ارشيف من :أخبار لبنانية
فلسطين تنتفض بالدم على المؤامرة الخليجية لبيع القدس وتهويدها..ونصرالله: 55 صاروخاً وتحقّق الردع
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة من بيروت فجر اليوم على عدد من المواضيع الهامة، حيث أغرق نقل السفارة الأميركية الى مدينة القدس في خطوة مثيرة للجدل يوم أمس الغزاويين بدمائهم، عدد الشهداء أصصبح 58 فيما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى أكثر من 2800.
ولفت الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أمس إلى مرحلة جديدة تدخلها المنطقة ومعها محور المقاومة، متوقفًا أمام المشهد الفلسطيني كاشفاً للمخاطر التي تقف وراء مشروع صفقة القرن حيث لا قدس ولا عودة ولا دولة للفلسطينيين، والعقوبات بانتظار مَن يرفض، ولا خيار إلا المقاومة، بينما حكام الخليج يشاركون بالصفقة تشريعاً وفتاوى لاغتصاب القدس وتهويدها.
وجاءت نتائج الإنتخابات العراقية لتلقي بضلالها على عواصم العالم، حيث لا توحي هذه النتائج وتوازناتها بتبلور أغلبية نيابية قادرة على قيادة المرحلة الجديدة من دون تفاهمات وتحالفات تعيد إنتاج الصيغ التوافقي.
بداية مع صحيفة "البناء" التي أشارت الى أن المتابعات تتواصل في عواصم العالم والمنطقة لآخر نتائج الانتخابات العراقية وتوازناتها التي لا توحي بتبلور أغلبية نيابية قادرة على قيادة المرحلة الجديدة من دون تفاهمات وتحالفات تعيد إنتاج الصيغ التوافقية، بدأت اجتماعات أستانة الخاصة بسورية ومناطق التهدئة والحلّ السياسي بقيادة روسية تحمل جدول أعمال يضع الأولوية للشريطين الحدودين في شمال سورية وجنوبها.
وأضافت الصحيفة الى أن هناك حدثان كبيران في العراق وأستانة حجبهما الزلزال الذي مثله المشهد الفلسطيني، يواجه باللحم العاري والدماء الغزيرة، الاحتفال الأميركي الإسرائيلي بتوقيع عربي لبيع القدس من بوابة نقل السفارة الأميركية إليها علامة اعتمادها عاصمة لـ«إسرائيل»، وتشريعاً لتهويدها. وفيما كان الحضور الفلسطيني من غزة إلى الضفة والقدس والأراضي المحتلة العام 1948 تعبيراً عن إرادة الفلسطينيين بتوجيه رسالة مدوّية بدمائهم إلى العالم عن حقهم الذي لن يضيع، يتواصل المشهد اليوم في الإحياء التاريخي الموعود لذكرى اغتصاب فلسطين، بعدما سجّل يوم أمس سقوط خمسة وخمسين شهيداً وأكثر من ألفي جريح.
ورأت الصحيفة أن المعادلة التي حضرت بموازاة الحدث الفلسطيني الكبير كانت في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي أشار إلى مرحلة جديدة تدخلها المنطقة ومعها محور المقاومة، توقف السيد نصرالله أمام المشهد الفلسطيني كاشفاً للمخاطر التي تقف وراء مشروع صفقة القرن حيث لا قدس ولا عودة ولا دولة للفلسطينيين، والعقوبات بانتظار مَن يرفض، ولا خيار إلا المقاومة، بينما حكام الخليج يشاركون بالصفقة تشريعاً وفتاوى لاغتصاب القدس وتهويدها، والمقاومة خيار يثبت فعاليته في الميدان، من لبنان حيث نتائج الانتخابات تزيد من حصانة المقاومة وموازين الردع التي تبنيها، إلى سورية حيث المواجهة النوعيّة الفاصلة في ليلة الصواريخ سجلت فتح جبهة الجولان المحتلّ بخمسة وخمسين صاروخاً بلغ معظمها أهدافه، وكانت كافية لرسم معادلة الردع، التي لو تخطتها «إسرائيل» لتساقطت الصواريخ في عمق الكيان.
لبنانياً، دعا السيد نصرالله للعقلانية بعيداً عن الصخب والضجيج وحسابات الأرقام، فرئاسة المجلس النيابي محسومة للرئيس نبيه بري، ولنذهب بعدها إلى الاستشارات وتشكيل الحكومة، بينما كان رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان يضع للحكومة الجديدة معادلة القوّة اللبنانية الوطنية الصافية متمثلة بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، حسب "البناء".
وتابعت أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عاد للتذكير بأولوية ملف عودة النازحين السوريين وخطورة الموقف الدولي من مفهوم هذه العودة، بينما قال وزير الخارجية جبران باسيل مخاطباً الاتحاد الأوروبي إنّ لبنان يستضيف من النازحين السوريين أكثر مما تستضيف الدول الأوروبية مجتمعة، فلا يعطي أحد لبنان دروساً في الإنسانية.
مستقبل «تيار المستقبل» بقي تحت المجهر في ظلّ الحديث عن مضمون التغييرات التي يشهدها، والتي قد يشهدها، وما إذا كانت خضوعاً لإملاءات سعودية أو تعبيراً عن قرار لرئيس الحكومة بتغيير يضع بموجبه يده على قيادة التيار مباشرة، في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، بانتظار كيفية تعامل الحريري مع تشكيل الحكومة الجديدة وما سيظهره من تحالفات ومواقف، خصوصاً تجاه البيان الوزاري للحكومة والموقف من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، حسب الصحيفة.
بدورها، صحيفة "اللواء" رأت أنه على مرأى ومسمع مشهد يُعيد إنتاج النكبة بعد مرور سبعين عاماً على اقتلاع شعب بكامله من أرضه، هو الشعب الفلسطيني، كان اللبنانيون الخارجون للتو من الانتخابات النيابية يتابعون الانتفاضة السلمية الشعبية العارمة رفضاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ولبنان المتعاطف اصلاً مع القضية الفلسطينية، رفض على لسان الرئيس سعد الحريري إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، معتبراً ان نقل السفارة الأميركية إلى القدس خطوة من شأنها ان تضع كل المسارات السلمية في المنطقة امام جدار مسدود.
وأضافت الصحيفة الى أنه "ولئن كان المجلس النيابي، يلتئم الثلاثاء المقبل للتجديد للرئيس نبيه برّي وانتخاب نائب رئيس للمجلس، لا يرى حزب الله مشكلة في انتخابه، في ظل توجه يقضي ان يكون من التيار الوطني الحر، في ضوء طبخة يجري انضاجها، عبر مشاورات يتولى جانب منها حزب الله، بعد ان كان أمينه العام السيّد حسن نصر الله كشف ان لا بدّ من ترتيب العلاقة بين حليفه حركة «أمل» والتيار الوطني الحر.. فإن مجلس الوزراء، يعقد جلسة ربما تكون الأخيرة غداً، حافلة بالمواضيع، وبجدول أعمال من 83 بنداً على ان يطرح ملف الكهرباء من خارج جدول الأعمال".
وتوقفت مصادر سياسية عند الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي لفت فيه إلى انه «بموجب القانون السابق كان يتم تشكيل حكومات اتحاد وطني فيما يمكن بموجب القانون الجديد ان تشكّل حكومة أكثرية، وبقاء المعارضة خارجها، إذا رغبت، حسب الصحيفة.
إلى ذلك، أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» انه لا يمكن الجزم منذ الآن، ما إذا كانت جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد غداً الأربعاء في بعبدا، والمتخمة ببنود فضفاضة تتجاوز المائة بند، ستكون الجلسة الوداعية الأخيرة لحكومة «استعادة الثقة»، خصوصاً وان المجلس لن يتمكن من الانتهاء من مناقشة جميع بنود جدول أعماله، لا سيما وان بينها ملفات خلافية، مثل ملف الكهرباء، إلى جانب مواضيع إنمائية وتربوية عديدة تثير إشكالات مثل اقتراح إلغاء الشهادة المتوسطة (البريفيه) والترخيص للجامعة الارثوذكسية، وهو بند مؤجل من السنة الماضية، وان ادرج مع مجموعة من التراخيص لفروع جامعية في عدد من المناطق.
ولفتت الصحيفة الى أن وزير الزراعة غازي زعيتر أكد في تصريح لـ«اللواء» أن فرضية انعقاد جلسة أو جلستين للحكومة غير مستبعدة والا فإن ثمة بنودا سترحل إلى الحكومة الجديدة. ولفت إلى أن بنودا تتصل بالاملاك البحرية تأخذ وقتا من النقاش.
وأفادت المصادر الوزارية أن مجلس الوزراء سيتوقف عند العملية الانتخابية التي تمت ويجري تقييما لها مع العلم أن معظم الفرقاء باشروا بإجراء هذا التقييم، وطلب وزير شؤون النازحين معين المرعبي عبر اللواء بتوضيح بعض الأمور المتصلة بهذه العملية، حسب "اللواء".
وعلم من المصادر الوزارية ان الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، سيتوجهان إلى المجلس عن مرحلة عمل الحكومة وما حققته، على ان يتركا مسألة ما إذا كانت الجلسة الأخيرة أم لا إلى مجريات النقاش الذي سيحصل، ولا سيما وان جدول الأعمال الذي وزّع على الوزراء يتضمن 83 بنداً، أضيف إليه ليلاً ملحق من 9 بنود.
أما صحيقة "النهار" فقالت "يوم نقل السفارة الأميركية غرق بدماء الغزاويين دشّنت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في مدينة القدس أمس، في خطوة مثيرة للجدل خلال احتفال تضمن كلمة مصوّرة للرئيس الاميركي دونالد ترامب، بينما قتل 52 فلسطينياً على الأقل وجرح نحو ألفين في مواجهات عنيفة تفجّرت على الحدود عند قطاع غزة. وهذا اليوم الأكثر دموية منذ نهاية الحرب التي شنّتها اسرائيل عام 2014 على القطاع".
وأعلن الجيش الاسرائيلي أيضاً شنّ غارة جوية على "خمسة أهداف ارهابية في مخيم للتدريب العسكري التابع لحركة حماس" شمال قطاع غزة.
وأفاد مراسلو "وكالة الصحافة الفرنسية" ان آلاف الفلسطينيين تجمعوا في مناطق مختلفة على طول الحدود، وحاول عدد منهم الاقتراب من السياج الأمني ورشقوا حجاراً في اتجاه الجنود الذين ردوا باطلاق النار.
مواضيع ذات صلة
وقال الجيش الاسرائيلي إن "40 ألف فلسطيني يشاركون حالياً في اعمال شغب في 13 موقعاً على طول السياج الأمني مع قطاع غزة".
وأضاف: "يلقي المشاركون قنابل حارقة وعبوات ناسفة على السياج الأمني وعلى القوات (الاسرائيلية) ويحرقون الاطارات ويلقون الحجار. كما يلقون مواد مشتعلة بنية اشعال حرائق في اسرائيل وإلحاق الأذى بالقوات". وأشار الى أن الجيش "يستخدم وسائل مكافحة الشغب والنار" للرد.
وقدّم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تبريراً لاستخدام القوة ضد الفلسطينيين بقوله في بيان: "كل دولة لديها التزام للدفاع عن حدودها. حركة حماس الارهابية تصرّح بأن هدفها تدمير دولة اسرائيل وترسل آلافاً الى السياج الأمني لتحقيق هدفها... سنواصل العمل بحزم لحماية سيادتنا ومواطنينا".
وصرّح الناطق باسم البيت الابيض راج شاه بأن "المسؤولية الكاملة عن هذه الوفيات المأسوية تقع على حماس"، وأن "من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها". وقال إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس والعنف في غزة لن يؤثرا على خطة السلام.
وأكدت "حماس" استمرار الاحتجاجات قرب الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، محذّرة من أن صبرها "لن يطول".
وندّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"المجازر" في قطاع غزة، قائلاً إن الولايات المتحدة "لم تعد وسيطاً" في الشرق الأوسط بعد نقل سفارتها الى القدس. ودعا الى تنكيس الاعلام ثلاثة أيام حداداً على الضحايا، الى اضراب اليوم احياء لذكرى مرور 70 عاماً على النكبة.
ودعت البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة الى جلسة طارئة لمجلس الأمن صباح اليوم في شأن الوضع في الشرق الاوسط.
كذلك ندّدت الرئاسة الفرنسية بـ"أعمال العنف" في غزة. وقالت إن الرئيس ايمانويل ماكرون "سيتحدث مع جميع الأفرقاء في المنطقة في الأيام المقبلة".
وقال ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: "نحن قلقون من التقارير عن العنف وخسارة الأرواح في غزة، وندعو الى الهدوء وضبط النفس لتجنب أعمال مدمرة لجهود السلام".
وصرحت ناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية: "ينبغي (احترام) حق التظاهر السلمي في غزة أيضا".
وسئل الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عما اذا كان نقل السفارة الأميركية يثير مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة، فأجاب: "نعم، لدينا مثل هذه المخاوف وسبق لنا أن عبّرنا عنها".
وعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "نرفض هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة"، ورأى أن "الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع وتالياً تخسر دور الوسيط في عملية السلام" في الشرق الاوسط.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان "دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني الى "أقصى درجات ضبط النفس".
وأبدى الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس "قلقه العميق" من الوضع في غزة.
وقال المفوض السامي للامم المتحدة لحقوق الانسان الامير زيد رعد الحسين إن "مقتل عشرات الاشخاص واصابة المئات بالرصاص الحي في غزة يجب أن يتوقفاً فوراً. على المسؤولين عن هذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان أن يحاسبوا".
وندّدت منظمة العفو الدولية بـ"الانتهاك الصارخ" لحقوق الانسان و"جرائم الحرب" في غزة.