ارشيف من :آراء وتحليلات

دائرة الشمال الثانية: كل فريق نال حسب حجمه

دائرة الشمال الثانية: كل فريق نال حسب حجمه

يوم إنتخابي طويل، مر على دائرة الشمال الثانية التي تضم  (طرابلس- المنية - الضنية) إنتهى دون حدوث أي إشكالات تذكر، وأظهرت النتائج الأولية التي صدرت عن ماكينات المرشحين، انها كانت "نتائج متوقعة"، لكنها حملت في طياتها الكثير من المفاجآت، إن لجهة الأسماء التي فازت، او لجهة الأرقام التي حققها الفائزون، الا ان الخسارة الأكبر، كانت تلك  التي لحقت بتيار المستقبل، وكانت كفيلة بإحداث كارثة سياسية بحق المشهد الازرق لولا تدارك الأمور في الساعات الأخيرة.

كيف توزعت المقاعد؟

تضم دائرة الشمال الثانية 11 نائباً، كان لتيار "المستقبل" حصة الأسد منهم، حيث كان يتمثل بـ 9 نواب من أصل 11، لكن صناديق 2018 كانت غير مرضية للكتلة الزرقاء، التي خسرت 4 نواب، وتقلصت حصتها الى 5 فقط (3 سنة في طرابلس، 1 سنة في الضنية، 1 سنة في المنية) فيما نجح الرئيس نجيب ميقاتي برقع حصته الى أربع نواب ( 1سني في طرابلس، المقعد الماروني، المقعد الأرثوذكسي، والمقعد العلوي) فيما نجح الوزير السابق فيصل كرامي بحجز (مقعد سني في طرابلس، ومقعد سني في الضنية).

 حتى الساعة لم تصدر النتائج الرسمية عن وزارة الداخلية، الا ان النتائج شبه المؤكدة، تشير الى فوز النواب: عن طرابلس: السنة: نجيب ميقاتي، محمد كبارة، سمير الجسر، فيصل كرامي، وديما جمال، وجان عبيد المقعد الماروني، ونقولا نحاس عن المقعد الأرثوذكسي، وعلي درويش عن المقعد العلوي.

في الضنية، مقعدان سنة: فاز بهما المرشح جهاد الصمد وسامي فتفت، فيما حسم المرشح عثمان علم الدين، مقعد المنية الوحيد لصالحه (سنة).

قراءة في النتائج

في ظل هذه النتائج، أدرك تيار "المستقبل" أنه لم يعد الحاكم بأمره في طرابلس، ولم يعد هو الآمر والناهي في تعيين النواب وإسقاطهم على المناطق، كما فعل في طرابلس، حيث رشح 3 من خارج النسيج الطرابلسي ( جورج بكاسيني، ونعمة محفوظ). وبالرغم أن "المستقبل" لم يترك سبيلاً الا وسلكه لتحقيق وتجميع العدد الأكبر من الأصوات، والخروج بأقل خسارة ممكنة من المعركة الإنتخابية، وهو تمكن في الساعات الأخيرة التي سبقت فتح صناديق الإفتراع، من توجيه ضربة للائحة العزم في الضنية، عبر إعلان المرشح جهاد يوسف، الإنسحاب من المعركة  لصالح "المستقبل"، الا أن الأخير تلقى ضربة كبيرة وموجعة في الضنية، حيث تمكن النائب جهاد الصمد من  تحقيق نجاح كاسح، وبفارق كبير عن مرشح "المستقبل" سامي فتفت، ما أعطى انطباعاً واضحاً عن التحول التي تشهده الصنية  بعدما استأثر بها تيار المستقبل على مدى 15 عاماً.

الضربة الأقوى كانت تلك التي تلقاها الوزير السابق أشرف ريفي، والذي لم يتمكن من تجاوز الحاصل الإنتخابي في الدائرة الثانية، وأثبت تراجعاً لافتاً في الأرقام التي حققها في الانتخابات البلدية السابقة، ما طرح سؤالاً عميقاً عن إمكانية استمرار اللواء ريفي في مشروعه السياسي والطائفي والذي بات واضحاً، أنه لم يعد صالحاً لدى ابناء الشمال عموما وطرابلس خصوصاً.

بالمقابل أثبت الرئيس نجيب ميقاتي، أنه الرقم الأصعب سنياً حيث نال المرتبة الأولى في طرابلس، لكنه وبالرغم من فوزه ب 4 نواب في طرابلس، فشل في تحقيق هدغه المنشود، في  الفوز بمقعدين سنة من طرابلس، ما اعطى الأرجحية لتيار المستقبل  الذي تمكن من حصد 3 مقاعد سنة.


 

2018-05-08