ارشيف من :أخبار لبنانية
المغتربون اختاروا ممثليهم في البرلمان قبل أسبوع من يوم الانتخابات في لبنان
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بالاستحقاق الانتخابي في الدول الاجنبية، حيث أقبل اللبنانيون المغتربون على صناديق الاقتراع على امتداد المعمورة.
وقبيل أيام من الموعد مع الاستحقاق الرئيسي في السادس من أيار، ترتفع وتيرة الخطاب الانتخابي من قبل عدة أطراف سياسية في سعي لكسب المزيد من أصوات المواطنين.
"البناء": انتخابات الانتشار انتهت بسلام
انتهت المرحلة الثانية من انتخاب المنتشرين في الخارج، بسلام، حيث اقترع امس، المغتربون في اوروبا وافريقيا واستراليا واميركا اللاتينية واميركا الشمالية، بعدما كانت المرحلة الاولى قد بدأت يوم الجمعة في الدول العربية. وقد وصلت نسبة الاقتراع في 32 دولة إلى نحو 31.81 في المئة، فبلغت النسبة في أستراليا 58 في المئة، أوروبا 43.18 في المئة، أفريقيا 52.10 في المئة، أميركا اللاتينية 18 في المئة، وأميركا الشمالية 11.70 في المئة.
وتابعت وزارة الخارجية مجريات المرحلة الثانية لحظة بلحظة، وعبّر رئيس الجمهورية عن ارتياحه لمسار المرحلة الثانية من الانتخابات والإجراءات التي رافقتها لا سيما لجهة معالجة بعض المسائل التي برزت خلال عمليات الاقتراع.
وتبلغ رئيس الجمهورية وصول 31 من أصل 32 طرداً دبلوماسياً يحتوي على صناديق الاقتراع والمغلفات وبداخلها ظروف اقتراع المغتربين اللبنانيين المختومة بالشمع الاحمر، والذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت في الدول العربية، والتي ستوضع في خزنة مصرف لبنان الى حين انتهاء الانتخابات الاحد المقبل، علماً ان الصندوق المتبقي سيصل من جدة اليوم عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً.
وأشار وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أن العملية الانتخابية والتي لم تخلُ من الشوائب الصغيرة التي عولجت ليست فخراً لوزيري الخارجية والداخلية، بل هي فخر لكل اللبنانيين.
لادي ترصد مخالفات
وتحدثت بعثة الاتحاد الأوروبي على لسان المندوب خوسيه انطونيو دو غبريال عن اقتراع المنتشرين في الخارج، وقال «لا انتهاكات ولا مشكلات رصدها مراقبونا، كما ان الآليات محترمة، وبُذلت جهود كبيرة للتسهيل لاقتراع ذوي الاحتياجات الخاصة»، لافتاً الى ان «وزارة الخارجية اللبنانية تقوم بتحديث المعلومات كل الوقت، وتقييمنا إيجابي جداً».
في المقابل، رصدت الجمعية الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات «لادي» مخالفات خلال يوم الاقتراع ولغاية الساعة 5 بتوقيت بيروت في ليبيريا وبريطانيا واسبانيا وابيدجان وكندا واستراليا والغابون.
اقتراع المغتربين ناقص
وبينما أكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ «البناء» ان «اقتراع المغتربين يعد إنجازاً مهماً للعهد بشكل خاص، رغم كل الثغرات التي رافقت العملية، فهذه الثغرات من الطبيعي أن تحصل لا سيما انها التجربة الاولى للبنان، ومن الطبيعي ان تعمل وزارتا الداخلية والخارجية في مرحلة لاحقة على الأخذ بالملاحظات التي رافقت مرحلتي الاقتراع في الدول العربية واوروبا والاميركيتين وافريقيا واستراليا واستكمالها بشكل افضل في المستقبل»، كان لافتاً تأكيد حزب الله ان عملية انتخاب المغتربين كانت ناقصة، حيث أعلن عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «تأييد عملية اقتراع المغتربين، على رغم أن هذا الإنجاز كان ناقصاً، ولم تكتمل بسبب سياسة الترهيب السعودية التي حالت من دون مشاركة المندوبين والمؤيدين للحزب وحركة أمل في الانتخابات هناك». ولفت الى ان «هذه الانتخابات منتقصة قانونياً وديموقراطياً، ونحن سكتنا عن حقنا كي نسهل عملية الاقتراع وحرصاً على إجراء الانتخابات وعلى الوحدة الوطنية».
"الجمهورية": أسبوع التحضير لـ«الأحد الكبير».. وتوقُّع إرتــفاع منسوب التشنج
يبدأ اليوم الأسبوع الانتخابي الأخير استعداداً لـ«الأحد الكبير» في ختامه، حيث سيكون يوم الانتخابات في طول البلاد وعرضِها. ويُنتظر أن يخوض المرشحون بلوائحهم المختلفة جولاتهم وحملاتهم الانتخابية الأخيرة قبل أن يلتزموا وقفَ إطلاقِ الكلام تنفيذاً للقانون الانتخابي الذي يقضي بتوقّفِ الحملات الإعلامية والإعلانية والانتخابية قبل 48 ساعة من موعد فتحِ صناديق الاقتراع. ولاحَظ المراقبون ما يرافق الخطابَ السياسي المتشنّج من تعدّدِ المخالفات والارتكابات والخروجِ على كلّ القوانين التي ترعى العملية الانتخابية التي جُنّدت لها كلّ القدرات السلطوية والإمكانات المتوافرة لدى أهلِ الحكم خدمةً للوائح السلطة. وتخوّفوا من استغلال السلطة جلسةَ مجلس الوزراء الأسبوعية هذا الأسبوع لإمرار دفعةٍ جديدة من التعيينات الإدارية بغية استثمارها تعزيزاً للوائح أهلِ السلطة قبَيل فتحِ صناديق الاقتراع.
أقفِل أمس اليومُ الانتخابي الطويل في القارّات الأوروبية والأميركية والأفريقية والأسترالية، ليُفتحَ اليوم في لبنان أسبوعٌ انتخابيّ حارّ مع بدءِ العدّ العكسي لاستحقاق السادس من أيار في ظلّ استنفارٍ سياسي وشعبي غيرِ مسبوق.
وتوقّعت أوساط سياسية عبر «الجمهورية» ارتفاعاً ملحوظاً في سخونة الخطاب السياسي من اليوم وحتى 7 الاثنين المقبل، اليوم التالي للانتخابات، وذلك بغية استثماره انتخابياً وتعبئة الناخبين.
وأملت أن تبدأ في 7 أيار مرحلة جديدة بحيث ينتظم الجميع في حوار لتأليف حكومة وفاق وطني. إلّا انّ المصادر توقّعت حصول تعقيدات في الملف الحكومي من شأنها تأخير تأليف الحكومة في السرعة اللازمة، مشيرةً الى أنّ التأليف قد يستغرق أشهراً، في ضوء التصعيد السائد في الخطاب السياسي وتعريجِ بعض اصحابِه على رأيهم في الحكومة المقبلة وإعلانِ طرفٍ سياسي رفضَه أن يأخذ الطرف الآخر حقيبة معيّنة، واعلان الآخر أنه سيرفض أن يأخذ غيره حقيبة معينة. وبذلك يضع كثيرون من الآن العصيّ في دواليب الحوار المفترض لتأليف الحكومة».
في هذا الوقت، أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ارتياحَه لمسار الانتخابات في بلدان الانتشار، والإجراءات التي رافقتها، خصوصاً لجهة معالجة بعض المسائل التي بَرزت خلال عمليات الاقتراع، فيما اعتبَر وزير الداحلية نهاد المشنوق أنّ العملية الانتخابية التي لم تخلُ من الشوائب الصغيرة التي عولجَت، «ليست فخراً لوزيرَي الخارجية والداخلية، بل هي فخر لجميع اللبنانيين».
"الأخبار": الحريري في الشمال: تكرار للوعود نفسها... منذ 2005
رأت "الأخبار" أن التعب والإرهاق بدا على رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في اليوم الأخير من جولته الشمالية التي امتدت لثلاثة أيام، زار فيها مدن وبلدات دائرتي الشمال الأولى (عكار) والثانية (طرابلس والمنية والضنية).
لا يختلف اثنان على أن سعد الحريري لا يزال يتقدم الآخرين «في شارعه». لكن من استمع إلى خطاباته الشمالية، في طرابلس، والقلمون، والضنية والمنية، وعكار، يدرك أن الرجل مأزوم. لا يملك سوى الكثير من العواطف والوجدانيات، وتكرار الوعود التي دأب على إطلاقها منذ عام 2005، مضيفاً إليها سلسلة جديدة من الوعود: وعود بزيارات جديدة للمنطقة؛ وعود بتشييد منازل له في عكار للإقامة فيها؛ وعود بالإنماء الذي يتّكل على المؤتمرات الدولية، وتحديداً «باريس 4»، لتحقيقه.
الميقاتيون يعدون بالردّ على زيارة الحريري في مهرجان في طرابلس غداً (دالاتي ونهرا)
الجولة غير المسبوقة لرئيس حكومة لبنان، كان لا بد منها لمواجهة شحّ المال والخدمات. لم يجد سبيلاً لذلك سوى نزوله شخصياً الى الشارع لشدّ العصب، وحثّ الناخبين على المشاركة بكثافة في السادس من أيار. جولة انتظرها الخصوم لمعرفة حجم الحريري قبل الأصدقاء والمرشحين. ويمكن القول إن منسّقي التيار والمحسوبين عليه من رؤساء بلديات ومخاتير وضعوا كل قواهم لتأمين الحشد المطلوب.
الماكينات الانتخابية للوائح المنافسة كانت تراقب ما يجري. ولعل أول من تحرك هو ماكينة الرئيس نجيب ميقاتي التي راحت تدقق في الحضور في كل محطة، وخاصة في الميناء ومنطقة باب الرمل الطرابلسية. ماذا يجري؟ كيف يمكن لمن يعلق صور ميقاتي أن ينثر الأرز والورود على الحريري؟ توعّد الميقاتيون بالردّ فور انتهاء «الزيارة الرئاسية»، فأعلنوا عن مهرجان حاشد في طرابلس يوم غد الثلاثاء.
الزيارة التي وصفت بالجيدة، لم تحمل أي مفاجآت على صعيد الخطاب السياسي. لا تصعيد، لكن تذكير بمسيرة الرئيس رفيق الحريري، والتصويب على ميقاتي المنافس الأول في الدائرة الثانية. وفي عكار خاطب الحريري «وجدان العكاريين الأوفياء»، عبر تكراره، مرة جديدة، الوعود نفسها التي قطعها منذ عام 2005، وأوّلها أنه سيعمل على رفع الحرمان عنهم.
أثار الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن امتناع الحريري عن مصافحة منسّق التيار في الضنية نظيم الحايك بلبلة كبيرة، قبل أن يتضح أن الحريري ممتعض من أداء الأخير جراء المهرجان الناجح الذي أقيم لميقاتي قبل أيام في بلدة قرصيتا مسقط رأس الحايك.
الحريري لن يتساهل مع من يترك الساحة للآخرين، وتحديداً لميقاتي. في الضنية والمنية، كان سعيداً بمشهد المئات من المناصرين، فأعاد التذكير بأن «المنية مدينة الشهيد رفيق الحريري ستبقى وفية ولن تتبدل، والمنية لا يمكنها أن تطعن في الظهر»، في تلميح الى خروج النائب كاظم الخير من التيار الأزرق وتحالفه مع الرئيس ميقاتي، مؤكداً: «كنت أتمنى أن يجتمع الجميع تحت سقف المصلحة العامة، ونحن لا نقفل بيوتاً سياسية بل نفتح بيوتاً».