ارشيف من :تحقيقات
’جهاد البناء’: دعامة للانتصار والتحرير بالتنمية والعطاء
منذ العام 1988 بزغ نور مؤسسة "جهاد البناء" الإنمائية، وهي منذ ذلك الحين أخذت على نفسها تحمل مسؤولية شاقة ومهمة، وهي تقديم العون والمساعدة الى أهلها والمحتاجين في مختلف جوانب الحياة، وفي مختلف الظروف، أيام الحرب وأيام السلم، في ظل غياب شبه تام للدولة ومؤسساتها.
رسمت مؤسسة "جهاد البناء" خطوطاً مستقيمة لمشوارها الطويل، وأدركت منذ البداية أن معركتها مع الحياة ليست سهلة، وأن عليها تحمل مصاعب كثيرة وكبيرة. فشقت المؤسسة طريقها ولم تعرف سوى التقدم والنجاح، وها هي اليوم تبلغ عامها الـ 30 من العطاء، وما زالت في درب الجهاد، من خلال تقديم المساعدات الإرشادية والعينية للمزارعين، فضلاً عن دورها في الترميم والبناء ودفع التعويضات للمتضررين، إضافة الى إقامة دورات تأهيل للمزارعين وللأسرى المحررين، ومد شبكات المياه والصرف الصحي في المناطق.
تحملت مؤسسة "جهاد البناء" منذ إنشائها عام 1988، مسؤوليات جساما في ظل غياب الدولة الإنمائي والخدماتي، كمسؤولية أعمال البلديات والوزارات الخدماتية، من تأمين مياه الشفة وتمديد وتركيب شبكات الري ومحطات الكهرباء وصيانة المجاري والصرف الصحي ومياه الأمطار، وتأمين الكهرباء والمياه للمناطق النائية وجمع النفايات ومعالجة مشاكل البيئة.
* ترميم آثار العدوان:
لعبت مؤسسة "جهاد البناء" دوراً كبيراً بعد عدوان تموز 2006. ففي الوقت الذي كان فيه المجاهدون على جبهات القتال، كان هناك مجاهدون من نوع آخر يعدون "خطة تدخل ما بعد الحرب". وبمجرد أن انتهت الحرب وتحقق الانتصار الميداني صممت المؤسسة على الوفاء لأهلها الذين صمدوا وبقوا الى جانب المقاومة طيلة فترة العدوان، فكان الانتصار الجديد عبر الجهود الجبارة التي بذلتها المؤسسة في إعادة الحياة للمناطق التي دمرتها صواريخ العدو الصهيوني، إذ ان لا أحد يمكنه أن يمحو من ذاكرته الجهود التي بذلتها المؤسسة بعد الحرب متجاوزة بأشواط اهتمام الدولة. وهي أخذت على عاتقها فتح الطرق وإزالة الأنقاض وشق طرق ترابية بديلة للجسور المهدمة في الجنوب، وفتح باب التطوع أمام أكثر من ثلاثة آلاف متطوع من مختلف الطوائف والأحزاب اللبنانية، وحتى من الدول العربية.
كل تلك الخطوات كانت تمهيداً لتمكين الأهالي من العودة اللائقة الى بيوتهم، فبعد شهر واحد من الحرب كانت جهاد البناء قد دفعت تعويضات إيواء لأكثر من (17500) مستفيد تهدمت بيوتهم، وتعويضات ترميم لأكثر من (120.000) وحدة سكنية متضررة في كل المناطق اللبنانية. وبذلك تكون مؤسسة جهاد البناء قد أضافت نصرا جديدا الى نصر المقاومة العسكري، وهزمت المراهنين من الأميركيين وأدواتهم في الداخل، الذين كانوا يأملون بردود فعل سلبية من قبل الأهالي ضد المقاومة. لكن سرعة العمل والاهتمام السريع من قبل المؤسسة بالأهالي كان كفيلاً برد الصاع صاعين على المراهنين، بل ان ذلك أدى الى زيادة احتضان الأهالي للمقاومة.
وبرغم انشغال المؤسسة بالعطاء، فإنها لم تغفل حجم النشاط الذي تسعى المؤسسة لتطبيقه، وهو محاولة تبنّي خمسين مشروعاً إنمائيا للقرى والبلدات خلال السنوات المقبلة، ومنها مشروع مكافحة ظاهرة التصحّر التي تعاني منها أراضٍ اللبنانية. ويؤكد القيمون على المؤسسة أنهم بصدد زراعة خمسة ملايين شجرة خلال خمس سنوات، وقد وُزعت اكثر من 7 مليون شجرة غرست حتى الآن، ويجري الترويج للزراعة العضوية وإنشاء المشاتل لإنتاج الغراس وإصدار المنشورات الإرشادية، إضافة الى سعيها لإقامة مشروع أسواق موسمية بهدف اختزال الحلقات بين المزارع والمستهلك.
* التطوير والتقدم الزراعي
تعد مؤسسة "جهاد البناء" واحدة من مؤسسات حزب الله التي وقفت الى جانب الرعاة والمزارعين وأصحاب المصالح الصغيرة، تمد يد العون لهم وتسعى بكل جهد الى تحسين المستوى الاقتصادي وتثبيتهم في أرضهم التي عمل العدو لفترة طويلة لابعادهم عنها بكافة الوسائل لكن اصرار الفلاح الجنوبي ومساندة مؤسسة "جهاد البناء" له مكنته من زراعة أرضه على طول الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة كما أعانة أبناء الجنوب على ايجاد فرص عمل لهم.
ودعمت المؤسسة المزارع في شتى الميادين التنموية، وللإهتمام في عملية التطوير والتقدم الزراعي، أنشأت المؤسسة ثلاثة مراكز للتنمية والإرشاد الزراعي، لتكون منطلقاً لتقديم الخدمات التنموية والإرشادية على أنواعها:
1. مركز الشهيد السيد عباس الموسوي (قده)، للتنمية والإرشاد الزراعي- دورس، تم تأسيسه عام 1999 قرب مدينة بعلبك بتوجيه مباشر من الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله) والذي دمّره العدو الصهيوني في تموز عام 2006.
2. مركز الجواد(ع) للتنمية والإرشاد الزراعي - الهرمل، وتم تأسيسه عام 1999 أيضاً.
3. مركز أبي ذر الغفاري (رض) للتنمية والإرشاد الزراعي -دردغيا-الجنوب، وتم تأسيسه عام 2004.
وعبر هذه المراكز، ركزت المؤسسة عملها على الجولات الزراعية والمعاينات البيطرية، وقامت بتنفيذ الأنشطة المتعدِّدة من الندوات والدورات التي يستفيد منها آلاف المزارعين ومربي الماشية، وتقوم المؤسسة بتوزيع المساعدات العينيّة على المزارعين وتحصين الماشية ضدَّ الأمراض السارية.
* التنمية البِشرية
بما أن المؤسسة أطلق عليها اسم "جهاد البناء"، فهذا يعني أن دورها ليس محدوداً ولا يتوقف عند مشروع معين، بل إن لنشاطها امتدادات. من الأمور التي حرصت المؤسسة على الاهتمام بها التنمية البشرية، وبحسب المعنيين فإن المؤسسة حرصت أكثر وأكثر على أن تولي اهتماماً أيضاَ بالتنمية البِشرية التي عززتها من خلال برامج دعم المزارعين عبر مراكز الإرشاد الزراعية وتطوير مهارات المزارعين بهدف تمكين المزارع من تخفيض كلفة الإنتاج ودعمه من خلال التعاونيات، وإقامة بعض المشاريع الممولة من الجهات المانحة
المحلية والدولية. ويضاف الى ذلك مساعدة المزارعين على تسويق منتجاتهم، وخير دليل معرض "أرضي" الذي أقامته الجمعية عام 2007 وقصده (154.000) زائراً، واستفاد من ذلك المعرض الكثير من المزارعين وأصحاب المهن الحرة.
المؤسسة طورت برامجها من خلال اهتمامها بزراعة الفطر الصدفي وتربية النحل والسمك وبرامج تنمية المهارات لبعض الفئات، مثل مشروع تدريب الأسرى المحررين وتأهيلهم، ودعم صغار المنتجين والحرفيين. ويؤكد القيمون على المؤسسة أنهم حرصوا على خلق فرص عمل للمواطنين في القرى من خلال إقامة دورات التأهيل المهني في اختصاصات عدة تحتاجها سوق العمل، مثل دورات الصناعات الغذائية والحرفية والحياكة للنساء، ودورات معلم أدوات صحية ومعلم كهرباء ونجارة..
* مشروع مياه العباس(ع) لمياه الشَفة
نظراً لعدم توافر مياه الشفة في الضاحية الجنوبية، أطلقت المؤسسة مشروع العباس(ع) لمياه الشفة بمبادرة كريمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليكون بلسماً عذباً يرفع عن كاهل الناس جزءاً من معاناتهم المعيشية وعطشهم، فمنذ العام 1988 وحتى عامنا هذا تقوم المؤسسة بتعبئة 135 خزاناً (سعة 20 برميل) يومياً في كافة مناطق الضاحية، يتم استجلابها من مصدر المياه الأساسي في برج أبي حيدر كما تقوم 6 صهاريج بنقل المياه من مصدريها وتوزيعها على الخزانات ليلاً، ولا تقف مهمة المؤسسة عند توزيع المياه بشكل مجاني، بل تعمل على متابعة أعمال الصيانة والتعقيم الدوري للخزانات والمياه.
* التدريب والتأهيل المهني والحرفي - حاضنة الأعمال
لم تغفل المؤسسة عن التنمية في كافة مناحي الحياة حيث انها بعد ضيق المعيشة وإنتشار البطالة، عملت على ملف التدريب والتأهيل المهني والحرفي المعجل "حاضنة الأعمال"، حيث تقوم بدراسة إحتياجات المجتمع وتدريب وتأهيل الناس لتساعدهم على تطوير مهاراتهم في مهنتهم القائمة أواكتساب مهارات تساعدهم لتأمين فرصة عمل في مهنة جديدة. وقد باشرت المؤسسة هذا العمل منذ 8 سنوات بالتعاون مع البلديات والجمعيات الأهلية والمهتمين لتلامس عدد الـ 13952 متدرب ومتدربة مطلع العام 2015.
الإختصاصات المعتمدة في الدورات الفنية:
1- للذكور: تدفئة وتبريد، تمديدات كهربائية، كهرباء صناعية، تمديدات صحية، صيانة كمبيوتر، وصيانة خليوي.
2- للإناث: خياطة، تصنيع مونة، حلويات ومعجنات وشوكولا، أرابيسك عامة، وأشغال يدوية متنوعة.
كما يتم إعتماد بعض الإختصاصات الأخرى وفقاً لحاجة السوق، مثل: إدارة السرفر، مبادئ كمبيوتر، حلاقة رجالية، خيزران ..
ويتم تنفيذ عدة مستويات للتدريب ضمن نفس الإختصاص، كما يتم التدريب على عناوين مساعدة في مجالات التسويق، إدارة المشاريع، تأمين القروض، ويتراوح عدد ساعات الدورات بين 30 و80 ساعة، كما يتركز التدريب على الجانب العملي لتحقيق الإستفادة السريعة. وبالطبع فان جميع الدورات مجانية.