ارشيف من :أخبار لبنانية
الجلسة الأخيرة للحكومة في بعبدا..ومجلس المطارنة يحذر من تشوّه صورة الانتخابات
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامة، حيث سيعقد مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا في جلسة ستكون الأخيرة للمجلس قبل الانتخابات النيابية التي ستعتبر عقبها الحكومة مستقيلة حكمًا وتصرف الأعمال.
وكان لافتًا بيان مجلس المطارنة، الذي حذر من مغبّة اللجوء الى بعض الأساليب التي تشوّه صورة هذا الواجب الوطني، ولا سيما المال الانتخابي لشراء الضمائر، ولاستغلال أوضاع الناخبين، أو اللجوء إلى ترهيب بعض المرشحين والتعدي عليهم.
بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أن "المفارقة قد تتمثل الكبيرة التي تطبع الواقع اللبناني الحالي في مشهد قلما عرفته التجارب الانتخابية السابقة بحيث تغرق الحكومة بكل أجنحتها ومكوناتها وأحزابها مع سائر القوى والمرشحين المستقلين في سباق لاهث حار ومحموم الى اليوم الفاصل أي الاحد الانتخابي المقبل. ووسط حمى الاستنفار الانتخابي التي عمت مختلف المناطق وجعلت لبنان يختصر بساحات المهرجانات الانتخابية الجوالة والحاشدة سينعقد مجلس الوزراء لحكومة الرئيس سعد الحريري اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في جلسة ستكون الأخيرة للمجلس قبل الانتخابات النيابية التي ستعتبر عقبها الحكومة مستقيلة حكما وتصرف الأعمال. وستكون هذه الجلسة مناسبة لتمرير مجموعة تعيينات ملحوظة ضمن جدول أعمال من 44 بنداً أبرزها ملء 20 مركزاً شاغراً لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي وتعيينات إدارية في وزارتي الاشغال والداخلية".
وأضافت الصحيفة أنه "يفترض ألّا يغيب عن هذه الجلسة المناخ الاقليمي الخطير الذي تشهده المنطقة وسط اقتراب الاستحقاق الانتخابي من موعده، اذ أن أوساطاً وزارية بارزة أبلغت "النهار" أمس أن الأيام الأخيرة اتسمت بحركة استفسارات كثيفة من مسؤولين لبنانيين في اتجاه سفراء غربيين عن المعطيات المتوافرة في شأن تصاعد أخطار مواجهة ايرانية – اسرائيلية باتت معظم الدوائر الديبلوماسية تحذر من أنها قد تصبح خطراً محدقاً في أي وقت وأن ساحات عدة مرشّحة لنشوبها منها لبنان. لكن الأوساط نفسها أشارت الى أن ثمة استبعاداً حتى الآن لحتمية نشوب مواجهة عسكرية أقله قبل منتصف أيار الجاري بما يعني أن الاستحقاق الانتخابي اللبناني الذي لا خوف عليه سيكون محطة بارزة في سلسلة تطورات اقليمية وسينظر اليه خارجياً من منطلق توزيع القوى الجديد الذي يفترض أن يحمله برلمان 2018 والذي سيظهر في شكل ضمني مدى انعكاس تأثر لبنان بالاوضاع الاقليمية وصراعات محاورها".
وخنمت الصحيفة أنه "وسط هذه الاجواء اتسمت الاجواء الانتخابية في اليومين الاخيرين برفع وتيرة السقوف السياسية الى ذروة غير مسبوقة وهو أمر سيتواصل اليوم وغداً إن عبر المهرجانات الانتخابية أو الاطلالات والمقابلات الاعلامية قبل أن تسري فترة الصمت الانتخابي الملزمة في الساعات الـ 48 الاخيرة التي تسبق يوم الانتخابات العامة والتي تفرض وقف الحملات الانتخابية والاعلامية وقفاً شاملاً. وبدا واضحاً أن ثمة معارك انتخابية ستتخذ أبعاداً سياسية أكثر حدّة مما كانت تشير اليه المعطيات السابقة لبلوغ الأسبوع الأخير من الاستحقاق. ومن هذه المناطق تحديداً دائرة بيروت الثانية التي تشهد منازلة قاسية جداً بين لائحة "تيار المستقبل" بزعامة الرئيس الحريري شخصياً كمرشح فيها وثماني لوائح منافسة أخرى أدرجها الحريري في اطار "خدمة حزب الله " الأمر الذي يضفي على المعركة في هذه الدائرة طابعاً مصيرياً".
بدورها صحيفة "البناء"، رأت أن "سورية المحاطة بالتوترات والمناورات منصرفة لمواصلة خطتها بتحرير الجغرافيا من كلّ الجماعات المسلحة بتنويعاتها المختلفة، من جنوب العاصمة إلى شمال حمص، حيث تتزاوج المعارك العسكرية الهادفة للحسم مع التسويات القائمة على إخراج المسلحين تحت ضغط سيف الحسم الحاضر، ويبدو المشهد العسكري واضحاً بانحسار البقعة التي تقع خارج سيطرة الجيش السوري بالشريط الحدودي الشمالي الذي تتقاسمه ثلاثة مشاريع، الاحتلال التركي من جهة، والاحتلال الأميركي والانفصال الكردي من جهة أخرى، مقابل جزر جنوبية مسلحة بدعم أميركي عبر الحدود الأردنية أو إسرائيلي عبر حدود الجولان، ما يجعل المرحلة المقبلة إطاراً لمواجهة الدولة السورية للتدخلات الخارجية وجهاً لوجه، سواء قرّرت بعد الانتهاء من جزر وسط سورية، الانتقال نحو الجنوب أو نحو الشمال".
وأضافت أن "في المنطقة، وامتداداً على المستوى الدولي، يصعد التوتر الإيراني «الإسرائيلي» إلى مستوى يجعله عنواناً لرصد التطورات والوقائع والمواقف، سواء في تأثير هذا التوتر على الموقف الأميركي والغربي من مستقبل التفاهم النووي مع إيران، الذي يبدو إسقاطه هدفاً للتصعيد الإسرائيلي، أو لجهة المستوى العسكري من التهديدات المتبادلة على خلفية إعلان إيران عزمها على الردّ بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت إحدى قواعد الحرس الثوري قرب حمص في مطار التيفور".
لبنانياً، أشارت الصحيفة أنه "وعلى مسافة يومين من الانتخابات النيابية يوم الأحد المقبل، يتصاعد الخطاب الانتخابي التنافسي بين الأطراف الرئيسية، ويتحرّك رؤساء اللوائح وقادتها لتحصين قواعد الناخبين واستنهاضها، وفي هذا المجال كان الأبرز الخطاب الذي توجّه به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لناخبي بعلبك الهرمل خصوصاً، لجهة تأكيد الطابع الاستفتائي للانتخابات حول الموقف من سلاح المقاومة، واعتبار التصويت حماية لهذا السلاح من جهة، ووفاء للإنجازات والتضحيات من جهة مقابلة، بينما حصر السيد نصرالله تفنيد الخطاب الانتخابي باللائحة التي تضمّ تيار المستقبل والقوات اللبنانية، سواء لجهة عدم أحقية رمي الإهمال والتقصير على حزب الله، وهي لائحة رئاسة الحكومة لسنوات طوال، أو لجهة كون هذا التحالف بين القوات والمستقبل يسقط حق من معهم بالادّعاء أنه مع المقاومة والخط السياسي للفريقين واضح لجهة استهداف المقاومة، بل كان واضحاً لجهة توفير الغطاء للجماعات المسلحة في احتلال عرسال والجرود وتعطيل الحسم العسكري معها، ووصف هذه الجماعات بالثوار".
وختمت الصحيفة أنه "باقتراب الاستحقاق الانتخابي يستعدّ لبنان لما بعد الانتخابات، حيث تتقدّم أولوية ملف النازحين السوريين ومشروع العودة، في ظلّ تباين وتصادم بين المشروع الذي يحمله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويلقى دعم وتأييد رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله وسائر حلفاء المقاومة، من طرف، وفي الطرف المقابل مشروع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الذي ظهر في بيان بروكسل ويتبنّاه رئيس الحكومة سعد الحريري، وكان اللافت أمس، انضمام مجلس المطارنة الموارنة لموقف رئيس الجمهورية من جهة، وإعلان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عن تولي الأمن العام لملف العودة، واعتبار عودة نازحي بلدة بيت جن جنوب سورية بداية لسلسلة خطوات مشابهة يجري التحضير لها بالتنسيق مع سورية".
وأما صحيفة "الجمهورية" لفتت الى أن "مجلس المطارنة الموارنة وضع اليد على الجرح الانتخابي النازف بشتى أصناف الارتكابات من السلطة وقانونها الذي شوّه الحياة الديموقراطية والسياسية في لبنان، وجاء بيانه الشهري كحكم بإدانة لكل المخالفات التي تحصل في الزمن الانتخابي المشوّه. وفي هذا الزمن الرديء، يبرز جبران باسيل واحداً من عناوينه الاكثر رداءة، والتي يبدو انه مصاب بالهذيان السياسي، او بالأحرى بالفلتان الذي زرع في البلد أجواء طائفية ومذهبية أعادت التذكير بزمن الحرب الاهلية الكريهة. ويقدّم الدليل تلو الدليل على انه مصاب بانفصام في الشخصية، تنقلات متتالية يقوم بها بين منطقة واخرى بخطاب مرتجّ، على قاعدة لكلّ مقام مقال، فبين المسيحيين تراه كمَن ينظر الى مرآة مكبّرة فيخال نفسه مارداً ضخماً، فيَستأسد عليهم مستنداً الى شعور سخيف بقوة وهمية وفارغة، بينما هذا الاستئساد لا يصل في امكنة اخرى الى حدود قطة منزوية، او كما قال عنه احد العالمين به وبكل تفاصيله، إنّ هذا المعربش على الأكتاف والرئاسات، «يرفع صوته هنا، لكنه أجبن الجبناء عند الآخرين. انه شخص يبدو انه لا يحيا الّا على الفرقة والفتنة، وممارسة البلطجة مع المسيحيين تحديداً، وزرع الفتن بينهم وبين المسلمين، وها هي رميش وأهل البلدات المسيحية الحدودية يشهدون على السمّ الذي «بَخّه» هناك، وسعى لأن يسقيه لأبناء هذه المنطقة، الذين رفضوا السقوط في ما رمى اليه هذا الإناء الذي لا ينضح الّا بما فيه من سموم ونوايا خبيثة.
وأضاف الصحيفة أنه "في هذه الاجواء، اعتبر مجلس المطارنة، بعد اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، انّ الاستحقاق الانتخابي «وكالة يمنحها الشعب لممثليه تحت القبة البرلمانية، كي يقوموا بواجب التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية، لذا يجب أن يكونوا متحلّين بالكفاءات العلمية والأخلاقية التي تخوّلهم القيام بهذا الواجب الشريف".
وذكّر بيان المطارنة بتحذير رئيس الجمهورية «في كلمته الى اللبنانيين، من مغبّة اللجوء الى بعض الأساليب التي تشوّه صورة هذا الواجب الوطني، وقد تصل الى أسباب الطعن بشفافية الإنتخاب، ولا سيما استعمال المال الانتخابي لشراء الضمائر، ولاستغلال أوضاع الناخبين، أو اللجوء إلى ترهيب بعض المرشحين والتعدي عليهم، أو التنافر إلى حدود الإلغاء المتبادل في القائمة الانتخابية الواحدة. وكلها ممارسات تصيب الديموقراطية في الصميم، وتحرف حق الاختيار الحر، وتبطل حقيقة السياسة من حيث هي فن شريف في خدمة الخير العام»، حسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة أن "أمل المطارنة الموارنة في تشكيل الحكومة الجديدة سريعاً، ويكون «غير متأثر بجو التناقضات السياسية القائمة اليوم، لأنّ لبنان أمام تحديات كبيرة، بعد الدعم الذي لقيه في المؤتمرات الدولية، وما ينتظر منه من خطوات إصلاحية على صعد الإدارة ومحاربة الفساد، ووضع خطط إقتصادية ناجعة حتى تنفّذ الوعود الدولية المقطوعة، فلا تفوت فرصة كما فوتت فرَص سابقة مماثلة، فيدخل لبنان في أتون أزمة إقتصادية تؤدي به، لا سمح الله، إلى وصاية اقتصادية دولية، على ما يبدو من التحذيرات الدولية في هذا المجال».