ارشيف من :أخبار لبنانية

الحكومة تودّع بإقرار خطة الكهرباء.. والإستحقاقات النيابية والحكومية تنطلق غداً

 الحكومة تودّع بإقرار خطة الكهرباء.. والإستحقاقات النيابية والحكومية تنطلق غداً

ركّزت الصُّحف الصادرة من بيروت فجر اليوم الثلثاء على عدد من المواضيع المحلية والإقليمية الهامة، حيث أنهت  "حكومة استعادة الثقة" أطول جلساتها في اليوم الاخير من عمرها مقررات مثيرة للجدل واجتهادات لم تضف الا مزيداً من التعقيدات على مشهد سياسي مقبل سينعكس على تشكيل الحكومة الجديدة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تجدد التصعيد الاميركي ضد ايران وحلفائها، وذلك بعد ايام من فرض عقوبات جديدة على طهران و"حزب الله»، هذا في وقت أعلن الجيش السوري دمشق وريفها خاليين بالكامل من الإرهاب بعد تحرير اليرموك.

بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أن "حكومة استعادة الثقة" عقدت إحدى أطول جلساتها في اليوم الاخير من ولاية مجلس النواب السابق التي انتهت منتصف الليل الفائت وبدأت معها مرحلة تصريف الاعمال الحكومية، إلا أن المقررات المثيرة للجدل والاجتهادات التي صدرت عن الجلسة لم تضف الا مزيداً من التعقيدات على مشهد سياسي مقبل لا يبدو انه يحمل بشائر انفراجات سريعة يطمح اليها اللبنانيون بعد الانتخابات النيابية. ذلك ان آفاق الاستحقاقات المقبلة ولا سيما منها تشكيل الحكومة الجديدة تبدو شديدة الارباك والغموض في ظل مخاوف مبكرة من مسارين خارجي وداخلي تسودهما التعقيدات.

وأضافت "النهار" أن المسار الاول يتصل بانعكاس المواجهة الاميركية - الايرانية المتصاعدة على لبنان كإحدى ساحاتها الخلفية وخصوصاً من باب العقوبات الاميركية والخليجية على "حزب الله". وكان آخر معالم التصعيد الحاد ما ورد على لسان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لجهة تهديده "بسحق وكلاء ايران واعوانها من حزب الله في جميع انحاء العالم ". وتخشى أوساط لبنانية مسؤولة ان ينعكس التصعيد على مجمل الواقع الداخلي وخصوصاً لجهة التشدد في طرح الشروط المتعلقة بالتوزير والحقائب والاحجام وما الى ذلك من مسائل تثار لتعزيز النفوذ السياسي داخل الحكومة الجديدة. والمسار الداخلي يتصل ببوادر التنازع على الاحجام والحقائب بين القوى السياسية والتي كانت أولى طلائعها تصاعد النزاع المبكر بين القوى المسيحية وتحديداً بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".

وتابعت الصحيفة: لم يغب النزاع السياسي المبكر عن مجريات الجلسة الماراتونية الاخيرة لمجلس الوزراء أمس في قصر بعبدا والتي انتهت الى اقرار خطة الكهرباء، بشكل ملتبس أوحى انها مرّت بالمفرّق وعلى دفعات، اضافة الى تمرير سلة جديدة من التعيينات. وبرز أبلغ تعبير عن هذا الالتباس في تصريح وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة لـ"النهار" انه عارض معارضة شاملة وكاملة كل ملف الكهرباء وكل البنود الاخرى التي أريد تمريرها من ردم البحر الى غيره. لكن وزير الخارجية جبران باسيل لم ير حرجًا في "الشماتة" بمعارضي خطة وزير الطاقة سيزار ابو خليل للكهرباء اذ غرّد: "متل ما قلنالكم رجعوا بعد الانتخاباتمشيوا بالبواخر (التركية) ودير عمار والغاز... ضيعان ما حكيوا".

وفي المعلومات، أن مجلس الوزراء قرر استجرار ٨٥٠ ميغاوات، انما من خلال مناقصة جديدة وفق دفتر الشروط القديم، مع إدخال ملاحظات إدارة المناقصات على الدفتر وكذلك ملاحظات الوزراء الذين كانوا يعترضون وفي مقدمهم وزراء "القوات اللبنانية"وحركة "أمل" و"حزب الله" و"المردة"، فيما رفض وزراء حركة "أمل" هذه المرة أيضًا بعدما طالب الوزير علي حسن خليل بالإطلاع على دفتر الشروط قبل إرساله الى دائرة المناقصات، حسب الصحيفة.

وفهم انه لم تحدد في المناقصة الجديدة سفن الانتاج بل فتح مجلس الوزراء الباب للإنتاج في البحر والبر، على ان ترسو المناقصة على من يتقدم بالسعر الأقل والمدة الأقصر لتوفير الـ ٨٥٠ ميغاوات.

كما وافق المجلس على عرض وزير الطاقة والمياه نتيجة مفاوضاته مع الشركة المالكة لباخرتي انتاج الطاقة، تمديد العقد وخفض الكلفة على الدولة اللبنانية.

وفي ما خص البواخر، أوضح ابي خليل انه اتخذ قرار في الجلسة السابقة بالتمديد سنة، من دون أي كلام عن الاسعار، فطلب التفاوض وتمكنّ من خفض السعر والحصول على 200 ميغاوات اضافية مجاناً لفصل الصيف، مع خيارات أخرى للخفض اذا كانت الفترة أطول، بعد موافقة مجلس الوزراء. وأشار الى ان الشركة قدمت باخرة ثالثة هدية مجانية هي التي تؤمن ٢٠٠ ميغاوات.

الا ان الوزير علي حسن خليل كان أعلن بعد الجلسة انه رفض خطة الكهرباء، وان الامور في هذا الملف عادت الى بداياتها.

وعلم انه خلال النقاش في مجلس الوزراء لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى تعاظم الفساد في ادارات الدولة ومؤسساتها وتغطية الفاسدين من جهات واحزاب. وقال إن هذا الوضع لن يستمر في المرحلة المقبلة وظاهرة الفساد والفاسدين وحماتهم ستنتهي وهذا ما يعد به اللبنانيين في الآتي من الايام. وقال إنه لا يكفي ان يعلن القادة يوميًا رفضهم للفساد بل عليهم العمل جديًا على مكافحته.

أما على الصعيد السياسي، أشارت الصحيفة الى أنه "برزت أمس مسارعة "القوات اللبنانية" قبل 48 ساعة من جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه غداً الى تحديد مواقفها من الاستحقاقين البرلماني والحكومي. واعلن رئيس حزب "القوّات" سمير جعجع عقب اجتماع "تكتل الجمهوريّة القويّة" ان التكتل "باستثناء النائب المنتخب قيصر المعلوف، قرّر أن يصوّت بورقة بيضاء في انتخابات رئيس مجلس النواب استمراراً لموقف الحزب التاريخي في هذه المسألة"، مشيراً إلى أن "الجميع يعلمون مدى احترامنا للرئيس نبيه بري وتناغمنا معه في العديد من المواقف، لذلك ورقتنا البيضاء ليست في وجه الرئيس بري بقدر ما هي تعبّر عن موقفنا الاستراتيجي".

كما أعلن جعجع استمرار التكتل في ترشيح النائب المنتخب أنيس نصار لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، داعياً جميع الكتل النيابيّة الأخرى إلى التصويت لنصار انطلاقاً مما يمثله على المستوى السياسي.

وأفاد أنه بعدما أطلع أعضاء التكتل على أجواء اللقاء الأخير الذي عقده مع الرئيس سعد الحريري قرّر التكتل بالإجماع تسميّة الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة.

بدورها، صحيفة "الأخبار"، أشارت الى أن جلسة الحكومة الأخيرة التي بلغت من العمر 500 يوماً. لا بل هي «جلسة الحشر» بجدول أعمالها المُتخم بالبنود المُدرجة، وتلك التي حضرت من خارج جدول الأعمال

وأضافت الصحيفة أنه فيما كان النواب السابقون يحزمون أمتعتهم من ساحة النجمة، ويتحضّر النواب الجدد لولاية برلمانية جديدة، اعتباراً من فجر اليوم، أصرت الحكومة على عقد «جلسة الحشر» التي امتدت، أمس، ست ساعات، أمكن خلالها تهريب ما تيسر من القرارات. كان الأحرى بوزراء «مغارة علي بابا» أن يُراجعوا جردة عام ونصف العام من الإنجازات الوهمية، لحكومة أُطلقَ عليها اسم «حكومة استعادة الثقة». فإذ بها تفشل في استعادة ثقة مفقودة، لا بل تسجل لها نقطة واحدة: التوغّل في الهدر وعدم احترام القانون والدستور وحقوق الناس. كانت الجلسة الأخيرة «نموذجية» في التعامل مع ملفات وتهريبها من دون دراسة جدية لنتائجها سلباً أو إيجاباً من جهة، وتمريرها على قاعدة الصفقة السياسية (التيار الحر- الحريري) من جهة أخرى. ملف الكهرباء وحده كما أدير أمس، مثال كاف للحكم على هذه الحكومة، ووصفها بحكومة هدم ما تبقّى من ثقة بالدولة.

وتابعت الصحيفة أن كل ما كان خلافياً قضي أمره وصار صالحاً للإقرار في جلسة الست ساعات. من ملف الكهرباء إلى التعيينات إلى مشاريع إنمائية، بحيث كان لكل وزير جدول أعماله الخاص الذي عمل على إقراره بمعظمه، فكان أن خرج الجميع مغتبطاً بما حقق من «إنجازات» معظمها ستعود بالنفع على جيوب مسؤولين لا الناس.

في مستهل الجلسة التي عقدت في قصر بعبدا، تمنى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التصرف في فترة تصريف الأعمال بمسؤولية، والتركيز حصراً على تسيير الأمور الإدارية وتسهيل معاملات المواطنين. ولفت الى أن «الحكومة حققت إنجازات أساسية في مجال انتظام عمل مؤسسات الدولة»، متمنياً على رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إعداد تقرير بها وإطلاع المواطنين عليها، حسب الصحيفة.

أما صحيفة "الجمهورية"، رأت أن تصدر الاهتمامات داخلياً وإقليمياً ودولياً أمس تجدد التصعيد الاميركي ضد ايران وحلفائها، وذلك بعد ايام من فرض عقوبات جديدة على طهران و»حزب الله». وهدّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بـ»سحق» إيران بضغوط اقتصادية وعسكرية ما لم تغيّر سلوكها في الشرق الأوسط، وقال إنّ العقوبات ستعود وتُطبّق بشكل كامل، اضافة الى عقوبات جديدة. وقال: «سنضمن حريّة الملاحة في مياه المنطقة، وسنعمل على منع أي نشاط إلكتروني إيراني خبيث والتصدّي له، وسنتعقّب العملاء الإيرانيين ووكلاءهم في «حزب الله» العاملين حول العالم وسنسحقهم. لن تحصل ايران مجدداً على تفويض مطلق للسيطرة على الشرق الاوسط، وعلى النظام الإيراني أن يعلم أنّها مجرّد البداية». واشترط بومبيو على ايران الانسحاب من سوريا وسحب كل القوات التي تُشرف عليها هناك، و»وضع حد لدعمها لمجموعات إرهابية في الشرق الأوسط كـ»حزب الله» وحركة حماس والجهاد الإسلامي». كما اشترط وزير الخارجية الاميركي أن تضع ايران حداً لانتشار الصواريخ البالستية وإطلاق الصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية. وقال: «كفى. كفى صواريخ تسقط في الرياض وفي مرتفعات الجولان». هذه الشروط-التحذيرات تعتبر الاقوى من الادارة الاميركية، وتؤشّر الى مرحلة قاسية مقبلة من المواجهة لن يكون «حزب الله» بعيداً منها.

أما داخلياً، أضافت الصحيفة أنه "إنتهت منتصف ليل امس ولاية مجلس النواب السابق لتبدأ ولاية المجلس الجديد، وباتت الحكومة مستقيلة دستورياً ستصرّف الاعمال الى حين تأليف حكومة جديدة، وسينصَبّ الاهتمام اليوم على الجلسة النيابية الاولى غداً لانتخاب رئيس المجلس الجديد ونائبه وهيئة مكتبه ولجانه رؤساء وأعضاء ومقررين، على ان تبدأ في وقت لاحق من الاسبوع استشارات رئيس الجمهورية النيابية الملزمة لتسمية الشخصية التي سيكلّفها تأليف الحكومة الجديدة، في ظل توقعات تتخوّف من أن تطول مهمة الرئيس المكلّف، نظراً الى الاشتباك السياسي الدائر من الآن حول الحقائب الوزارية ولا سيما الاساسية منها من جهة، والعقوبات الاميركية والخليجية الجديدة المفروضة على «حزب الله» من جهة أخرى".

2018-05-22