ارشيف من :تحقيقات

شهر رمضان في طرابس: حركة اقتصادية ناشطة وغلاء أسعار

شهر رمضان في طرابس: حركة اقتصادية ناشطة وغلاء أسعار

تستعد عاصمة الشمال، طرابلس، لإستقبال شهر رمضان المبارك، وقد لبست حلتها الجديدة من الأضواء والزينة والبسطات التي تتزين بشتى ألوان الطعام والعصائر والحلوى .
الداخل الى طرابلس، يلاحظ الإستعداد الناشط من أبناء المدينة لإستقبال شهر الخير، حركة اقتصادية ناشطة تشهدها الاسواق والمحلات التجارية، بالتزامن مع المتنفس الواسع  من الانفتاح الديني والإسلامي، التي عادت لتعيشه المدينة، بعدما فشل مشايخ معروفون لاخراجها من ثوبها الاسلامي المعتدل، الى الجو التكفيري المتطرف.
تحضيرات الاهالي تجري على قدم وساق، ازدادت الحركة في شوارع المدينة، التي زينت الاضاءة مجملها، ولبست اسواقها ومنازلها حلتها الجديدة، وانتشرت العادات والتقاليد الخاصة بأبناء طرابلس برمضان في كل ارجاء المدينة، وبدأت رائحة الحلويات الطرابلسية تفوح في أزقتها وشوارعها، وعملت فرقة من الجيش اللبناني، على إعادة تهيأة مدفع الافطار والسحور من مكانه في قلعة طرابلس، وهو سيطلق اليوم ،كعادته، 10 طلقات ترحيبية بالشهر الفضيل.
من ناحية اخرى، يتحضر تجار طرابلس لمواكبة الشهر الفضيل، الذي يصب اتكالهم عليه، لاعادة تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية في عاصمة الشمال، وهو يعتبر من اهم المواسم لدى هؤلاء لتعويض حالة الركود الاقتصادي التي تصيبهم طيلة العام، لكن على حساب المواطن، ليتحول شهر الخير والبركة، عبئاً على كاهل المواطن اللبناني، الذي يعيش حالة اقتصادية صعبة وازمة معيشية كبيرة، في ظل تجار لا يرحمون في الاسعار، ويلهثون وراء الربح السريع، وهم يجيدون استغلال المواطن في ظل غياب المراقبة من قبل الدولة ومؤسساتها .
ارتفاع غير مقبول في الأسعار ...
في ظل ذلك، جال "موقع العهد" على اسواق طرابلس لمواكبة إرتفاع الأسعار الذي بدأ يأخذ منحى تصاعدي، إذ يلاحظ ارتفاع واضح  في اسعار اللحوم والدجاج، كونها تعد من اكثر المواد التي تلقى اقبالاً كثيفاً من قبل الناس، خاصة في الايام الاولى من الشهر الفضيل وهو ما يدفع بالعديد من التجار الى استغلال الفرصة ورفع اسعارها.
كذلك، يلاحظ ارتفاع اسعار الخضار والحبوب، بالرغم من ان عدد من تجار سوق الخضار تعهدوا ان تبقى الاسعار دون اية زيادة وذلك حرصاً على الطبقة المتوسطة والفقيرة الحال في رمضان، ولكن الارتفاع طال جميع أصناف الخضار، خصوصاً ما يعرف بمكونات صحن التبولة او الفتوش، بحيث ارتفعت أسعار البندورة والخيار والخس والبقدونس إلى الضعف لدى المحلات التي تبيع بالمفرق، إذ زاد سعرها النصف، وهو ما دفع احد الطرابلسيين الى التعليق بالقول: "صحن السلطة في رمضان أغلى من الذهب"، ولدى سؤالنا أحد بائعي الخضار عن سبب ارتفاع أسعار الخضراوات لديه، وهي في السوق اقل من السعر المطروح لديه، عزا ذلك الى عملية نقل البضائع والعرض واجرة المحل و.. ومن ثم يعود ليلقي اللوم على تجار الجملة وسماسرة السوق الذين يعملون على شراء البضاعة من المزارع بسعر الكلفة ويحققون بها ارباح كبيرة من خلال الزيادة التي تطرح على البضاعة.
اما المواد الغذائية، فقد اختلف ارتفاع اسعارها بين تاجر واخر، في ظل غياب دور جهاز الرقابة والتفتيش، المكلف مراقبة الأسعار وخاصة في الاحياء الشعبية والفقيرة، ففي احدى محلات السوبر ماركت لوحظ زيادة ما يقارب الـ15٪ على سعر السلع الاولية وهي تعتبر من المكونات الاساسية التي تستعمل في شهر رمضان كالحبوب والمعلبات والاصناف الغذائية، في حين ان عدد اخر من التجار، عمد الى تخزين كميات كبيرة من البضائع قبل ايام من دخول رمضان لبيعها باسعار تفوق سعرها الحقيقي، مع دخول الايام الاولى للشهر الفضيل
حالة الانتعاش التي  تعيشها اسواق طرابلس هذا العام، في ظل الجو الامني والديني المريح، يعكر صفوها ارتفاع الاسعار، واستغلال التجار للطبقة الفقيرة والمتوسطة لتحقيق مكاسب مادية، على حسابهم وهو ما يمنع طرابلس واهلها من التنعم بخيرات شهر رمضان وبركاته.

2018-05-16