ارشيف من :آراء وتحليلات

المؤشرات الأولية لنجاح الانتخابات العراقية

المؤشرات الأولية لنجاح الانتخابات العراقية

مع ساعات الصباح الأولى من الخميس الفائت، انطلقت المرحلة قبل الأخيرة من ماراثون العراق الانتخابي، المتمثلة بالتصويت الخاص، الذي يشمل منتسبي الاجهزة والمؤسسات الأمنية المختلفة، ونزلاء السجون والمعتقلات، والراقدين في المستشفيات والمراكز الصحية، ويشمل التصويت الخاص أيضا العراقيين المقيمين في خارج البلد.

وتذهب المؤشرات الأولية، الى أن النجاح الملموس والواضح في هذه المرحلة، يمكن ان يقلل من بعض ـ او ربما الكثير ـ عناصر الضعف والخلل والتجاوز التي رافقت الحملات الدعائية الانتخابية طيلة ستة وعشرين يوما، بدأت من الرابع عشر من شهر نيسان/ابريل الماضي، وانتهت صباح الحادي عشر من شهر ايار/ مايو الجاري، ويمكن لهذا النجاح الملموس والواضح لمرحلة التصويت الخاص، ان يمهد لأجواء وارضيات جيدة تساعد في انجاح المرحلة الاخيرة، المتمثلة بالتصويت العام اليوم السبت، في الثاني عشر من ايار/ مايو الجاري.

ولعل أولى مؤشرات النجاح، هي نسبة المشاركة العالية لمنتسبي الاجهزة الامنية والعسكرية، التي بلغت، وفق تصريحات ادلى بها عضو مجلس المفوضين والمتحدث الرسمي بأسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات كريم التميمي، 78%، ولا شك ان هذه النسبة تعكس وعيًا عاليا بأهمية المشاركة الانتخابية.

الى جانب ذلك، فإن المعطيات الاولية، بالنسبة لتصويت عراقيي الخارج تؤكد ان الاقبال كبير جدا، والمشاكل والمعوقات قليلة جدا.

وقد فتحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، 136 مركزا انتخابيا، تضمنت 667 محطة انتخابية، في إحدى وعشرين دولة، من بينها ايران وتركيا والاردن ولبنان وسوريا ومصر والامارات وبريطانيا وفرنسا واميركا واستراليا وكندا والسويد والنرويج والدانمارك وفنلندا وبلجيكا والنمسا والمانيا وهولندا. حيث يبلغ عدد عراقيي الخارج الذين يحق لهم التصويت، 868993 مواطنا.

والمؤشر الآخر على نجاح العملية الانتخابية في مرحلة التصويت الخاص، هو عدم حصول خروقات امنية او عمليات ارهابية، يمكن ان تتسبب في الحؤول دون التصويت في هذا المكان او ذاك.  

وفي الوقت الذي اكد المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن، نجاح الخطة الامنية الخاصة بالاقتراع الخاص. اعلنت اللجنة الامنية للانتخابات، نجاح خطتها الخاصة بتأمين مراكز الاقتراع الخاص في عموم المحافظات.

وفي تصريحات صحفية له، اكد رئيس اللجنة الفريق موفق الجنابي في مؤتمر صحفي، "ان 519 مركزا انتخابيا تم افتتاحها صباح الخميس، موزعة في عموم المحافظات في الساعة السابعة للتصويت الخاص بالعناصر الامنية، وان الخطة الامنية الخاصة بالاقتراع الخاص نجحت وطبقت وفق ما خطط لها، ولم تسجل اية خروقات في عموم المحافظات، بفضل التعاون الكبير بين عناصر وزارتي الدفاع والداخلية".

أما المؤشر الآخر، فيتمثل في ان حالات الخلل والعطل الذي حدث في بعض اجهزة التصويت الالكترونية، التي تستخدم للمرة الاولى في العراق، كانت بسيطة، وامكن تلافيها ومعالجتها من قبل الفرق الفنية المتخصصة، واذا كان هناك بعض الناخبين لم تظهر أسماؤهم وبياناتهم، فإن اعدادهم في الواقع كانت قليلة، واكدت المفوضية، بأن من لم يظهر اسمه في بيانات التصويت الخاص، يمكنه المشاركة في التصويت العام.

ومؤشر النجاح الآخر، هو انه لم تُثَرْ معلومات او تسريبات واسعة ومقلقة عن تأثيرات وضغوطات سياسية معينة على الناخبين، ولعل ما فعلته بعض العناصر الامنية او الادارية في بعض المناطق، قد لا تتعدى كونها سلوكيات شخصية واجتهادات خاصة، اكثر من كونها أمورًا مخطط لها وموجهة من قبل جهات سياسية معنية بالشأن الانتخابي.

ولا شك أن هذه الصورة الاجمالية الايجابية، في حال انعكست وامتدت الى مرحلة التصويت العام، فإن مشهد العراقي الانتخابي 2018 يكون قد تبلور وانتهى بشكل ايجابي يختلف في جوانب منه عن ـ او بتعبير ادق افضل من ـ المشاهد الانتخابية السابقة، رغم الكثير من الاحتقان السياسي الكبير، والاصطفافات والتحالفات الانتخابية الجديدة، والتسقيط اللاأخلاقي الواسع بين بعض الفرقاء والمتنافسين، الذي حفلت به الشهور القلائل الماضية.

2018-05-12