ارشيف من :أخبار لبنانية

على بعد أسبوعين من الاستحقاق الانتخابي.. التوتر ينتقل الى الشارع

على بعد أسبوعين من الاستحقاق الانتخابي.. التوتر ينتقل الى الشارع

تحتدم المعركة الانتخابية على باب أقل من أسبوعين من بلوغ وقت الاستحقاق المنتظر، وكان لافتا انسحاب التوتر الذي يسيطر على خطابات بعض الاقطاب من الشعارات والكلام في المهرجانات الى الارض، حيث وقعت عدة خلافات واشكالات على خلفيات انتخابية، في مؤشر خطير على ما وصلت اليه لغة التجييش والاحتقان.

 

"الأخبار": معركة «العهد ـــ 2»
رأت صحيفة "الأأخبار" أن سعد الحريري وجبران باسيل لا يجدان مشكلة في سؤالهما عن الطبيعة العجائبية للوائح تياريهما في الانتخابات. قرر الرجلان أن طبيعة قانون الانتخاب تحتّم البحث عن حاملي لوائح، لا عن محمولين باللوائح. وعندما قرّرا التصرف بواقعية، اكتشفا أن الأمر يحتاج إلى تجاوز الشعارات الانتخابية والبرامج السياسية، ما يتيح لكل منهما التحالف مع مرشحين من هبّ ودبّ، كما يقال. هكذا، لا يهمّ إن كان طلال المرعبي خصماً تاريخياً للحريري في عكار، ولا إن صار سركيس سركيس أقرب إلى عقل التيار وقلبه من نبيل نقولا. وبالتالي، سيكون من الصعب السؤال عما إذا كان زياد عبس قادراً على منافسة نقولا شماس في تمثيل التيار الوطني الحر في الأشرفية، كما سيكون من الكيدية سؤال الحريري عن اكتشافه العجائبي بأن طلال ارسلان أقرب إليه من وليد جنبلاط!

لا يكمن الأمر في مجرّد التراجع عن شعارات ومواقف، وإنما في أن الرجلين لا يقفان عند حد في سعيهما إلى شد عصب قواعدهما التقليدية. هكذا تصبح مهاجمة المسلمين شرطاً للدفاع عن حقوق المسيحيين، ويصبح اعتبار صلاح سلام عضواً فاعلاً في المنظومة الأمنية السورية ـــ الإيرانية جزءاً من الهجوم على حزب الله وسوريا. والمؤسف أن الجمهور الذي يُفترض أنه «ملدوغ» من هذين الخطابين ينجرّ وراءهما في بعض الأمكنة على ما يبدو، وإن كان علينا انتظار صناديق الاقتراع لمعرفة مدى تأثيرهما.

تحسباً لأي خسائر مباشرة في الجسم اللصيق بهما، قرّر الحريري وباسيل تعديل طبيعة ووجهة كتلتيهما النيابيتين. فلن تبقى كتلة «المستقبل» خاصة بالتيار الذي تحمل اسمه، وإنما كتلة الزعامة الحريرية التي لا تمثل السنة فقط. والأمر نفسه ينطبق على كتلة الإصلاح والتغيير التي ستتحول إلى كتلة العهد المدافعة عن الرئيس القوي في بعبدا. وعندها، لا يمكن أحداً محاسبة الرجلين على الانقلاب الذي يخوضانه متكافلين ومتضامين.


"البناء": الخلاف الانتخابي إلى الشارع؟

وفي وقتٍ يحمل الأسبوع الطالع استحقاقين، الأول داخلي يتمثل بعملية اقتراع المغتربين في الخارج اليوم وغداً، والثاني انعقاد مؤتمر «بروكسيل 2» لدعم دول النزوح الأربعاء المقبل، سجلت الفرصة الأسبوعية أحداثاً أمنية متنقلة على وقع ارتفاع سقف الخطابات واستعمال مختلف أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة واستعار السجالات الانتخابية والسياسية بين القوى والمرشحين في اللوائح المتنافسة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية.

وبعد الأحداث التي شهدتها العاصمة بيروت خلال الأسبوعين الماضيين شهدت طرابلس والجنوب والشويفات أمس، توترات أمنية مماثلة، ما يؤشر الى أن الخلاف الانتخابي انتقل من الخطابات الى الشارع وسط تحذيرات أمنية بأن تتسع دائرة هذه الاحداث الأمنية الى مناطق مختلفة ما قد يهدّد ضمان سلامة العملية الانتخابية في 6 أيار. وقد عزت مصادر مراقبة هذا الاحتقان في الشارع الى لجوء بعض الأطراف وعلى رأسهم تيار المستقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق الى الخطاب المذهبي والطائفي لاستنهاض القواعد الحزبية والشعبية ما يُعدّ مخالفة صريحة وواضحة للقانون.

غير أن مرجعاً وزارياً وأمنياً سابقاً، وضع هذه الاشكالات الأمنية في إطار التنافس الانتخابي الطبيعي انعكاساً للخطاب الحاد والعالي السقف بين المرشحين قبل أقلّ من أسبوعين لبدء الانتخابات، يلجأ اليه المرشحون لتحشيد أكبر للناخبين لزيادة نسبة الاقتراع لرفع الحاصل الانتخابي، لكن المصدر استبعَد أن تؤثر على مسار وسلامة عملية الاقتراع، مؤكداً لـ «البناء» بأن وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبمؤازرة الجيش اللبناني بإمكانها ضبط العملية الانتخابية والحفاظ على الأمن في مختلف المناطق اللبنانية، مشيراً الى أن «تاريخ الانتخابات في لبنان شهدت اشتباكات إعلامية وسياسية وأمنية».

وعن انتخابات المغتربين أشار المرجع المذكور الى أن «وزارتي الداخلية والخارجية اتخذتا الإجراءات الضرورية لتأمين نزاهة هذه العملية والحؤول دون تزوير أو التلاعب بصناديق الاقتراع، مستبعِداً حصول تزوير»، وأشار الى أن «هيئة الإشراف هيئة مستقلة، لكن ليس مئة في المئة»، لكنه أوضح أن هذه «التجربة الأولى لهذه الهيئة وللتعاون بينها وبين الداخلية، ودعا الى تعديل القانون لتصبح هيئة مستقلة بشكل تام ومنحها المزيد من الصلاحيات لضبط المخالفات الانتخابية والتصرف تجاهها وليس فقط عدّها وتسجيلها»، لافتاً الى أن «تقصير الدولة بتدعيم العنصر البشري في الهيئة والاعتمادات المطلوبة أثّر بشكل سلبي على أدائها».

وشدّد وزير الداخلية، في حديث تلفزيوني على أننا «قادرون على اتخاذ الإجراءات الأمنية الكافية لعدم تطور الإشكالات التي تحصل».


"اللواء": إشكالات واشتباكات انتخابية
بدورها قالت صحيفة "اللواء" ان «الويك اند» حفل بأحداث ساخنة ولم تهدأ بعد الحملات الانتخابية والرسائل السياسية المباشرة الساخنة، بين الفرقاء السياسيين، رغم الدخول عملياً في الاستحقاق الانتخابي يوم الجمعة المقبل باقتراع المغتربين في ست دول عربية، ويوم الأحد الذي سيليه في دول الانتشار الأخرى، في وقت وصلت فيه بعض الماكينات الانتخابية للاحزاب، إلى قناعة بأنها استنزفت كل ما لديها وقامت بما عليها، وهي الآن بصدد اجراء حسابات توزيع الصوت التفضيلي على مرشحي اللوائح، والباقي على الناخبين ليقرروا، وخاصة مع وجود نسبة عالية من الناخبين المترددين أو المستقلين أو اللامبالين تبلغ بين 15 و20 في المائة، وهم يرجح كفة الميزان لهذا المرشح أو ذاك إذا قرروا التصويت وفق قناعاتهم بعيداً عن المؤامرات والتأثيرات التي تستخدمها القوى السياسية.

على ان البارز وسط استمرار هذه الحملات والجولات الانتخابية، والتي شملت تقريباً كل لبنان من شماله إلى جنوبه، وجبله وبقاعه، ارتفاع منسوب الاحتكاكات والاشكالات الانتخابية، فضلاً عن تعرض المرشحين لاعتداءات، على غرار ما حصل للمرشح عن الدائرة الثالثة في الجنوب الزميل علي الأمين للضرب من قبل مجموعة من الشباب في بلدته شقرا في قضاء بنت جبيل، أثناء تعليقه صور له مع ثلاثة من معاونيه، نقل على اثرها إلى مستشفى تبنين الحكومي.

وإلى هذا الحادث، افيد عن اشكال مسلح حصل مساء أمس بين أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني (الوزير طلال ارسلان) امام السراي الارسلانية في الشويفات، تخلله إطلاق نار بسبب مواكب سيّارة ترافقها عادة استفزازات لكن الجيش تدخل وعادت الأمور إلى طبيعتها.

ومن الإشكالات الانتخابية أيضاً، ما حصل من توتر في بلدة بلانة الحيصة في عكار بين مناصرين لتيار «المستقبل» والوزير السابق اشرف ريفي، حيث اقدم عدد من الشبان في البلدة المذكورة على قطع الطريق العام الدولية بالاطارات المشتعلة احتجاجاً على زيارة مقررة لريفي إلى البلدة، في إطار جولة انتخابية له مع المرشحين على لائحة «لبنان السيادة» المدعومة منه، الأمر الذي تسبب بتوتر في البلدة تخللته مشادات كلامية وتراشق بالحجارة، وتسبب قطع الطريق بزحمة سير، وحضرت قوة من الجيش عملت على فتح الطريق وإعادة الهدوء.


ميقاتي لـ«الجمهورية»: يبدو أنّ تيار «المستقبل» قد فقد أعصابه

في هذا الوقت، قالت أوساط الرئيس نجيب ميقاتي لـ«الجمهورية»: «على مسافة اسبوعين من موعد اجراء الانتخابات يبدو أنّ تيار «المستقبل» قد فقد أعصابه. يتحدثون عن لوائح بشّار الاسد في الوقت الذي ينسجون تحالفات اقل ما يُقال فيها انها تحالفات غريبة عجيبة. لائحتنا ليست في موقع الدفاع عن النفس، وهم آخر من يحقّ لهم الحديث عن الهويات السياسية، ويفترض بهم ان يقدّموا هم جردة حساب عن أدائهم في السلطة عن الفترة الماضية، والفترة الراهنة خلال العملية الانتخابية».

واضافت هذه الاوساط: «لقد هال «المستقبل» التعاطف الكامل مع الرئيس ميقاتي في طرابلس فدأبَ على تسريب اخبار غير صحيحة، في محاولة مستمرة لتزوير الحقائق، وليس آخرها التسريب عن انّ زيارة الرئيس ميقاتي الى القلمون للتضامن مع نزار زكا لم تكن ناجحة وأنه انتقد أهاليها، وهذا الكلام غير صحيح وهو للدسّ والافتراء ليس الّا.

فالرئيس ميقاتي زار القلمون لدعم إطلاق نزار زكا من ايران والتصريح واضح في هذا الموضوع، وتسريبات «المستقبل» لا تقدّم ولا تؤخّر لأنها محاولات مكشوفة من السلطة، وأكبر دليل الى خوفها من نتائج الاقتراع وما يفعله «المستقبل» لن يغيّر في قناعات داعمي «لائحة العزم».

2018-04-23