ارشيف من :نقاط على الحروف

’عازمينك على فنجان قهوة’

’عازمينك على فنجان قهوة’

في مسرحية "جبال الصوان" للأخوين رحباني، ومع دخول "فاتك المتسلط" بعد استشهاد كل المدافعين عن الضيعة، يتنشر عسسه فيها، من بينهم تبرز شخصية "شهوان"، الثعلب المكار الذي يراود الأهالي عن أنفسهم، ويحاول الحصول على المعلومات ليقدمه لسيده "الجديد"، طمعاً في بعض ليرات الذهب.

طبعاً "شهوان" ملك التضليل والشائعات يعمل على بثها لتثبيط عزائم الأهالي، كي لا يفكروا بمقاومة المحتل، وصولاً إلى خبرية هروب "الأمل" القادم إليهم و"الوعد" بالنصر.

يعقد المخلصون العزم على التخلص منه، ويدور حوار بينه وبينهم، يسألونه ما الذي يفعله في قصر "المتسلط" فيقول: "بجمعلوا أخبار وهو دينتو سماعية".. فيقررون التخلص منه.

وفي ليلة مظلمة يطوقون "شهوان" ويعتقلونه فيسألهم: "لوين"، ليكون الجواب: "عازمينك على فنجان قهوة".

هذه الحكاية حضرت من الذاكرة مع انتشار دعوة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري للصحافيين لـمبادرة "فنجان قهوة".

المضحك أن الرجل لم يستر الهدف من الدعوة، فهي ستشكل منصة إعلامية لتواصل الصحافيين بنخبة من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في لبنان!!

الوظيفة والتوقيت تماماً في زمن الانتخابات، يشي بالكثير، فكم "شهوان" يا ترى، سيحضر "فنجان قهوة" السفير.. سؤال سنشهد إجابته في قابل الأيام..

لكن ننصح سعادته بسماع المسرحية او مشاهدتها، ليعرف النتيجة التي ستؤول إليها جهوده، فـ"جبال الصوان" اليوم، منيعة، وحصينة.. وتعرف من يكن لها المودة ومن يضمر لها العداء.

وهي تقرأ وتفهم وتعلم أن "الأمل" قادم، وأن "الوعد" بالنصر في كل مرة جاء كما يهوون لا كما يهوى غيرهم..

"وكل مسرحية وأنتو بخير"

2018-04-24