ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الأجنبية: تراجع دعم الحزب الديمقراطي الأمريكي لـ’تل أبيب’
علي رزق
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا لميشيل غولدبرغ وصفت فيها الأحداث التي شهدتها الأراضي المحتلة بـ "البشعة"، مشيرةً الى أن الأحداث هذه جاءت لتستكمل التحالف "الساخر" بين "اليهود الصقور والصهاينة الانجيليين".
وأشارت الى أن مشاهد الضحايا الفلسطينيين الى جانب مشهد "ايفانكا ترامب" وهي تبتسم يقول الكثير لجهة علاقات أميركا مع كيان العدو، لافتةً الى أنه لم يسبق أن كانت علاقات أميركا مع كيان العدو بهذه المتانة.
وأكدت غولدبرغ أن لا مبرّر للعنف "غير المتكافىء" الذي يلجأ اليه الجيش الصهيوني، مشيرةً الى ما قالته نائب مدير قسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية ماجدالينا مغربي حول إن "إسرائيل" استخدمت مرة أخرى العنف القاتل والمفرط ضد المحتجين الذين لا يشكلون تهديدًا وشيكًا".
ولفتت الكاتبة الى أنه وبينما أدانت الكثير من دول العالم عمليات القتل في غزة، الا أن الولايات المتحدة أعطت لكيان العدو حرية القيام بما يحلوا له بحق الفلسطينيين، مضيفةً إنه قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب فإن رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتنياهو ساهم بايجاد انقسام حزبي حول "إسرائيل" في السياسة الأميركية، وذلك بعد أن كان الموقف الأميركي تجاه "إسرائيل" يحظى بالاجماع.
وحذرت الكاتبة من أن أحداث يوم الاثنين قد يزيد من الانقسام الحزبي داخل أميركا تجاه كيان العدو، "بحيث يصبح أعضاء الحزب الديمقراطي يعارضون أكثر فأكثر السياسات الصهيونية".
ولفتت الى أن ترامب في يوم ما سيغادر البيت الابيض، والتوجهات الحالية تفيد أن أقلية يهودية ستسيطر في يوم ما على غالبية مسلمة، وخلصت الى أن الجيل الصاعد من الأميركيين قد ينظر الى "إسرائيل" على أساس أنها دولة عنصرية.
*تأثير جهات صهيونية على سياسات ادارة ترامب في الشرق الاوسط
في سياق متصل، كتب جيم لوب وايلي كليفتون مقالة حملت عنوان "هل أن سياسات الحزب الجمهوري حيال الشرق الاوسط اشترتها ودفعت ثمنها مجموعة جمهورية ليكودية؟ ونشرها موقع "لوب لوغ" الأمريكي.
وأشار الكاتبان فيها الى أن الملياردير الصهيوني شيلدون أديلسون -وهو أكبر ممولي حملة ترامب الانتخابية والمعروف أنه مقرب جدًا من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو- تعهّد بتقديم مبلغ 30 مليون دولار لدعم النواب الجمهوريين في انتخابات الكونغرس التي ستجري بشهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
وتساءل الكاتبان عما يتوقعه "أديلسون" مقابل هذا الدعم، وذلك بعد أن ساهم بالسياسات التي اتبعها ترامب في الشرق الاوسط.
ولفت الكاتبان الى أن تعهد "أديلسون" بتقديم هذا الدعم جاء بوساطة من الائتلاف الجمهوري اليهودي "التابع للحزب الجمهوري"، وقبل أيام قليلة فقط من إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، ولفت الكاتبان الى أن الانسحاب من هذا الاتفاق طالما شكل أولوية للائتلاف الجمهوري اليهودي.
وأضاف الكاتبان إن تعهد "أديلسون" يزيد بشكل كبير الدعم المالي للنواب الجمهوريين في الكونغرس، وأن "أديلسون" وأعضاء آخرين في مجلس ادارة الائتلاف الجمهوري اليهودي ساهموا حتى الآن بما يزيد عن 56 بالمئة من هذا الدعم المالي.
وشدد الكاتبان على أن نتنياهو يعطي أهمية كبيرة للاحتفاظ بغالبية جمهورية في مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس، وذلك نظرًا الى ما أسمياه "نفور الديمقراطيين المتزايد" من حكومة نتنياهو "اليمينية".
وحول العلاقة بين المساهمات المالية للشخصيات الصهيونية مثل "أديلسون" وسياسات اميركا في الشرق الاوسط، أشار الكاتبان الى أن مواقف الاتئلاف الجمهوري اليهودي على صعيد السياسة الخارجية تنسجم بشكل كبير مع مواقف حزب الليكود، والى أن الاتئلاف الجمهوري اليهودي حقق سلسلة من الانتصارات الكبرى خلال العام الماضي بفضل ادارة ترامب.
ولفتا الى اعتراف ترامب بالقدس عاصمة "إسرائيل" ونقل السفارة الأميركية الى القدس، والتخلي عن عبارة الأراضي المحتلة لوصف الضفة الغربية وما يسمى "القدس الشرقية"، اضافة الى تعيين شخصية مؤيدة لانشطة الاستيطان سفيرًا لدى " إسرائيل"، وتقليص الدعم للسلطة الفلسطينية ولوكالة "الانوروا" التي تقدم المساعدات للاجئين الفلسطينيين وعائلاتهم.
وتطرق الكاتبان الى إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، وقالا إن الائتلاف الجمهوري اليهودي عارض أي اتفاق لا يستجيب لمطالب نتنياهو.
*ترامب قدّم هدية لحكومة نتنياهو دون تنازلات
من جهته، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة جاء فيها أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب قدم لحكومة نتنياهو هدية نقل السفارة الأميركية الى القدس من دون أيّ تنازلات أو شروط وأقدم على توجيه "صفعة" للفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة أن العالم وقف متفرجًا، في حين قام الجنود "الإسرائيليون" بقتل عشرات المحتجين الفلسطينيين وجرح آلاف الآخرين" على أطراف قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن العمل "الأحادي" الجانب هو الأسلوب المتبع من قبل "الحكومات اليمينية الاسرائيلية المتعاقبة"، وفق تعبيرها، بدلًا من المفاوضات والتسوية، وتابعت أن إمكانية التوصل الى السلام تستمر بالتراجع و"شخصية "إسرائيل الديمقراطية" تستمر بالتآكل "بسبب احتلال ملايين الفلسطينيين" الذين يفتقدون الى سيادة خاصة بهم"، بحسب توصيفها.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الى أن ترامب قد وعد مرارًا بخطة "سلام" كبرى دون أن يقدم شيء، وأنه الآن رمى بكامل ثقله خلف الاستراتيجية الصهيونية.
كما اعتبرت أن مراسم نقل السفارة الاميركية عكست رفضًا للفلسطينيين، وتوقيت هذا الحدث جاء ليوضح الانحياز الأميركي، اذ تزامن مع ذكرى النكبة.