ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الاجنبية: قدرات خصوم ايران على التصعيد ضدها محدودة
تحدث دبلوماسيون اميركيون صهاينة سابقون معروفون عن خطر يتمثل بغياب اي شركاء للولايات المتحدة للضغط على ايران،وذلك بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق.
هذا فيما دعت شخصيات معروفة من معسكر المحافظين الجدد الى تشديد الخناق و التصعيد ضد ايران، بينما ورد في التقارير التي نشرت في صحف اميركية بارزة ان قدرات خصوم ايران على التصعيد ضد الاخيرة محدودة.
وفي نفس السياق اعتبر دبلوماسيون اوروبيون سابقون ان ترامب و من خلال اعلانه الانسحاب من الاتفاق مع ايران وتهديد اطراف اخرى بمواجهة العقوبات في حال استمرت بالعمل التجاري مع طهران، اعتبرت ان ذلك انما يعد اعتداء على سيادة اوروبا.
واشنطن قد تكون بلا شركاء في مساعيها للضغط على ايران
كتب الدبلوماسي الاميركي الصهيوني السابق المعروف “Dennis Ross” مقالة نشرت بمجلة “Foreign Policy” اشار فيها الى كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب عندما اعلن الاخير الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران و تحديداً ما قاله ترامب بانه مستعد للتوصل الى اتفاق جديد مع ايران.
و قال الكاتب ان كلام ترامب هذا لا يعكس رغبة بتغيير النظام في ايران و انما يعكس الاعتقاد بامكانية التوصل الى اتفاق.
الكاتب اضاف بانه لكان من الاسهل بكثير ممارسة ضغوط جماعية على ايرانيين لو كانت طهران هي التي انسحبت من الاتفاق، معرباً عن اسفه لان واشنطن هي التي انسحبت وبشكل احادي، ونبه من انه بات هناك خطر حقيقي ان لا يكون لدى الولايات المتحدة شركاء في ممارسة الضغوط على الايرانيين تجبرهم على ما اسماه "تغيير سلوكهم" و اعادتهم الى طاولة المفاوضات.
كما تابع بان كل من الصين و الهند و روسيا و الاتحاد الاوروبي على الارجح لن تمارس مثل هذه الضغوط على ايران، و بانه لا يبدو ان لدى ادارة ترامب استراتيجية لاعادة الاوربيين الى المعسكر الاميركي.
كذلك قال الكاتب انه بات من الواضح بان ترامب و بعد ما دمر مقاربة اوباما حيال ايران اصبح يتحمل كامل مسؤولية ما ستقوم به طهران.و اضاف بان ايران و اذا كانت قادرة على تهديد امن المنطقة من خلال توسيع موطىء قدمها العسكري او استئناف برنامجها النووي (وفق تعبير الكاتب) فان المسؤولية حينها هي على عاتق ادارة ترامب لتظهر ان لها سياسة للتصدي لذلك.
دعوات من معسكر المحافظين الجدد للتصعيد ضد ايران
“John Hannah” و هو شخصية معروفة من معسكر المحافظين الجدد عمل سابقاً مستشار نائب الرئيس الاسبق "ديك تشيني"،كتب مقالة نشرت بمجلة “Foreign Policy” ايضاً تطرق فيها الى ما وصفه باستراتيجية ترامب حيال ايران "في فترة ما بعد الاتفاق النووي".
و اشار الكاتب الى ان ترامب و مستشاريه تحدثوا كثيراً عن ضرورة التصدي لنشاطات ايران لجهة ما اسماه "عدوانية ايران" في المنطقة و برنامجها للصواريخ البالستية،لكنه لفت بنفس الوقت الى ان ادارة ترامب لم توضح كيف تنوي مواجهة ايران بهذه المجالات.و اضاف بان ذلك يسبب القلق بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران.
الكاتب اردف بانه من الواضح ان العقوبات الاقتصادية هي في قلب اي استراتيجية اميركية،و بان السؤال الملح هو هل ان العقوبات لوحدها كافية.و قال الكاتب بهذا الاطار انه يشكك بان تكون العقوبات لوحدها كافية،و انه من الافضل استخدام كل ادوات القوة الاميركية،من اقتصادية و دبلوماسية و عسكرية و الكترونية و ايضاً العمل السري.
كما زعم الكاتب بان النظام الايراني هو "غير محصن" اليوم ربما اكثر من اي وقت مضى،امام العقوبات التي اعاد فرضها ترامب مع الانسحاب من الاتفاق.كذلك ادعى بان هناك شيء ما "تاريخي" يحصل في ايران و بان الوقت مناسب لمعاقبة النظام الايراني الى حد اشعال ازمة داخلية و وضع ايران امام خيار:اما الانهيار الاقتصادي و "انحلال" النظام،او "المقاضاة" من اجل السلام مع الولايات المتحدة،وفق تعبير الكاتب.
قدرات خصوم ايران على التصعيد ضدها محدودة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً اشار الى ان ترامب و كذلك كيان العدو و عدد من انظمة دول الخليج تريد التصعيد ضد يران،و الى ان الحديث عن تغيير النظام في طهران عاد بقوة و بشكل غير مسبوق في واشنطن منذ حقبة جورج بوش الابن و زعم الاخير بان ايران هي جزء مما اسماه "محور الشر".
غير ان التقرير اضاف بانه ليس واضحاً ابداً بان الانسحاب من الاتفاق سينجح كوسيلة للتصعيد ضد ايران،و بان لدى ايران اليوم شبكة مما اسماها "الميليشيات القوية التي تدافع عن مصالح ايران بعيداً عن حدودها".
كما تابع التقرير بان ايران قامت ببناء تحالف يمتد من العراق و سوريا الى لبنان،و بان القوات الايرانية او حلفائها اصبحت على ابواب "إسرائيل" و السعودية.و بينما لفت الى ان التحالف ضد ايران قد تعزز مع توحيد الصفوف بين الولايات المتحدة و "إسرائيل" و دول الخليج،اشار في المقابل الى ان قدرات هذه الاطراف على مواجهة "تمدد ايران" هي محدودة.
كما نبه التقرير الى ان الولايات المتحدة مترددة في التورط باي حروب جديدة في الشرق الاوسط،و الى ان ترامب قد قلص "المساعدات الخارجية في سوريا" ،و قال ايضاً انه يريد سحب القوات الاميركية الموجودة في سوريا.
اما دول الخليج فقال الكاتب انها انفقت المليارات على الاسلحة المتطورة لكنها لم تبثت قدرتها بعد على استخدام هذه الاسلحة بشكل فاعل.و اردف بان هذه الدول عالقة بالحرب على اليمن و ليس لديها نفوذ يذكر في لبنان و سوريا و العراق.
كذلك تابع بان ايران في المقابل اوجدت طرقا خلاقة لانشاء علاقات استراتيجية لا تتطلب انفاقات عسكرية كبيرة.
ترامب يعتدي على سيادة اوروبا
كتب رئيس الوزراء السويدي الاسبق “Carl Blidt” مقالة نشرت بصحيفة واشنطن بوست قال فيها ان قرار ترامب محاولة "تفجير" الاتفاق النووي مع ايران هو من الناحية التنفيذية اعتداء كبير على سيادة اطراف اخرى و خاصة اوروبا.
و اضاف الكاتب ان العقوبات التي اعلن ترامب اعادة فرضها على ايران تؤثر بشكل اساس على اوروبا،و عاد و وصف ما يحصل بانه اعتداء على سيادة الدول الاوروبية و الاتحاد الاوروبي.كما قال ان الاوروبيين يحرمون من حقهم بتقرير سياستهم بسبب املاءات ترامب،واصفاً ذلك بانه غير مقبول "من وجهة نظر اوروبية".كما تابع بان ذلك يجعل اوروبا مجرد طرف يلتزم وينفذ سياسات يختلف معها.
الكاتب حذر من ان استجابة اوروبا للضغوط الاميركية سيعني فقدان الثقة بالاتحاد الاوروبي كطرف سيادي في السياسات الخارجية و الامنية.و اضاف بنفس الوقت بان هناك مسؤولين في البيت الابيض من المعروف انهم يعارضون اي مساعي من قبل الدول الاوروبية للعمل الجماعي ضمن اطار الاتحاد الاوروبي.
كذلك تابع الكاتب بانه سيكون تصرف غير حكيم ابداً التقليل من مدى الحاق الضرر بالعلاقات الاطلسية و الناتج عن "اعتداء واشنطن على اوروبا".و اشار الى ان هناك اصوات معروفة تطالب اوروبا بان تدافع عن سيادتها من خلال مواجهة ترامب،و الى ان هذا السيناريو قد يكون ممكن.و بينما اعرب عن معارضته لسياسات ترامب فيما يخص الاتفاق النووي،قال انه يعارض بشكل اكبر حتى "اعتداء ترامب على سيادة اوروبا".