ارشيف من :تحقيقات
الرستن وتلبيسة: الأهالي يعودون إلى بلداتهم مع عودة الخدمات الحكومية إلى ريف حمص الشمالي
لم تتأخر الحكومة السورية في تقديم خدماتها لأهالي المناطق المحررة في ريف حمص الشمالي، فما كاد الإرهاب يخرج حتى حضرت المؤسسات الخدمية التي أشرف عليها وبصفة شخصية محافظ حمص طلال البرازي الذي وضع موقع "العهد" الإخباري في صورة المستقبل القريب الذي ينتظر بلدات خرجت لتوها من جحيم إرهاب مكث طويلا هناك لمحو آثار الإرهابيين.
في معبر السمعليل الذي كانت الحكومة السورية قد افتتحته على طريق حمص مصياف وقف محافظ حمص طلال البرازي يرقب حافلات الإرهابيين المتوجهة من بلدة الحولة عبره نحو الشمال السوري، افتتح المعبر تسريعا للعملية التي أفضت إلى تنظيف ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي من الإرهابيين، اقتربنا منه لنسأله عما ينتظر هذه المنطقة في قادمات الأيام، فأوضح أن هذا الإتفاق كان بإشراف ومشاركة مكتب المصالحة الروسي وبتسهيل من الجانب الحكومي الذي أدى ما عليه في هذا الإطار من خلال اللقاءات العديدة التي تمت وبشكل دوري مع وفود كبيرة من أهالي الرستن والحولة وتلبيسة فضلا عن إفساح المجال أمام الفعاليات الإجتماعية لأخذ دورها في هذه التسويات.
وبين البرازي لموقع "العهد" الإخباري أن طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية سيتقدمون لإجراء امتحاناتهم بشكل طبيعي، فقبيل خروج الإرهابيين وبشكل نهائي أصرت الحكومة السورية على السماح لحوالي470 طالب وطالبة من مناطق الريف الشمالي للخروج من أجل تقديم امتحاناتهم في المراكز الإمتحانية بمدينة حمص، وبدأت كذلك عملية تأمين الخدمات ودخول الدوائر الحكومية والخدمية ومجالس الوحدات الإدارية إضافة إلى قوى الأمن الداخلي لإعادة الوضع الأمني إلى ما كان عليه قبيل هذه الأزمة"، كل ذلك بالتزامن مع عودة حوالي سبعين في المئة من أهالي الريف الشمالي إلى بيوتهم وأماكنهم التي كانوا قد هجروا منها".
لم تغب الدولة بشكل نهائي
محافظ حمص أوضح لموقع "العهد" الإخباري أن الدوائر الخدمية والوحدات الإدارية لم تتوقف عن أداء مهامها خلال الأربع سنوات الماضية حين كان الإرهابيون مسيطرين، فهدنة ما قبل خروجهم النهائي سمحت للحكومة السورية بتخديم أكثر من 51 مدرسة في هذه المناطق وفق المناهج الحكومية " وإن كان الإرهابيون يذكرون في كل مناسبة بأنهم موجودون عبر سلسلة من الممارسات الشنيعة التي كانت تعيق عملنا في بعض الأحيان وخصوصا لجهة محاولات ابتزازنا لعلمهم المسبق بحرصنا على مستقبل طلابنا ونجاحهم، فضلا عن مضايقات آخرى في مجالات متعددة آخرى ولكن مع خروج آخر إرهابي سيعود كل شيئ أفضل مما كان في السابق وأسرع مما يتوقع الجميع فتحضيراتنا لهذه اللحظة قديمة جدا " ولفت البرازي إلى مباشرة ورشات الصيانة في إصلاح شبكات الكهرباء في مختلف هذه المناطق ومنذ عدة ايام في الوقت الذي تدرس إدارة الموارد المائية فيه إعادة تأهيل القنوات المائية بين حمص وحماه " وهذه الأعمال ينفذ جزء منها الآن كما يتم إعادة تأهيل بعض النقاط الخدمية من أجل دخول آمن للعمال كي يباشروا وفق برنامج العمل الحكومي المخطط لهم".
آخر دفعات الإرهاب
بالتزامن مع خروج الدفعة السابعة والأخيرة من إرهابيي حمص وحماة إلى الشمال السوري فتحت الدولة السورية معبرا جديدا ولكن هذه المرة لدخول قوى الأمن الداخلي إلى العديد من البلدات غرب بلدة السلمية أهمها عز الدين وعسيلة والقنيطرات وعيدون قائد شرطة حمص اللواء خالد الهلال أكد لموقع "العهد" الإخباري بأن هذا يشكل الإنتصار الكبير " ومن هنا نعلن دحر الإرهاب وعودة الحياة الآمنة إلى هذه البلدات وأهلها بفضل دماء الشهداء وبسالة الجيش العربي السوري" وشدد الهلال على أن وحدات قوى الأمن الداخلي باشرت عملها في هذه المناطق وبدأت بتلقي شكاوي المواطنين ،" أمامنا مرحلة تحتاج إلى جهود مضاعفة ولكن الأوامر صدرت إلينا بتذليلها وحمل كل طلبات الأهالي على كاهلنا".
أبو محمد ابن قرية الغاصبية شرح لموقع " العهد " كيف عاث الإرهابيون فسادا في كل مكان وصلوا إليه " ذبحونا وذبحوا أولادنا وجوعونا، أهلا وسهلا بالجيش العربي السوري نحن جنود القائد بشار الأسد".
أبو ابراهيم أكد كذلك لموقع "العهد" الإخباري أن " زمن الإنتظار قد طال ولكن مع دخول طلائع الجيش السوري شعرنا بأن كل أحزاننا أصبحت من الماضي ويجب علينا جميعا أن نفكر في مستقبل أولادنا بعد زوال حكم الإرهاب الدامي".
مرحلة سوداء طويت إذا وابتدأت بعدها مرحلة جديدة في حياة أهالي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي هنالك وعلى مسمع منا همس أحد الأهالي في أذن صديقه وهما يراقبان العلم السوري المرفوع للتو في بلدته قائلا "ما كان يجب أن ينكس في يوم من الأيام".