ارشيف من :أخبار لبنانية
ترامب يعلن خروج بلاده من الاتفاق النووي الايراني.. وعون هنأ اللبنانيين بانجاز الانتخابات
طغى المشهد الدولي على المحلي في اهتمامات الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت، حيث تناولت إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب خروج بلاده من الاتفاق النووي الايراني.
وفي تداعيات الانخابات النيابية، برز اشكال مسلح في الشويفات ذهب ضحيته أحد الأشخاص، في وقت توجّه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برسالة إلى اللبنانيين هنأهم فيها على انجاز الانتخابات.
"الأخبار": الردّ الإيراني رهن الموقف الأوروبي: ترامب يدشّن المعركة
رأت صحيفة "الأخبار" أن دونالد ترامب أعاد المنطقة إلى مرحلة قديمة ــ جديدة. لغة التصعيد والعقوبات حلّت مكان التهدئة النسبية مع إيران. تهدئة لم تدم أكثر من ثلاث سنوات. وفي وقت مستقطع قد لا يطول لصياغة الردّ الإيراني، ستقوم طهران باستطلاع الموقف الأوروبي حول كيفية الحفاظ على ما بقي، على الرغم من أن حظوظ الدبلوماسية الإيرانية تبدو شبه معدومة. هذه الأجواء ليست مفصولة ــ إيرانياً بالحد الأدنى ــ عن السعار الإعلامي والعسكري الإسرائيلي. تل أبيب، وخلفها الرياض، تريد الاستفادة من «الإمضاء الترامبيّ» في حربها المفتوحة ضد طهران على حدودها. الأجواء المشحونة لا تشي أكثر التوقعات الإيجابية بأنها ستبرد قريباً في منطقة يتصارع أقطابها على حافة الهاوية.
فَعَلها دونالد ترامب. وَعَد ووفى. قَلَب الرئيس الأميركي الطاولة على الجميع. في خطاب أمس، أعلن سيد البيت الأبيض تمزيق واشنطن «خطة العمل المشتركة الشاملة»، مُنقلِباً على الاتفاق النووي الموقَّع في نيسان 2015. ضَرَب عرض الحائط بما يصفه معظم المسؤولين في العالم بـ«الإنجاز الدبلوماسي التاريخي»، بمن فيهم مسؤولو إدارة باراك أوباما، ولا سيما وزير الخارجية جون كيري، الذي رافق، قبل أيام، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في جولات مكوكية سعت إلى إنقاذ جهدهما الممتد لسنتين. أغلق ترامب الباب على حقبة التهدئة النسبية، مُدشِّناً مرحلة عنوانها الحرب والعقوبات.
فرحة كبيرة دوّت في تل أبيب والرياض، حيث خرج الترحيب بما يَعدّه الثنائي «إنجاز» تبني ترامب وجهة نظرهما، الذي يعزّز صعود «جبهة الحرب» الثلاثية بوجه الجمهورية الإسلامية. لم يكترث ترامب لكل الوساطات الأوروبية التي لاحقته حتى آخر ساعات قبيل خطابه، كذلك لم تثنِه المعارضة الداخلية للانسحاب، وقد شملت فئة من الجمهوريين، فضلاً عن استطلاعات رأي أظهرت أكثرية أميركية لا ترغب في الخروج. أبلغ ترامب الوسيط الفرنسي بالقرار، في اتصال بالرئيس إيمانويل ماكرون قبل ساعات فقط من خطابه، لكنه نجح في التكتم على خطوته التي شابهت في سرّيتها «الأوامر الملكية» العربية، حتى إن مقرّبين من فريقه بدت تسريباتهم للصحافة الغربية في الأسابيع الماضية متناقضة وغير حاسمة.
فجّر ترامب قنبلته ومضى، مُخلِّفاً أسئلة مدوية، أهمها في المنطقة حيث تحتاج إيران إلى صياغة ردها المناسب. ردٌّ لا بد أن يكون «عقلانياً»، كما أكد مسؤولون إيرانيون؛ إذ تحتاج القيادة الإيرانية أكثر من أي وقت مضى إلى أعصاب حديدية للتعامل مع الإعلان الأميركي. في طهران، خيبة أمل كبيرة من التعامل الفاشل مع الولايات المتحدة، تجلّت في مجلس الشورى (البرلمان) الذي طالب أعضاء فيه بإلزام الحكومة برد عالي اللهجة. إلا أن حسابات حكومة الرئيس حسن روحاني تنصبّ على ترقب لما ستؤول إليه العقوبات، وفق حسابات اقتصادية تحاول تجنّب العودة إلى حصار محكم يُعاد فيه الإضرار بالاقتصاد الإيراني الذي بدأ مبكراً يتلمس تداعيات القرار من خلال هبوط العملة المحلية وانخفاض أسعار البترول. بناءً على هذه الحسابات، خرج الموقف المتروي من كل من إيران والاتحاد الأوروبي والترويكا الغربية.
"الجمهورية": ترامب ينسحب من النووي الإيراني وروســيا وأوروبا تعارضان وإسرائيل تُرحِّب
بدورها قالت "الجمهورية" ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنَ قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والمعروف باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة». وذلك في خطوة تشكّل انعطافة استراتيجية في السياسة الاميركية من شأنها أن تضع المنطقة امام كل الاحتمالات. وبعد ساعات على هذه الخطوة توتّرَ الوضع على الجبهة السورية -الإسرائيلية، حيث أعلنت دمشق أنّ دفاعاتها الجوّية تصدّت لأربعة صواريخ إسرائيلية في سماء منطقة الكسوة ودمّرت ثلاثة منها. فيما تحدّث الإعلام الاسرائيلي عن تحضير إيراني لردٍّ على القصف الاسرائيلي الاخير لمواقع عسكرية إيرانية على الأراضي السورية.
أعلنَ ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وقال في كلمة له بالبيت الأبيض: «إنّ هذا الاتفاق لم يحقق السلام ولن يحقّق السلام.. ولن يمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية».
وقرّر ترامب إعادة العمل بالعقوبات على طهران. منبّهاً الى انّ «كلّ بلد يساعد ايران في سعيها الى الاسلحة النووية يمكن ان تفرض عليه الولايات المتحدة ايضاً عقوبات شديدة». وقال: «لدينا اليوم الدليل القاطع على انّ الوعد الايراني كان كذبة».
ونفّذ ترامب تهديده بالانسحاب من الاتفاق رغم التحذيرات الدولية، ما يثير مخاوفَ من فترة توتّر شديد مع الحلفاء الاوروبيين ومخاطر تداعيات اخرى في العالم.
وتسري العقوبات الجديدة فوراً على العقود الجديدة، وفق مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي أعلن أنّ أمام الشركات الأوروبية ستّة أشهر كحدّ أقصى لوقف أنشطتها مع إيران. وإذ نفى بولتون أن يكون الانسحاب بداية لعمل عسكري ضد إيران، معلناً استعداد واشنطن لمفاوضات «موسّعة» في شأن اتفاق جديد معها. أمهَلت وزارة الخزانة الأميركية شركات اوروبا من 90 الى 180 يوماً لتجميد نشاطاتها الاقتصادية مع ايران.
وردَّ الرئيس الإيراني حسن روحاني على قرار ترامب بالتأكيد أنّ بلاده ستبقى ملتزمة الاتفاق النووي الذي أبرَمته مع الدول الكبرى عام 2015، على رغم إعلان ترامب انسحابَ بلاده من الاتفاق. وقال: «إذا حقّقنا أهداف الاتفاق بالتعاون مع الأعضاء الآخرين به فسيظلّ سارياً ( ...) وبالخروج من الاتفاق تقوّض أميركا رسمياً التزامها تجاه معاهدة دولية». واعلنَ أنّ طهران مستعدة لاستئناف أنشطتها النووية بعد إجراء محادثات مع الأعضاء الأوروبيين الموقّعين الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة له، «في الردّ على الانتهاك المستمر والانسحاب غير الشرعي لأميركا من الاتفاق النووي، وكما حدّده رئيس الجمهورية، سأقوم بالجهود الدبلوماسية لنرى هل يمكن للبقاء في خطة العمل المشتركة الشاملة ان يضمن كل مصالح ايران، فالنتائج ستحدد ردنا».
"البناء": عون: قانون الانتخاب حقق صحة التمثيل
محليا، توجّه رئيس الجمهورية ميشال عون ، برسالة تهنئة إلى اللبنانيات واللبنانيين على إنجاز الاستحقاق الانتخابي قال فيها: «اتضح لكم، بفضل نجاح اقتراعكم، ان القانون الانتخابي الجديد قد حقّق صحة التمثيل التي لطالما ناديتم بها. وهو أعطى الأكثريات حجمها، كما احترم تمثيل الأقليات وفق حجمها ايضاً، ولم يحرم أحداً من التمثيل، الاّ الذين لم يتمكّنوا من تحقيق الحاصل الانتخابي بأصواتكم»، مشيراً إلى أنّ «هذه نتيجة تؤكد صوابية خيارنا منذ البدء وصحتّه، وقد كرّسهما هذا القانون من خلال اعتماد النسبية مع الصوت التفضيلي. الأمر الذي دفع بكّل مكوّن من مكوناتنا الى تحديد خياراته وصياغتها وعرضها عليكم، فيتحمّل كل منكم كامل مسؤولياته في تأييد ما يراه متناسباً منها مع تطلعاته الوطنية».
وأضاف عون: «صناديق الاقتراع أعطت النتائج التي اردتموها، ومعها فتح لبنان صفحة جديدة من تاريخه السياسي بعد مرحلة من التشنجات لامست حد التخاطب بأسلوب استدعى اثارة نعرات وتبادل اتهامات وتأجيج عصبيات. وإن كان ارتفاع الصوت من مستلزمات الحملات الانتخابية، فإن كافة الكتل على تنوع انتماءاتها وتنوعها السياسي، مدعوة اليوم، ومع انطلاقة ولاية المجلس النيابي الجديد، في العشرين من ايار الحالي، الى الاجتماع تحت قبة الندوة البرلمانية لتحمّل مسؤولية العمل معاً من اجل مواجهة التحديات المشتركة، وما أكثرها، واستكمال مسيرة النهوض بوطننا، والبناء على ما أنجزناه في الفترة الماضية».