ارشيف من :ترجمات ودراسات

الصفحة الاجنبية: نتائج الانتخابات العراقية لا تُعجب واشنطن

الصفحة الاجنبية: نتائج الانتخابات العراقية لا تُعجب واشنطن

نشرت مجلة "ذا أتلانتك" تقريرًا أشار إلى أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران قد يكون الخلاف الأكبر بين واشنطن والدول الأوروبيَّة، منذ مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وقال التَّقرير أن الأوروبيين يبحثون علنًا في كيفية الالتفاف على العقوبات التي تنوي اميركا إعادة فرضها بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق، وفي هذا السياق نقل التقرير عن النائب الفرنسي ديلفين أو؛ وهو من حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قوله ان "وسائل الاعلام في أوروبا أصبحت تتحدث عن اتخاذ إجراءات لمواجهة الولايات المتحدة، إضافة إلى أمور أخرى مثل سيادة الدول الأوروبية، وذلك خلال حلقة نقاش في المجلس الأطلسي في واشنطن".

كما نقل التقرير عن ديلفين قوله إن "مسألة الخلاف مع واشنطن حول الاتفاق النووي مع إيران وتهديد الدول الأوروبية بفرض العقوبات في حال العمل التجاري مع إيران ستتحول إلى مسألة سيادية وتتعلق بحماية المصالح الأوروبية".

التقرير لفت إلى ما قالته المفوضية الأوروبية من عزمها تطبيق قوانين تمنع الشركات من الالتزام بالعقوبات التي ستعيد أميركا فرضها، وفي هذا السياق نقل التقرير عن الباحث في شبكة الزعامة الأوروبية أليكس هيلمان ترجيحه أن يبدأ وزراء الخارجية الأوروبيين بطرح شكوك حول أساس العلاقات مع واشنطن.

ونقل التقرير أيضًا عن نائب رئيس وفد الاتحاد الأوروبي كارولين فيسيني التي تزور واشنطن حاليا قولها أن "أوروبا والولايات المتحدة تقفان على طرفي النقيض فيما يخصُّ الاتفاق النووي مع إيران"، كما نقل التقرير عن النائب الالماني عن حزب الخضر أوميد نوريبور قوله ان "اوروبا ترى بأنه يتم تجاهل مصالحها في مجال الأمن القومي، وبأنَّ ذلك يدفع بالاوروبيين الى أحضان الصين وروسيا".

وتابع التقرير "إن كل ذلك يعني أن مصير الاتفاق النووي مع إيران هو أكبر من موضوع ايران، بل أنه قد يغير موقف صنّاع السياسة الاوروبيين تجاه التحالف الاطلسي".

وفي الوقت نفسه، نقل التقرير عن مدير معهد "الدفاع عن الديمقراطيات" مارك دوبويتز؛ وهو معهد صهيوني في واشنطن، قوله "ان ادارة ترامب ستشن حملة الضغوط القصوى ضد إيران، وان ذلك يعني ردع الشركات الأوروبية وغير الاوروبية من العودة الى إيران"، وفق تعبيره.

العقوبات الأميركية الأحادية على إيران لن تكون فاعلة دون التعاون الأوروبي

في السياق نفسه، كتب جايك سوليفان؛ والذي عمل مستشارا للأمن القومي لنائب الرئيس الاميركي السابق "جو بايدن"، مقالة نشرت أيضا في مجلة "ذا أتلانتيك"، أشار فيها الى مؤتمر عقده مسؤولان اثنان في وزارة الخارجية الاميركية من أجل شرح الخطوة الاميركية المتمثلة في الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران.

ولفت الكاتب الى أن المسؤولين الإثنين تهرّبا من الإجابة على اسئلة تتعلق بما يراد تحقيقه جراء فرض العقوبات وحول هوية الحلفاء الذين تم التشاور معهم حول الموضوع، كما اشار الى مؤتمر آخر نُظم قبل أيام قليلة مع مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية انتهى بالنتيجة نفسها.

وأضاف الكاتب "إن سبب التهرب من الإجابة على هذه الاسئلة هو ان المسؤوليْن يشعران بعدم الارتياح بتقديم الاجابة الحقيقية"، مرجحًا ان تكون الاستراتيجية هي بالنسبة للإدارة الأميركية معاقبة إيران، وقال سوليفان "ستمارس الولايات المتحدة اقصى الضغوط الاقتصادية على ايران كي "تشعر" الأخيرة بالمزيد من الضغوط الاقتصادية".

الكاتب تابع موضحًا أنه "من الناحية النظرية، يجب ان يكون للعقوبات هدف محدد، فالعقوبات عادة ما تأتي في إطار الرد على سلوك بلد ما، وعليه يكون عرض رفع العقوبات مقابل تغيير سلوك ما"، لافتا الى ان العقوبات بالمبدأ هي بمثابة ورقة تُستخدم من اجل اخذ التنازلات بالمفاوضات.

اما المؤيدون لاستراتيجية تصعيدية ضد إيران داخل وخارج ادارة ترامب، فبحسب الكاتب، ينظر هؤلاء الى العقوبات بشكل مختلف، وفي هذا الصدد قال سوليفان "إن هذا المعسكر، يرى ان النظام في الجمهورية الإسلامية قد ينهار نتيجة الضغوط"، مشيرا الى ما قاله مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون مؤخرا عن أن "تأثير العقوبات قد يكون دراماتيكيا".

وحول البحث في "اتفاق نووي أفضل"، أكد الكاتب انه ليس بالطرح الجاد، موضحا ان الشخصيات المعادية لإيران مثل بولتون لا تريد صفقة كبرى مع إيران بل تريد تغيير الحكم في هذا البلد، وقال "ان مقاربة ادارة ترامب حيال ايران ليست سليمة، والعقوبات يجب ان تكون على نطاق عالمي كي تكون فاعلة"، وتابع بالقول "عندما فرضت واشنطن عقوبات احادية على إيران دون التعاون الأوروبي، لم يضر ذلك إيران كثيرا وأدى الى عزل الولايات المتحدة الأميركية".

وفي الختام، شدد سوليفان على أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس لديها سياسة حيال ايران بقدر ما لديها موقف من ايران.

ترامب يُدخل الدّين بالسياسة

نشرت المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "الـ CIA" المدعو بول بيلار مقالة نشرت على موقع "لوبلوغ" أشار فيها الى ان "رجلي دين اميركيين اثنين من مدرسة الإنجيليين المعروفين بدعمهما العقائدي للكيان الصهيوني وهما روبرت جيفريس وجون هايغ شاركا في مراسم افتتاح السفارة الاميركية في القدس المحتلة.

ولفت الكاتب الى أن "ترامب ومستشاريه أرادوا من خلال إشراك هذين الشخصين كسب تأييد قاعدة ترامب الشعبية وتحديدا الانجيليين المسيحيين، الذين يشكلون الجزء الأكبر من هذه القاعدة، مقارنة باليهود الأميركيين"، وفق تعبير الكاتب.

واضاف الكاتب "أن توطيد العلاقات ليست الوسيلة الوحيدة التي استخدمتها ادارة ترامب لإدخال الدين في سياستها تجاه "الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية"، بحسب تعبير الكاتب، الذي لفت الى دعم السفير الاميركي لدى الكيان الصهيوني دايفيد فريدمان العقائدي والديني للكيان الصهيوني.

كما رأى الكاتب أن حظر السفر المفروض على مواطني عدد من الدول الإسلامية الى اميركا هو نموذج آخر عن ادخال الدين بالسياسة، وقال بيلار "أن هذه الخطوة تأتي ايضًا في اطار خطاب ترامب العنصري ضد الأجانب، وأن المسألة ترتبط بالدين اكثر مما ترتبط بالتصدي لما يسمى التهديدات الإرهابية"، محذرًا من الضرر الناتج عن إدخال عامل الدين في السياسة الخارجية.

نتائج انتخابات العراق سيئة جدًا لأميركا

نشر موقع "ناشونال انترست" مقالا لتيد غالن كاربنتر قال فيها إن "نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق تؤكد أن القادة الاميركيين ووسائل الإعلام الاميركية ليس لديها ادنى فكرة عن الديناميكيات السياسية في العراق".

ولفت الكاتب الى ان تيار مقتدى الصدر حلّ بالمرتبة الأولى في الانتخابات، وأنَّ تحالف "فتح" الذي يمثّل الحشد الشعبي حلَّ بالمرتبة الثانية، منبّهًا إلى أن هذين الفصيليَن هما أقوى فصيلَيْن سياسيين في العراق معاديَيْن بقوة لأميركا، وأن أحدهما أي الحشد الشعبي موالٍ بقوة لإيران، ورأى بالتالي أن "نتائج الانتخابات في العراق سيئة جدًا بالنسبة لواشنطن".

وأضاف الكاتب "إن بقاء التواجد العسكري الأميركي في العراق إلى أجل غير مسى يشكل سياسة غير قابلة للحياة، وقد حان الوقت للاعتراف بحدود النفوذ الاميركي وإعادة تقييم السياسة الأميركية الكارثية".

كما رأى الكاتب أن على إدارة ترامب إعداد استراتيجية للخروج من العراق.

2018-05-21