ارشيف من :آراء وتحليلات
تصفيات بالجملة لكوادر الإرهابيين في الشمال السوري.. هل بدأ العد العكسي؟
تعرض السعودي عبدالله المحيسني لمحاولة اغتيال على طريق فرعية في محافظة إدلب بينما كان يقود سيارة رباعية الدفع ولم يصب بأذى، في وقت وقعت فيه عشرات عمليات الإغتيال في كافة مناطق سيطرة المسلحين في الشمال السوري طالت مسؤولين عسكريين ونشطاء من "هيئة تحرير الشام - النصرة" و"حركة أحرار الشام" ومجاميع "الجيش الحر" على اختلاف تسمياتها. وفي وقت تداعت فيه أصوات الى ملاحقة ما يسمى بـ"الخلايا النائمة"، تشير مصادر ميدانية في الشمال السوري لموقع "العهد" الإخباري أن "الاغتيالات تتم بين الفصائل تحضيراً لمعركة إدلب الكبرى التي يتوقع أن تنطلق مع بداية الصيف القادم بعد اجتماع استانة بين الدول الثلاث الضامنة المتوقع عقده منتصف أيار المقبل"".
المصادر الميدانية تؤكد أن ""هيئة تحرير الشام - النصرة" سلمت عدداً من الحواجز التابعة لها في مدينة إدلب إلى فصيل "فيلق الشام" المقرب منها والذي يحظى بعلاقات جيدة مع تركيا ما يشير إلى تحضيرات لتسوية تختفي فيها قيادات "النصرة" ويحل مكانها تنظيم "فيلق الشام" الذي سوف يستلم السيطرة على إدلب ما يجنب الجيش التركي و"النصرة" صداماً عسكرياً في محافظة إدلب. وبالتالي تحصد تركيا هدفين بضربة واحدة، الأول يمكنها من السيطرة على إدلب والثاني الحفاظ على قوات "النصرة" وكوادرها في المحافظة تحت مسمى "فيلق الشام"، واختفاء الجولاني ومساعديه المقربين في الجبال بين تركيا وسوريا.
تلفت المصادر الميدانية الى أن الخطة التركية هذه تحظى بموافقة جزء من قيادات "النصرة" خصوصاً السوريين منهم بينما ترفضها القيادات الأجنبية وفصيل "جند الأقصى" الذي عاد مؤخراً إلى الواجهة في المعارك بين "جيش تحرير سوريا" المؤلف من تحالف "أحرار الشام" "الزنكي" من ناحية و"النصرة" من ناحية أخرى، ما يضع الخطة التركية في إدلب في موضع صعب من ناحية التطبيق الفعلي.
الشمال السوري شهد عشرات عمليات الاغتيال خلال الأيام الثلاثة الماضية كان أبرزها محاولة اغتيال السعودي عبدالله المحيسني الذي خرج عبر شريط فيديو تحدث فيه عن محاولة إغتياله ونجاته منها وقال إنه كان صباحا في إجتماع من أجل "المعتقلين" بين الطرفين المتصارعين في الشمال السوري ("النصرة" و"جيش تحرير سوريا" وإنه بعد خروجه من الاجتماع بقليل انفجر لغم أرضي بالسيارة التي كان يستقلها، في وقت صدرت فيه تعليمات من جميع الفصائل المسلحة تحذر من وضع اللثام على الوجه.
سيارة المحيسني
وينشر موقع "العهد" الإخباري حصرياً وثيقة صادرة عن مجلس شورى مدينة خان شيخون يمنع فيه ارتداء اللثام بشكل كامل في المدينة نظراً للظرف الأمنية المتردية وموجة الإغتيالات التي تشهدها مناطق الشمال السوري، كما أعلنت غرفة عمليات إدلب التابعة لجبهة "النصرة" في بيان لها عن حظر التجوال في مدينة إدلب لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم السبت 28 نيسان الحالي.
المصادر الميدانية قالت أن المجالس المحلية في المدن والبلدات أبلغت أشخاصاً أنهم على قائمة الاغتيالات وطلبت منهم عدم التنقل حاليا، ومن هؤلاء شرعيون وقيادات في المجالس المحلية، وقيادات عسكرية من مختلف الفصائل. وبحسب المصادر، هناك من يقول إن دخول 130 الف نازح من غوطة دمشق الى الشمال السوري هو السبب في موجة الإغتيالات هذه ويفسر هذا الأمر أن الأجهزة الأمنية السورية أرسلت ضمن الذين أتوا الى الشمال السوري من الغوطة خلايا نائمة تابعة لها تقوم بعمليات الإغتيال هذه، بينما يوجه البعض الآخر التهم إلى تركيا التي تعمل على إزاحة المعارضين لتدخلها القادم في إدلب بينما تقوم "النصرة" بتصفية قيادات في فصيل حركة "أحرار الشام" تنسق مع الجيش التركي في التحضير لدخوله إلى إدلب. ومن أهم قتلى عمليات الاغتيال خلال اليومين الماضيين:
- اغتيال نائب "جيش العزة" خالد المعراتي بعد خروجه من صلاة الجمعة في خان شيخون
- اغتيال القيادي في "النصرة" المدعو أبو الورد كفربطيخ مع مرافقيه بعد إطلاق النار على سيارته في مدينة معرة النعمان
- اغتيال أبو سليم بنّش أحد كوادر "جيش الأحرار "على أطراف مدينة بنش.
- اغتيال ثلاث مقاتلين من مسلحي الزبداني على طريق ادلب معرة مصرين.
- إغتيال ثلاثة من التركستان بين ملس وأرمناز
- اغتيال الصيدلي "طراد الديري" في قرية جوباس جنوب سراقب بريف ادلب الشرقي
- اغتيال "عبد الله مصطفى الحسن" مدير فرع اكسبريس للحوالات في سرمدا.
وقد بلغت عمليات الاغتيال نحو خمسين عملية منذ يوم الأربعاء 25 نيسان الحالي، حسب تنسيقيات ومراصد المسلحين.