ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: الحوار بين واشنطن وطهران ضرورة
اهتمت الصحف الأجنبية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، إضافة الى الخطوة المزمعة في نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة، وما يتخلل ذلك من انقسام بين المستشارين والنافذين في محيط مركز القرار الأمريكي.
لضرورة الحوار بين ايران واميركا وعدم تبني واشنطن المواقف الاسرائيلية
كتب السفير الأميركي الاسبق لدى حلف الناتو، روبرت هانتر، مقالة نشرت على موقع "لوبي لوغ" اتهم فيها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالكذب فيما يخص برنامج إيران النووي.
وأشار الكاتب الى أن عواقب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران ستتضح مع مرور الوقت والى ان الاطراف الوحيدة التي تؤيد هذا الانسحاب هم المستشارون المقربون منه ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، لكنه لفت الى ان عددًا كبيرًا من المسؤولين الأمنيين الصهاينة الكبار لا يتشاركون هذا الموقف مع نتنياهو، وكذلك الامر حتى بالنسبة الى بعض كبار المؤيدين للكيان الصهيوني في أميركا.
وتابع بأن من المؤدين للاتفاق ايضاً السعودية والبحرين والامارات، وبأن ترامب دائماً ما يراعي مصالح هذه الدول بمنطقة الخليج، وفق تعبير الكاتب.
كما شدد الكاتب على ضرورة ان تبدأ واشنطن بتبني رؤية جديدة للشرق الاوسط تستند بشكل أساس على المصالح الاميركية وليس على مصالح اي بلد آخر، مضيفًا بان الولايات المتحدة لم تتبع هذه القاعدة في الشرق الاوسط منذ عقود.
وفي الإطار، اردف بانه يجب الحد من نفوذ مجموعات الضغط في السياسة الاميركية عندما يقف هذا النفوذ عائقاً امام المصالح القومية الاميركية. واوضح بأن ذلك لا يعني "تجاهل الحاجات الامنية الشرعية لأي بلد مثل "إسرائيل" (وفق تعبير الكاتب)، وانما يعني تحديد اولويات في العلاقات بين اميركا و"إسرائيل".
الكاتب أضاف بأن هذا ينطبق على دول أخرى في الشرق الأوسط، وبأن الحكومة الاميركية ومع ادارات متتالية قد تبنت الموقف السعودي في الخليج ودعمت كذلك السعودية ضد اطراف أخرى في المنطقة. كما تابع بأن الولايات المتحدة سواء على مستوى الحكومة او وسائل الاعلام او مراكز الدراسات تكرر مقولة ان "ايران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم"، واعتبر أن هذا التوصيف ينطبق بشكل اكبر بكثير على السعودية و"معتقداتها الراديكالية الوهابية المتطرفة" (بحسب توصيف الكاتب نفسه).. بالتالي أشار إلى ان الولايات المتحدة واذا كانت جادة بمحاربة الارهاب عليها ان تبدأ من السعودية.
وقال الكاتب ان الولايات المتحدة يجب ان تعطي احكامها الخاصة حيال التهديدات التي تواجهها "إسرائيل"، وان الحكومات الاسرائيلية ومنذ عقود تطلب من الولايات المتحدة ان تذهب ابعد من اجل الحصول على ضمانات "نفسية" بأن اعداء "إسرئيل" هم ذاتهم اعداء اميركا.. وأشار بهذا الاطار الى ان اعداء "إسرائيل" ليسوا دائماً نفس اعداء اميركا، والى انه يجب ان يكون للولايات المتحدة مواقفها وآرائها والى انها يجب أن لا تتبنى بالمطلق المواقف الاسرائيلية، واردف بأن ذلك ايضاً ينطبق على كل من السعودية والامارات واطراف اخرى.
كما قال الكاتب ان الولايات المتحدة ليست لديها اي مصلحة بدعم اي بلد في الشرق الاوسط ضد بلد آخر، إلا اذا كان ذلك ينسجم والحاجات الاميركية، واضاف بأن هذا بدوره يتطلب الحد من النزاع وتعزيز الأمن الاقليمي.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة الى العمل على تحقيق رؤية جديدة للمنطقة تستند على شكل من أشكال منظمة اقليمية امنية، كما اشار الى ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف سبق وان اقترح ترتيبًا امنيًا في منطقة الخليج يستند على الحوار و المبادىء المشتركة واجراءات بناء الثقة.
الكاتب اعتبر انه يجب اجراء محادثات بين الولايات المتحدة وايران، وان هناك حاجة ايضاً الى اتفاق حول "الحوادث البحرية"، كذلك قال انه يجب تبني اجراءات لبناء الثقة والتوصل الى اتفاقيات الحد من التسلح.
نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة
بدوره، كتب "كارت ميللز" مقالة نشرت على موقع "ناشونال انتيريست" نقل فيها عن مسؤول بادارة ترامب بأن نقل السفارة الاميركية الى القدس هو في "مصلحة الشعب الاميركي".
وقال الكاتب ان "مراسم" نقل السفارة سيحضرها صهر ترامب "جاريد كوشنير" وزوجة الاخير “ايفانكا ترامب” وكذلك وزير الخزانة الاميركية "ستيفين مانشين"، واضاف بأن ادارة ترامب سعت الى وضع خطوة نقل السفارة في نفس اطار الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، وبالتالي ابراز نجاح في "التغيرات" في المنطقة و"تأمين امن "إسرائيل" المستمر".
ونقل الكاتب عن المسؤول الاميركي المذكور اشارته الى تغريدة وزير الخارجية البحريني التي قال فيها الاخير ان لدى "إسرائيل" حق الدفاع عن نفسها ضد "الاعتداء الايراني"، وذلك انما يدل على ان "إسرائيل" ليست في عزلة في المنطقة.
تأييد التيار المحافظ في اميركا لسياسات ترامب
الكاتب نفسه كتب مقالة نشرت على نفس الموقع اشار فيها الى مؤتمر شارك فيه عدد من الشخصيات من التيار المحافظ، وأن هذه الشخصيات أعربت عن سعادتها بالانسحاب الاميركي من الاتفاق مع ايران وقرار نقل السفارة الى القدس.
وقال الكاتب ان قطر وصفت خلال المؤتمر بأنها "قاعدة امامية اسلامية" (اي قاعدة للتطرف) وانه جرى التركيز ايضاً على "التحدي الايراني".
ولفت الكاتب الى ما قاله الجنرال الاسرائيلي "ايرن ليرمان" خلال المؤتمر لجهة تقسيم المنطقة الى ثلاثة معسكرات وهي: المعسكر الايراني، ومعسكر داعش، ومعسكر الاخوان المسلمين، اضافة الى معسكر رابع يشمل دول الخليج (باستثناء قطر) بقيادة السعودية ويشمل ايضاً "إسرائيل".
كذلك أضاف أن "ليرمان" طرح فكرة ان تقود الولايات المتحدة مساعي من اجل انهاء اتفاق حلف الناتو مع قطر.