ارشيف من :أخبار لبنانية
دائرة الشمال الثانية: هل تخلع الضنية رداءها الأزرق؟
عشرة أيام تفصل اللبنانيين عن المعركة الإنتخابية التي ستجري في 6 أيار/ مايو المقبل، وبالرغم من أن معظم الدوائر ستشهد معارك طاحنة، إلا أن الأنظار ستبقى مشدودة إلى دائرة الشمال الثانية والتي تضم (طرابلس ـ المنية ـ الضنية) نظراً للحماوة البالغة التي تطغى على المشهد الإنتخابي هناك.
في السابق كان "تيار المستقبل" الحاكم بأمره، والمسيطر على القرار الشمالي، لأكثر من ثلاثة عشر عاماً وهو لطالما كان يعتبر المعركة في هذه المناطق، معركة تحصيل حاصل، ولكن مع إقرار القانون الإنتخابي الجديد والذي يراعي مبدأ النسبية، بدأ التيار الأزرق يستشعر بقوة خصومه، ويدرك أن كل فريق سيأخذ حسب حجمه، لذلك هو يسعى بكل الوسائل، المسموحة وغير المسموحة، وحتى المحرمة منها، حتى يخرج باقل الخسائر الممكنة من هذه الإنتخابات.
الضنية مثالاً...
على مرِّ السنوات العشر الماضية، بقي تيار "المستقبل" المسيطر الدائم على المقعدين المخصصين لمنطقة الضنية، حيث شغل المقعدين كل من النائب أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز، وبالرغم من الوجود القوي للنائب السابق جهاد الصمد، الا أنه لم ينجح في مواجهة "المستقبل" حين ما كان القانون الأكثري يعطي الغلبة للأزرق.
اليوم تغيرت الأمور، وباتت معالم المعركة واضحة في الضنية، كما بات لـ"المستقبل" أكثر من منافس جدي، سيسعى لتحييد العباءة الزرقاء عن سماء الضنية.
كيف ستتمحور المعركة في الضنية؟
يشكل القانون الإنتخابي الجديد، فرصة سانحة للعديد من القوى السياسية لتثبيت حضورها الشعبي، حيث يعتبر مبدأ النسبية منصف لكل القوى، وهو سيحدد الأحجام السياسية لكل منهم. أبرز هؤلاء هو النائب السابق جهاد الصمد، والذي استطاع في انتخابات 2005 و2009، أن يحصد ما يزيد عن 35% من إجمالي أصوات المقترعين، وهو ما يضع "المستقبل" في مواجهة صعبة مع الصمد، بالاضافة الى المرشحين الـ15 الباقين، والموزعين على 8 لوائح.
لا شك أن معركة "المستقبل" في الضنية ستكون شاقة جداً، يتوقع أن ينقسم المشهد الى معركتين، الأولى بين مرشح المستقبل سامي فتفت والمرشح جهاد الصمد (مرشح لائحة الكرامة الوطنية المدعومة من الوزير السابق فيصل كرامي)، والثانية بين قاسم عبد العزيز ومرشح العزم محمد الفاضل (المدعومة من الرئيس ميقاتي) اللاعب القديم الجديد، الذي دخل على خط المواجهة، وبات يشكل تهديداً واضحاً لزعامة المستقبل في الشمال، وهو يخوض معركة اثبات وجود مع حليفه الفاضل.
بحسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية لعام 2018، فإن عدد الناخبين في منطقة الضنية 71 يبلغ ألف، ومن المتوقع أن تتخطى نسبة المقترعين 51%، أي ما يقدر بـ40 ألف مقترع، وهو ما يطرح التساؤل التالي: " كيف ستكون النتائج إذا تم اسقاط نتائج انتخابات 2009 على معركة 2018؟ وإذا ما نجح جهاد الصمد في الحفاظ على نسبة 35% التي حصدها في الدورات السابقة؟ مما سيجعله اول الفائزين بمقعدي الضنية وبالتالي سيحرم المستقبل من الإستئثار بالمقعدين.
أمام هذه الصورة الإنتخابية المتبدلة، لا شك أن معركة الضنية ستحمل أكثر من مفاجأة، كما انها ستخالف العديد من التوقعات. لكن وحتى إقفال صناديق الإقتراع مساء 6 أيار، ستتبدل الكثير من المعطيات، فيما الثابت هو ان تيار المستقبل لن يتمكن من الحفاظ على مقعدي الضنية، وهو يدرك ذلك، وفي معلومات حصل عليها موقع "العهد" اشارت "الى ضغوط يمارسها المستقبل نفسه على مرشحه قاسم عبد العزيز لإجباره على تجيير أصواته التفضيلية لصالح المرشح سامي فتفت، لضمان نجاحه بأحد المقاعد".
لكن لا شيء محسوم حتى الساعة، والاكيد أن النائب قاسم عبد العزيز لن يستسلم لرغبات المستقبل، وهو سيسعى للعودة الى البرلمان، فهل يساهم عبد العزيز في تحقيق آماله؟ ام أن الإنقسام بين مرشحي المستقبل، سيؤدي الى "مفاجأة مدوية" لن تكون بعيدة عن خسارة المستقبل للمقعدين، وبالتالي نجاح مرشح العزم محمد الفاضل من حصد المقعد الثاني.