ارشيف من :صحافة عربية وعالمية

واشنطن عاجزة عن التحكم بالمشهد في الشرق الأوسط

واشنطن عاجزة عن التحكم بالمشهد في الشرق الأوسط

نشر موقع "لوب لوغ" مقالة للمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي أي آيه" غراهام فولر رأى فيها أن الولايات المتحدة تريد ان تنتهي الحرب في سوريا، لكن وفًقا لشروطها التي تطالب بإنهاء حكم الرئيس الأسد والتخلص من نفوذ روسيا وايران في سوريا، معتبرًا أن ذلك ليس أمرًا واقعيًا.

وأشار الكاتب الذي شغل منصب الضابط المسؤول عن منطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا لدى "سي أي آيه"، وأيضًا نائب رئيس مجلس الاستخبارات القومية، الى أن العديد من السوريين لم يكونوا يريدون الحرب، حيث كان هناك مخاوف من صعود جماعات متطرفة راديكالية لتحل مكان النظام السوري في حال سقوطه. ورجّح بأن سوريا ولو تحقق سيناريو إسقاط النظام، لكانت شهدت نزاعا على غرار ذلك الذي شهدته افغانستان بعد انسحاب القوات السوفياتية من هناك عام 1988، عندما وقعت حرب أهلية بين ما يسمى "المجاهدين" في افغانستان في اطار الصراع على السلطة، الامر الذي أدى الى تدمير البلاد.

ولفت الكاتب الى أن الرئيس الأسد اقترب من استعادة السيطرة على كامل البلاد، مضيفًا أن واشنطن تسعى منذ ما يزيد عن اربعين عاماً الى عزل او ازاحة النظام في سوريا خلال حقبتي الرئيس الراحل حافظ الاسد وكذلك ابنه بشار، وأردف أن الولايات المتحدة رأت في عائلة الاسد "قومية عربية معادية للاستعمار" وطرفًا يرفض الرضوخ لتوسع "اسرائيل" وقمعها للفلسطينيين.

وأشار الى أن العالم قد تعلّم بأن أيّة دولة لا تقبل بالنظام المرسوم اميركيًا في المنطقة تصنف دولة "مارقة"، وان سياسات واشنطن طالما كانت تدفع بها بشكل كبير الاجندة "الاسرائيلية" للمنطقة، وان ذلك يجعل من الصعب لواشنطن ان تتقبل بقاء الرئيس الأسد بالسلطة.

وأردف "السياسات الاميركية وعلى الرغم من كل الكلام الذي يقال عن حقوق الانسان ليس لديها اي مصلحة بانهاء الحرب الا وفقا لشروطها، والمسألة لم تعد تتعلق بسوريا وليس بالامر المهم (بالنسبة لواشنطن) اذا كان السوريون هم الذين سيدفعون ثمن ذلك"، حسب رأي الكاتب.

كذلك أكد الكاتب أن واشنطن لم يعد بامكانها ان تحسم المشهد الاستراتيجي في الشرق الاوسط بشكل احادي، وكل المساعي للقيام بذلك خلال الاعوام الخمسة عشر الماضية أدّت الى كارثة لجميع الاطراف بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.

وتطرق الكاتب الى وجود روسيا "كقوة دبلوماسية واستراتيجية في الشرق الأوسط"، وقال إن روسيا عادت من جديد، كما تحدث عن وجود الكثير من الاهداف المشتركة بين روسيا والولايات المتحدة، بما في ذلك الحاجة للاستقرار الاقليمي وتدفق مصادر الطاقة والتصدي لجماعات مثل "داعش" والقاعدة.

واعتبر الكاتب ان المحافظين الجدد في واشنطن يزدادون قوة، وأتباعهم يركزون بشكل اساس على مواجهة روسيا، مضيفًا ان هذا الموقف الاميركي يشمل النية للبقاء الاميركي العسكري في سوريا لفترة طويلة، لكنه اشار في المقابل الى ان روسيا لن تغادر سوريا والى ان ايران ستعيد لعب دورها "كلاعب اساس في الشرق الاوسط"، وان "هوس" واشنطن بايران وتصنفيها لها بالدولة المارقة انما يعكس الموقف الصهيوني الهادف الى الهيمنة على الشرق الاوسط.

واشار المقال الى ان السعوديين يصنفون ايران "تهديدًا طائفيًا"، فيما تعتبر ايران نفسها بشكل أساس دولة مسلمة وليس دولة شيعية، وهي عازمة على منع المزيد من التدخل الغربي في الشرق الاوسط.

2018-05-03