فحسب، وإنما في سوريا بأكملها، وبالتالي يعرفون كل تفاصيل المشهد وحيثياته وحقائقه، وأن لا ضلع للجيش العربي السوري ولا لحلفائه في أكذوبة استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، خصوصًا وأنهم هم الذين قاموا بتدمير الترسانة الكيميائية السورية وبتوثيق وشهادة منهم ومن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن سوريا قد تخلصت نهائيًّا من مخزونها من الأسلحة الكيميائية ولم تعد تملكه، بالإضافة إلى أن الوضع الميداني أصبحت كفته مائلة بصورة كبيرة ومثالية جدًّا لصالح الدولة السورية، بفضل الجهود اللافتة للجيش العربي السوري وحلفائه في ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية، لذلك المنتصر لا يلجأ إلى استخدام وسائل قذرة ضد المدنيين الذين من أجلهم وتخليصهم من شرور التنظيمات الإرهابية وموبقاتهم يخوض هذه المعركة الشريفة، معركة الدفاع عن الوطن السوري، وعن شعبه وترابه.

على أن الانكشافات التي تتالت بعد العدوان وبعد النجاح في تطهير الغوطة الشرقية وإخراج آخر مسلح من مدينة دوما، بدأت بمراكمة المزيد من فضائح معسكر التآمر والعدوان على سوريا، سواء من خلال الاعترافات المتوالية من قبل مدنيين وأطباء كانوا في معمعة فبركة مشاهد استخدام السلاح الكيماوي في مدينة دوما، أو العثور على أدوات الجريمة مثل حاويات الكلور وغيرها.. ففي المؤتمر الصحفي للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الأول الخميس كشفت المتحدثة عن أدلة جديدة دامغة تفضح مُعدِّي كذبة الهجوم الكيماوي. ولفتت زاخاروفا إلى أن هناك أدلة جديدة متزايدة “تطفو على السطح بشكل تدريجي” تثبت عدم حدوث أي هجوم كيميائي في دوما، حيث أكدت أنه تم العثور في الغوطة الشرقية على حاويات كلور، وهو النوع الأكثر فظاعة بين الأسلحة الكيميائية، من ألمانيا، بالإضافة إلى قنابل غاز مصنوعة في مدينة سالزبوري، ومختبر كيميائي آخر للإرهابيين في دوما، ما يعني أن الهدف الحقيقي من وراء العدوان الثلاثي الغربي على سوريا هو إفساح المجال للإرهابيين لالتقاط أنفاسهم، وإعادة تشكيل صفوفهم، وإطالة أمد إراقة الدماء على الأرض السورية، وبالتالي زيادة صعوبة عملية التسوية السياسية. مضيفة “من الصعب التعليق على هذه الحقيقة بأي شكل من الأشكال، إنها مخيفة للغاية وتقوض الإيمان بإنسانية بعض الدول. نحن لا نتحدث عن دول بأكملها، بل عن السياسيين والقادة، الذين يصدرون مثل هذه الأوامر ويتخذون مثل هذه القرارات”.

وما يمكن أن يضاف إلى جملة ما ثبت من حقائق وأدلة على أن الهجوم بالسلاح الكيماوي ضد المدنيين في مدينة دوما ما هو إلا كذبة ومسرحية واستفزاز خطير، بقصد ترجمة النيات الخبيثة والشرور المعتملة في دواخل المتآمرين والمعتدين في صورة أعمال عدوانية شريرة تستهدف الإنسانية والحياة والسيادة والاستقلال للدولة السورية، هو محاولات دول العدوان التشويش على عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وإثارة الشكوك والتحريض ضد الحكومة السورية وموسكو وذلك باتهامهما بإخفاء آثار الهجوم الكيماوي المزعوم، وهو ما يؤكد ما ذكرناه آنفًا أن المعتدين يعلمون تمامًا أن الهجوم الكيماوي ما هو سوى مسرحية وكذبة، وأن عدوانهم على سوريا لا سند قانونيًّا له، وإلا لأحجموا عن العدوان وتركوا المنظمة تباشر عملها أولًا، ولما حاولوا تشكيل لجنة تحقيق يكون أفرادها من أجهزة استخباراتهم، ومن دول تابعة لهم، الأمر الذي انتبهت إليه موسكو في مجلس الأمن الدولي مستخدمة الفيتو لإحباط هذه المؤامرة.

2018-04-21