ارشيف من :أخبار لبنانية
كرامي لـ’العهد’: الشعب الطرابلسي حاسب تيار المستقبل
فادي منصور
لم تكن نتائج الانتخابات في دائرة الشمال الثانية طرابلس المنية الضنية مفاجئة، فالخطاب التحريضي من قبل تيار المستقبل والوزير السابق أشرف ريفي لم يعد له صدى في الشارع الطرابلسي الذي يؤمن بالعيش المشترك وينبذ الفتنة.
وقد أثبتت نتائج الانتخابات على صعيد لبنان أن محور المقاومة له حضوره القوي في الساحة اللبنانية عامة وطرابلس خاصة، حيث أثبتت النتائج في الدائرة الثانية أن طرابلس لم تعد حكرًا على تيار المستقبل الذي استخدم كل الوسائل غير اللائقة، بالإضافة للخطاب المذهبي من أجل تقليب الشارع السني على هذا المحور وجمهوره.
وفوز المرشح عن المقعد السني في طرابلس فيصل كرامي، والمقعد السني في الضنية جهاد الصمد، بيّن أن أهالي الشمال توّاقون لرؤية قيادات سنية ترفع عنهم الحرمان، فالسنوات التسع التي مرت عليهم كانت قاسية ومليئة بالوعود الكاذبة، وهذا ما دفع معظم الطرابلسيين الى رفع الصوت والتعبير عن رفضهم لسياسة تيار "المستقبل" المليئة بالاخطاء، فنزل اهالي الشمال بكل طاقاتهم ليختاروا نوابًا أوفياء بعدما سئموا من الخطابات المتشنجة التي لم تجلب لهم الا الخراب.
رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي وفي حديث لموقع "العهد" الاخباري، لفت الى ان الشعب الطرابلسي حاسب تيار المستقبل ولم تستطع كل الضغوط التي مارسها اهل السلطة بكل اجهزتها السياسية والامنية رفع نسبة التصويت لمرشحي المستقبل، مضيفًا أن "الطرابلسيين جربوا لسنوات طويلة طبقة سياسية دمرت اقتصاد مدينتهم فحان وقت الحساب، ونتائج الانتخابات كانت متوقعة"، مؤكدًا "السير على نهج عائلة كرامي التي كانت وما زالت تؤيد خط ومحور مقاومة العدو الصهيوني، فهذه وصية تركها الشهيد رشيد كرامي وحافظ عليها والدي الرئيس الراحل عمر كرامي وانا سأبقى على العهد ولن أبدل".
وأكد كرامي أنه وبعد دخوله الى سدة البرلمان سيضع قضية الرئيس الشهيد رشيد في أولى أولوياته، فلا يمكن ان ننسى او نسامح قتلة الرئيس الشهيد وسنظل نلاحق المجرمين مهما علا شأنهم. وفي سياق آخر، شدد على "أنّنا بصدد تشكيل جبهة موحدة تجمع النواب الجدد تحت شعار المحافظة على حقوق طرابلس وأمامنا مهمة صعبة تحتم علينا الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة الفساد ومحاسبة المفسدين الذين أفلسوا خزينة الدولة وضربوا اقتصاد البلد وأفقروا الشعب على مدى سنوات".
وكشف كرامي عن حلف قوي يجمع كتلته مع كتلة الرئيس نجيب ميقاتي الذي فاز بأربعة مقاعد وهي بالاضافة الى ميقاتي الماروني جان عبيد والارثوذكسي نقولا نحاس والعلوي علي درويش، لافتًا الى ان هذه الجبهة ستتوسع لتشمل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وكتلته حتى نكون أقوياء داخل المجلس النيابي.
وختم رئيس تيار الكرامة حديثه لموقع "العهد" بالقول إن "أوساط طرابلسية كانت تتوقع هزيمة أشرف ريفي، فهو لا يملك قاعدة شعبية على امتداد الدائرة الثانية وحضوره يقتصر على مناطق محددة في طرابلس، ورأت الاوساط ان خسارة ريفي سببها الرئيسي انه لا يحمل اي مشروع تنموي في طرابلس، وتجربة المجلس البلدي التي استخدمها ضد فقراء المدينة التي تمثلت بملاحقة بسطاتهم وازالة أكشاكهم التي تعتبر مصدر رزقهم الاساس كانت كافية لسقوطه، بالإضافة الى استخدامه برنامجًا واحدًا في خطاباته محرّضا على سلاح المقاومة، وهذا ما عاد يؤمن به الشعب الطرابلسي الجائع الذي يطمح للتغيير نحو الافضل".