ارشيف من :أخبار لبنانية

اسبوع الاستحقاقات الحكومية والنيابية في لبنان..

اسبوع الاستحقاقات الحكومية والنيابية في لبنان..


الاخبار: الحريري.. نسخة جديدة أيضاً!

يحرص سعد الحريري على تذكير مجالسيه بأن سعد الذي يعرفونه قد تغيّر. هذا الكلام لم يقله بعد الانتخابات فقط. بل قاله مراراً وتكراراً منذ أزمة اعتقاله في السعودية الخريف الماضي. وصار واضحاً لغالبية من يعرفونه ويتصلون به أنه بات شخصاً آخر.

التغيّر عند الحريري لا يمكن توقعه على شكل انقلاب في السلوك والخيارات وآليات العمل. هو نوع من التغير البطيء، الذي يتحول تدريجياً الى خطوات. وما اكتشفه الحريري نفسه من قدرات لديه، خلال أزمة الاعتقال، لم يظهر أمام كل من حوله، ما جعل بعض قراراته الأخيرة مفاجئاً أو حتى صادماً لكثيرين، من كيفية اختيارالمرشحين على لوائحه الانتخابية، الى كيفية حصوله على تمويل حملته الانتخابية، الى قراراته التنظيمية المستمرة منذ انتهاء الانتخابات، الى علاقاته السياسية في البلاد والخارج.
قد يكون الحريري الوحيد الذي يقلب على بطنه وظهره مرات عدة، بخلاف غالبية نظرائه من شخصيات أو جهات أو قوى. وقد يكون الوحيد من بين الجميع من يصعب حسم تموضعه الكامل في المرحلة المقبلة، لأن تحالفاته الانتخابية لا يبدو أنها مستمرة على شكل تحالفات سياسية. من كان خصماً تحول حليفاً وبالعكس، كما هي الحال مع المقرّبين الذين صار بعضهم في دائرة الأبعدين. لكن الثابت الوحيد، الذي يجب على الجميع الأخذ به، أن الحريري هو المرشح الطبيعي الوحيد لتولي منصب رئيس الحكومة المقبلة، ربطاً بما يمثله اليوم، أولاً على الصعيد الشعبي المحلي، وثانياً على صعيد موقعه في المنطقة، وثالثاً على صعيد حسابات العواصم الكبرى. وكل محاولة تذاك للمناورة، من قبل أي قوة سياسية محلية أو جهة خارجية، ليس لها نتيجة سوى تأخير تأليف الحكومة. وارتداداتها السلبية ستكون حصراً على خصومه.
لكن كيف سيتصرف الرجل؟
مع إعلان نتائج الانتخابات، تغيرت ملامحه، وفترة السماح التي انتزعها لنفسه، خلال فترة الإعداد للانتخابات، انتهت بصورة كاملة ليل السادس من أيار. أول اتصالات التهنئة التي وردته من الخارج، ذكّرته بأنه بات يقف أمام تعهدات والتزامات يجب الوفاء بها، وتتعلق بأمور كثيرة، من بينها تغيير طاقمه القيادي، وإعادة الحرارة الى علاقات سياسية سابقة، وفتح صنبور المياه الباردة على مسارات سياسية أخرى، وأن الوقت الذي يتطلبه هذا التغيير ليس طويلاً جداً. وهو ما فهمه الحريري نفسه، مبادراً الى سلسلة من الخطوات التي ستظهر على صورتها النهائية بعد أشهر وليس بعد أسابيع، وستكون لها انعكاساتها على صورة كتلته النيابية التي قد تفقد شخصيات بارزة، وعلى صورة قيادة تيار «المستقبل» التي ستكون أكثر تواضعاً وأقل تطلباً على الصعد كافة، كما على صورة نفوذه الحكومي، حيث سيجد نفسه هذه المرة واحداً من مجموعة تتشارك في إدارة البلاد، من دون حصرية لهذا الملف أو ذاك، ما يفتح الباب أمام نزاعات وصراعات قد تؤخر مصالح الناس. لكنها نزاعات أكيدة، في سياق سعي جميع القوى الى ترجمة ما حصدته انتخابياً على شكل نفوذ داخل مؤسسات السلطة في البلاد.
في الجانب السياسي، سمع الحريري كلاماً سعودياً وفرنسياً وأميركياً واضحاً، بأن المعركة ضد حزب الله مستمرة. لكن هذه العواصم لن تدفع الرجل الى مواجهات خاسرة، وهي تعرف مسبقاً أنه لن يذهب بعيداً في تلبية جميع مطالبها، مستنداً الى أنه لا يوجد في لبنان من يقدر على القيام بهذه المهمة، ومرتاحاً الى أن الانتخابات أجهزت على القوى والشخصيات التي تدّعي قدرتها على القيام بهذه المهمة.

الجمهورية: اسبوع نيابي ـ حكومي

وفي المسار النيابي ـ الحكومي، تنتهي منتصف ليل اليوم الاثنين، ولاية مجلس نواب العام 2009 والممدد له ثلاث مرات. كذلك تودّع حكومة «استعادة الثقة» اليوم الاخير من عمرها بجلسة تعقدها في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بجدول أعمال من 59 بنداً من بينها ما هو مرتبط بملف الكهرباء، قبل ان تتحوّل غداً الثلثاء حكومة تصريف اعمال.

أمّا المحطة الابرز فستكون في مجلس النواب بعد غدٍ الاربعاء، مع جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي الجديد، بناءً لدعوة سيوجّهها رئيس السنّ النائب ميشال المر، علماً أنّ رئاسة هذا المجلس باتت محسومة للرئيس نبيه بري، وكذلك انتخاب نائبه وهيئة مكتب المجلس.

وفور انتخابه رئيساً للمجلس مجدداً، سينتقل بري من مقعده النيابي الى المنصّة الرئاسية لإدارة الجلسة المخصصة لانتخاب نائبه لولاية كاملة تمتد أربع سنوات.

وتتكثّف في الساعات المقبلة الاتصالات واللقاءات قبل ان تطلقَ الكتل النيابية ترشيحاتها. وفي هذا الإطار تعقد كتلة «الجمهورية القوية» اجتماعاً عصر اليوم لتحديد موقفِها من الاستحقاقين النيابي والحكومي، علماً انّها رشّحت النائب أنيس نصّار لنيابة رئاسة مجلس النواب. وينتظر أن يحددّ كلّ من تكتل «لبنان القوي» وكتلة «المستقبل» غداً الثلثاء موقفَهما من هذا الاستحقاق.

جنبلاط
أمّا رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط فأعلنَ بعد زيارته عين التينة أمس انّ «اللقاء» سينتخب بري رئيساً للمجلس». وقال: «ومن ثم ندخل الى موضوع الحكومة، وهناك لكلّ حادث حديث».

وسألت «الجمهورية» جنبلاط عن سبب دعمه لانتخاب إيلي الفرزلي نائباً لرئيس المجلس رغم أنه كان خصماً انتخابياً للحزب التقدمي الإشتراكي في البقاع الغربي، فأجاب: «علاقتي مع الرئيس نبيه بري فوق كلّ اعتبار. الانتخابات النيابية أصبحت خلفنا، وأنا أقف إلى جانب خيار الرئيس بري في نيابة رئيس المجلس». وأضاف: «لكن لستُ وحدي من يقرّر، وعند السادسة مساء غدٍ (اليوم) سيعقد «اللقاء الديموقراطي» بحلّته الجديدة اجتماعاً تشاورياً وأنا سأحاول الدفع في اتجاه تأييد الفرزلي».

الحريري - جنبلاط
على صعيد آخر، كشَفت مصادر «بيت الوسط» والحزب التقدمي الاشتراكي لـ «الجمهورية» أنّ اللقاء الذي كان منتظراً امس بين الحريري وجنبلاط لم يحصل كما كان متوقّعاً، لأنّ الإتصالات التي اجريَت لترتيب هذا اللقاء، بحسب المصادر، لم تؤدِّ إلى النهاية المرجوّة حتى ساعة متقدّمة من ليل امس.

توازياً، قالت مصادر أخرى عليمة لـ«الجمهورية» إنّ الاتصالات لن تتوقف عند هذه المحطة، وهي قائمة ومستمرة على رغم الخطوة التي ابعدت اللقاء، أو كانت سبباً في تأخيره والتي سجّلها أمس جنبلاط عندما اعلنَ انّه سيتمنّى على «اللقاء الديموقراطي» إنتخابَ الفرزلي رغم المواقف الرافضة التي عبّر عنها الحريري علناً وقبله نوّابُ الحزب التقدمي وقادته الذين ما زالوا يضعون الفرزلي على «لائحة أصدقاء النظام السوري» في لبنان.


اللواء: برّي لولاية سادسة
وتسدل، اعتباراً من منتصف ليل اليوم، الستارة عن ولاية المجلس النيابي الحالي الذي استمر 9 سنوات بعد ان مدد لنفسه مرتين بعد انتخابات 2009، لتبدأ ولاية المجلس الجديد المنتخب وفق قانون انتخابي يعتمد النظام النسبي، للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات النيابية اللبنانية.

وبحسب النظام الداخلي للمجلس والمادة 44 من الدستور، فإنه يفترض ان يرأس أكبر النواب سنا، وهو النائب ميشال المرّ (87 عاما) بدء الولاية الجديدة غدا، إلى حين موعد انعقاد جلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة المكتب المقررة يوم الأربعاء المقبل.

وإذا كان بات محسوماً انتخاب الرئيس نبيه برّي لولاية سادسة فإن نيابة الرئيس لم تحسم بعد، حيث برزت في اليومين الماضيين ملامح خلاف حول هذا المنصب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، ففي الوقت الذي ستعلن فيه كتلة التيار التي بات اسمها «تكتل لبنان القوي» يوم غدٍ عن اسم مرشحها لنيابة رئيس المجلس وهو محصور بين النائب ايلي الفرزلي والنائب الياس بوصعب، فإن «القوات اللبنانية» رشحت النائب أنيس نصار لهذا المنصب من دون إعطاء أي اعتبار لمسألة نيابة رئاسة الحكومة التي كانت في الحكومة التي تنتهي ولايتها منتصف هذه الليلة وتتحوّل حكومة تصريف أعمال.

معلوم ان غالبية الكتل تميل إلى انتخاب الفرزلي في حال رشحه «التيار الوطني الحر» بعد عزوف النائب أبي صعب عن الترشح، وهذا الأمر من شأنه ان يزيد من حدة الكباش القائم بين «التيار» و«القوات» خاصة إذا اصرت الأخيرة على ان يكون منصب نيابة رئاسة الحكومة من حصتها، في حال فقدت احتمال فوز مرشحها لنيابة رئاسة المجلس.

أصوات برّي والفرزلي
وفي تقدير مصادر نيابية، ان أصوات الرئيس برّي قد تلامس حدود الإجماع في حال صوتت لمصلحته كتلتا «لبنان القوي» (التيار الوطني الحر وحلفائه) و«الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) اللتان يبلغ مجموع نوابهما 44 نائبا، يضاف إليهم نواب حزب الكتائب وحزب سبعة (3 نواب)، اما إذا امتنعت هذه الكتل عن التصويت أو صوتت بورقة بيضاء، فإن برّي سيفوز بأكثرية 80 أو 81 نائباً

2018-05-21