ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

الصفحة الأجنبية: لا مصداقية للموساد وتقديراته

الصفحة الأجنبية: لا مصداقية للموساد وتقديراته

نشر موقع "لوبيلوغ" مقالة للمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي اي اي"، بول بيلار، تطرق فيها إلى الاستعراض الأخير الذي قام به رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو.

وقال الكاتب إن نتنياهو لم يحاول إطلاقا أن يتصرف بمنطق، وإن كل ما قدمه لم يكن جديدًا، مضيفًا إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما أكدت أن ايران تلتزم بتعهداتها استنادًا الى خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)، وبأن كافة انتهاكات الاتفاق جاءت من الجانب الأميركي.

ورأى الكاتب أن "من دوافع نتنياهو لهذا الاستعراض إبعاد الأنظار عن الآثار التدميرية لسياسات حكومته، وتحميل ايران مسؤولية سفك الدماء في المنطقة، مشيرًا إلى أن من بين هذه "السياسات التدميرية" استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين الفلسطينيين وأيضاً الضربات العسكرية على سوريا".

الكاتب أردف أن معارضة الحكومة الإسرائيلية لأيّ اتفاق مع إيران تساهم في منع أميركا من "الشرود" عن "تعلقها" بـ"إسرائيل"، وبأن هذا التعلق من حيث الممارسة يعني تبني مواقف الحكومات الإسرائيلية وسياساتها.

وهنا تطرق الكاتب الى زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى المنطقة، مشيرا الى ان تصريحات الأخير حول ايران وسوريا وغزة خلال هذه الجولة تمثل المواقف الصهيونية ذاتها، كما قال إن تصريحات بومبيو تبين كيف أن واشنطن تضع تعلقها بالكيان الصهيوني أولوية في مقابل السعي لتحقيق المصلحة الاميركية والاستقرار الاقليمي.

وفي الختام تحدث الكاتب عن مفارقة أن نتنياهو يتهم إيران بالكذب حول أنشطة تتعلق بملفها النووي، بينما "إسرائيل" نفسها تكذب بشأن أسلحتها النووية.

"الموساد" لديه سجل قديم بعدم المصداقية

من جهته كتب الضابط الاستخبارتي السابق بقوات المارينز الاميركية سكوت ريتتر مقالة نشرت بمجلة "ذا اميركان اوبزرفيتير" قال فيها إن "استعراض نتنياهو يبدو انه يهدف الى المساهمة بدفع ترامب الى قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران".

وأضاف الكاتب إن "هذا الاستعراض لم يكن تكرارا لأساليب الضغط الإسرائيلية ضد ادارة اوباما قبيل التوقيع على خطة العمل المشتركة عام 2015، عندما زار نتنياهو الولايات المتحدة وخاطب الكونغرس مباشرة في محاولة منه لتعطيل الاتفاق.. نتنياهو هذه المرة كان ينسق مع ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو".

وقال الكاتب إنه لا يمكن الاعتماد على المزاعم التي قالها نتنياهو في استعراضه من الناحية القانونية، مذكّرًا بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت ان ايران ملتزمة بالاتفاق.

الكاتب توقّف عند مصداقية أجهزة الاستخبارات "الصهيونية"، التي قال نتنياهو إنها مصدر معلوماته. وهنا تطرق الى تجربته الشخصية بين عامي 1994 و 1998 عندما كان يعمل مفتشا مع الامم المتحدة وعمل مع الاستخبارات الصهيونية على اعلى المستويات في ملفات تتعلق بالتزام العراق بتعهداته لجهة التخلص من اسلحة الدمار الشامل انسجاما مع قرارات الامم المتحدة.

وتابع الكاتب "بناء على هذه التجربة استنتج بان اجهزة الاستخبارات الصهيونية كما اجهزة الاستخبارات الاخرى هي "عرضة للخطأ" و الاخطاء "التحليلية" بسبب حسابات سياسية داخلية والاخفاقات".

واشار الكاتب الى الورقة التي اعدتها الاستخبارات الصهيونية للوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1997 حول اعادة بناء البنية التحتية للابحاث والانتاج بمجال الاسلحة النووية في العراق، وقال انه تبين بان هذه الورقة كانت خاطئة "مئة بالمئة". كذلك قال ان كيان العدو وفي عام 2002 قال ان العراق يمتلك عشرات الصواريخ البعيدة المدى وذلك في اطار المساعي الهادفة الى تعزيز المبررات الاميركية لاجتياح العراق، مضيفا بان ذلك انما يؤكد حقيقة ان الحكومة "الاسرائيلية" تقوم بتحريف المعلومات الاستخبارتية من اجل تحقيق غايات سياسية.

الكاتب قال ان تجربته الشخصية مع الاستخبارت الصهيونية تؤثر على تقييمه لاستعراض نتنياهو الاخير حول ايران، لافتًا الى انه كان بإمكان الحكومة الصهيونية مشاركة هذه المعلومات مع اي من الدول الموقعة على خطة العمل المشتركة او مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الكاتب عاد و شدد على ان نتنياهو كان يخاطب شخصًا واحدًا باستعراضه و هو ترامب، مضيفًا بان ترامب سيستفيد مما قاله نتنياهو من اجل دعم قرار اتخذه اصلًا بالانسحاب من خطة العمل المشتركة، محذرًا من أن ذلك يضع اميركا والعالم على مسار الحرب مع ايران، وفق تعبيره.

كيان العدو فشل استراتيجيًا في سوريا

وفي السياق نفسه، كتب الباحث الصهيوني في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى إيهود يعري مقالة نشرت على موقع "ذا اميركان انترست" قال فيها إن "إسرائيل" و ايران على طريق المواجهة "بالمستقبل القريب"، مشيرًا الى ان ايران التزمت علنًا بالرد على العمليات العدائية الصهيونية التي ادت الى استشهاد عدد من الضباط الايرانيين في سوريا.

الكاتب اعتبر أن كيان العدو الآن تلقّى فشلا استراتيجيا كبيرا له تداعيات كبرى، وبات على "إسرائيل" الآن "التعامل" مع وجود القوات الجوية الروسية في سوريا و"تجاوز" ايراني "تجاه حدودها"، وفق تعبير الكاتب.

كما قال الكاتب إن كيان العدو لا يواجه فقط بقاء نظام الرئيس الاسد بل ايضاً "نشوء قوة عسكرية ايرانية" في سوريا، بحسب تعبيره، مضيفًا إن "إسرائيل" تحصي خسائرها بينما تنتهي الحرب في سوريا، فيما باتت إيران تنظر الى الجولان المحتل على انه جبهة جديدة للمقاومة.

الكاتب اردف بان كيان العدو سيواجه معضلة صعبة عند بدء العمليات العسكرية في درعا، اذ ان التدخل العسكري الصهيوني في درعا قد يدفع بالنظام السوري وحلفائه الى الرد، الامر الذي سيعزز خطر اشتعال الوضع.

وعن إمكانية عدم التدخل العسكري الصهيوني في درعا، قال الكاتب إن ذلك سيمكّن ايران من تعزيز سيطرتها على التلال الواقعة على الحدود وبالتالي يسمح لها بتهديد "الجولان" بالصواريخ القصيرة المدى والمدفعية.

ودعا الكاتب الى استمرار الدور الاميركي في شرق الفرات من اجل منع ما اسماه "القوى التي ترعاها ايران" من الوصول الى مناطق شرق الفرات.

وأشار الى إمكانية اشراك دول مثل تركيا و السعودية و الامارات و مصر و الاردن بالمساعي الهادفة الى منع ايران "من السيطرة على سوريا"، وفق قوله.

كذلك شدد الكاتب على ضرورة ان تدعم الولايات المتحدة حملة صهيونية تهدف الى تدمير المنشآت الايرانية في سوريا.

2018-05-02