ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: أميركا في مستنقع أفغانستان.. ومشروع قانون جديد مقدم الى الكونغرس
كتب عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي السيناتور "تيم كين" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، وقد أشار فيها الى أن الكونغرس ومنذ أحداث الحادي عشر من أيلول قد تخلى عن مسؤولياته لجهة التصويت على الحروب وأعطى الرؤساء الأميركيين حرية مطلقة لشن الحروب.
وقال الكاتب إن "الرئيس الاميركي دونالد ترامب يعتقد أن بامكانه شن ضربات صاروخية في سوريا وتوسيع الحرب العالمية على "الارهاب" من دون محاولة الحصول على موافقة الكونغرس"، محذراً من أن توجيه ضربات ضد سوريا من دون موافقة الكونغرس قد يدفع ادارة ترامب الى القيام بالمثل ضد إيران أو كوريا الشمالية.
وشدد الكاتب على أنه حان الوقت ليتحرك الكونغرس وعلى ضرورة استعادة ما أسماه "السلطة غير المحدودة التي يعتقد الرئيس أنه يحظى بها".
وتابع أنه يجب التعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل تحديد معنى العمل العسكري الذي يمكن أن يتخذه الرئيس، مضيفاً "يجب ايضاح مسألة وهي أن العمل العسكري ضد دولة سيادية يتطلب موافقة من الكونغرس، الا في حال كان المراد الدفاع عن الولايات المتحدة ضد هجوم وشيك".
وتطرق الكاتب الى مشروع قانون جديد تقدم به هو وعضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري "بوب كوركر" والذي يرمي الى تحقيق هذه الغايات المذكورة.
وأضاف إنه وفي حال تمرير مشروع القانون هذا، فانه سينهي التفويض "المفتوح الأمد" الذي أُعطي للرئيس بعد هجمات الحادي عشر من أيلول.
وأضح أنه وبحسب مشروع القانون الجديد فإن الكونغرس سيصوت على الموافقة على عمل عسكري مستمر لأربعة أعوام ضد "القاعدة" و"داعش" و"طالبان" وجماعات أخرى تقاتل مع هذه التنظيمات ضد الولايات المتحدة و"شركائها".
كذلك شدد الكاتب على أن مشروع القانون الجديد يوجه رسالة واضحة أن الرئيس لا يمكنه استخدام مشروع القانون الجديد "في حال تبنيه" من أجل شنّ الحرب على أي دولة، بما في ذلك إيران وكوريا الشمالية وسوريا.
*فشل سياسة "العسكرة" الأميركية المعتمدة منذ هجمات الحادي عشر من أيلول
في سياق متصل كتب "دانيال ديفيس" -وهو ضابط عسكري أميركي سابق تقاعد عام 2015- مقالة نشرت على موقع "ناشيونال إنترست" قال فيها إنه حان الوقت لمؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن أن تعترف أن العمليات العسكرية المستمرة في الخارج والاحتلال لا يخدم الأمن القومي الأميركي أو الازدهار الاقتصادي الأميركي.
وأشار الكاتب الى وجود كم هائل من الأدلة في دول مثل سوريا وأفغانستان واليمن تكشف أن العمليات العسكرية في الخارج تستنزف الموارد وتؤدي الى نزيف القوات الاميركية، وإضعاف القدرة الأميركية للرد على ما أسماه "معارك وجودية محتملة" في المستقبل.
وشدد على ضرورة إجراء التغييرات الطارئة لتغيير هذا المسار، مضيفاً إنه "بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، اعتبر الرؤساء والمسؤولون الكبار الأميركيون أن السبيل الوحيد للتعاطي مع المشاكل الدولية يتمثل باستخدام القوة العسكرية.
وأضاف إن "العديد من المسؤولين في البيت الابيض والبنتاغون يبحثون عن مهام أخرى للقوات الاميركية".
وأردف إن واشنطن تمانع بقوة إعادة أي قوات الى الوطن بغض النظر عما اذا كانت هناك حاجة لهذه القوات.
وعن الحرب على اليمن قال "دانيال ديفيس" إن اميركا تشارك بهذه الحرب على الرغم من أنها لا تشكل أي تهديد للأمن الأميركي، معتبراً أن الحرب على اليمن عبارة عن فشل ذريع "من كافة النواحي"، مشيراً الى مقتل ما يزيد عن عشرة آلاف شخص، وما يزيد عن عشرين مليون يعانون من نقص بالطعام.
وتابع أنه وعلى الرغم من كل ذلك، فان البنتاغون قد كثف ضغوطه ومساعيه من أجل ضمان "استمرار المهمة"، لافتاً الى أن عدداً من أعضاء الكونغرس قد تصدوا للمساعي الهادفة الى وقف التورط الأميركي بالحرب على اليمن والى أن هذه الحرب تستمر اليوم "من دون سبب" ومن دون حل.
ودعا الكاتب الى إلقاء نظرة معمقة على السياسة الخارجية الأميركية في فترة ما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول والاعتراف أن استخدام القوة العسكرية الأميركية في الخارج لم يجعل أميركا اكثر أمناً، واستخدام القوة العسكرية أدى الى هدر مليارات الدولارات ومقتل جنود أميركيين بلا داع.
أميركا في مستنقع أفغانستان
من جهتها مجموعة "صوفان" للاستشارات الأمنية والاستخباراتية تناولت بتقريرها اليومي الوضع في أفغانسان وأشارت الى أن حركة طالبان أعلنت "موسم قتالي جديد".
ولفتت المجموعة الى أن رفض طالبان إجراء محادثات سلام مع الحكومة الافغانية كان أمراً متوقعاً، وذلك لأن طالبان في موقع عسكري قوي، ولديها وجود كبير في مناطق مختلفة من البلاد بشكل غير مسبوق منذ عام 2001.
واشارت المجموعة الى أن طالبان أعلنت في الخامس والعشرين من نيسان/أبريل الجاري أن القوات الافغانية ستكون "هدفاً ثانوياً"، بينما الهدف الاساس سيكون القوات والعناصر الأميركية الموجودة بالبلاد.
وتابعت المجموعة أن "دورة الصراع" في أفغانستان تبدوا أبدية، وقوات المارينز الأميركية تحاول استعادة مناطق في محافظة هلمند كانوا قد حاولوا استعادتها عام 2009.
وقالت المجموعة إن المدنيين الافغان يقتلون بوتيرة عالية جداً، مشيراً ايضاً الى التفجير الانتحاري الذي هز العاصمة كابول يوم الأحد الماضي والذي أودى بحياة 57 شخص.
وأضافت مجموعة "صوفان" إن أفغانستان غير قادرة على تحقيق نصر عسكري وغير قادرة على الضغط على طالبان لإجبار الأخيرة على التفاوض مع الحكومة.
ورجحت أن الخطوة الاخيرة بزيادة عديد القوات الاميركية في أفغانستان ايضاً لن تجبر طالبان على التفاوض، وذلك على الرغم من أن ذلك هو الهدف وراء زيادة عديد القوات.
وختمت أنه ليس واضحاً كيف يمكن للولايات المتحدة أن تخرج من "مستنقعها الحالي" في أفغانستان.